كان الاسم غريباً أو غير مألوف لدي. وكنت أظنه يتحدث عن نوع من الصحافة لم أسمع بهِ من قبل.
حتى فسّر لي محدثي هذا الذي بدا (طلسماً) لم أفقه معناه.يقول محدثي انه في منتصف السبعينيات كان وأحد زملائه قد لبيا دعوة من صديق لهما في محافظة........ وكان يسكن في قرية جبلية جميلة تدعى”هوديان” وكانت القرية آنذاك لم تصلها يدالاعمار والخدمات، الأمر الذي طبع حياتها بشيء من البساطة. يقول صاحبي، ان مضيفنا وفر لنا اقصى ما يمكن من مستلزمات الضيافة بما تجود به امكاناته. واحتفى بنا أيما احتفاء.وبفعل عدم توفر شبكة مياه صالحة للقرية، كانوا ينقلون الماء من احدى العيون ويتقشفون في استخدامه. ومع أن كل ما شاهدناه كان بمنتهى الضيافة والكرم . لكن معاناتنا الوحيدة كانت في استخدام “دورة المياه” إذ لم تكن لديهم حمامات نظامية. وحلوا هذه المشكلة ببناء(دورة المياه) خارج المنزل معتمدين على بعض الاشجار التي وضع غطاء ما حولها توفر ستراً “ لقضاء الحاجات” ولأنهم يستخدمون (ورق الحمام) بدلاً من الماء.. صادف وجودنا مع شحة حصولهم على هذا الورق الصحي ولذلك وتلافياً لهذه المشكلة عمدوا الى تقطيع الصحف التي يحصلون عليها الى (قصاصات) بحجم الكف وعلقت بمسمار مثبت على احدى الاشجار التي تحيط “بدورة المياه”. حيث يستطيع المستخدم أن يتناول من هذه القصاصات ما يسعفه لانجاز مهمته!! يقول محدثي.. انه عند دخوله (دورة المياه) وجد قبالته هذه القصاصات، وكانت من احدى الصحف اليومية. وتحمل عموداً صحفياً وصورة كاتبه. وكانت هذه القصاصة مهيأة لتأخذ دورها الى الاستخدام (الأمثل). ويضيف صاحبي ، أنه لم يتمالك نفسه وهو في ذلك المكان من أن ينطلق ضاحكاً، سيما بعد أن قرأ المادة الصحفية التي لا تغني ولا تشبع، حين قال مع نفسه. لقد وجدت القصاصة الصحفية مكانها الملائم. واستخدامها الأمثل.ولدى عودة صاحبنا من سفرته الشمالية، راح يطلق على كل صحافة لا تؤدي دورها المطلوب، وكل مادة صحفية يغيب عنها الهدف وتبتعد عنها الرؤيا المسؤولة (صحافة هوديان) !!، ملمحاً الى أنها لا تصلح الاّ للاستخدامات الهوديانية).واليوم إذ تعج بلادنا بعشرات أو مئات الصحف. نجد أن بعضها لا يصلح الاّ ان نسميه (صحافة هوديان) مع الاعتذار