لماذا تزداد ضغوط الأكراد مع حدوث الأنفجارات في العراق؟


gmt 5:55:00 2009 الخميس 10 ديسمبر



سالم مصطفى


تزامن غريب ويدعو الى التساؤل، فكلما يحدث في العراق أنفجارات إرهابية وينشغل البلد بتجفيف دماء الجرحى ودفن الشهداء... نرى في المقابل ان الأحزاب الكردية تصعد من ضغوطاتها على العراق وتطالبه بتلبية ماتريده تحقيقه من مخططات وأهداف، وأخر مثال على كلامنا هذا هو الزيارة المفاجئة لرئيس وزراء أقليم كردستان برهم صالح الى بغداد يوم أمس عقب حصول التفجيرات الإرهابية، فعقب وقوع تلك الجريمة أعلن الأكراد فورا عن خبر الزيارة والغرض منها لبحث الملفات العالقة مثل : قوانين النفط و الأستثمار والمادة 140 وغيرها من المشاكل!

والأمر المؤلم هو أننا بدلا من ان نسمع الأكراد يعزون الشعب العراقي بمأساته ويقفون الى جانبه، نجدهم يحاولون أستغلال حالة الأنشغال والتشتت والمشاكل التي تعصف بالبلد من اجل أملاء شروطهم التي تصل أحيانا الى درجة الأبتزاز غير المشروع!

فأين الشراكة السياسية والتضامن والدفاع عن مصير الوطن.. ثم هل هذا هو الوقت المناسب لزيارة بغداد من قبل رئيس الوزراء برهم صالح وتقديم قائمة طويلة من الطلبات والشروط للضغط على الحكومة وأنتهاز فرصة أنشغالها بجرائم الإرهاب ومعالجة الجراح، وحالة الفوضى للحصول على المكاسب السياسية على حساب دماء العراقيين؟!

يبدو ان الأحزاب الكردية لديها مفهوم جديد للشراكة السياسية شعاره: أعيش معك وأنهش لحمك، وأشمت بك في حال تعرضك للمصيبة، فشراكة الأكراد حسب مانلمسه على الأرض هو التعامل مع العراق على انه مجرد بنك لضخ الاموال واطار سياسي مؤقت يستخدم للترويج لأهداف وسياسات الأحزاب الكردية التي على يبدو لاتشعر بالأنتماء للعراق.

ويستشف من عجلة الأكراد وإلحاحهم على الحكومة العراقية خوفهم من صعود العرب السنة في الأنتخابات القادمة وتواجدهم بقوة في البرلمان والحكومة مما سيعرقل الكثير من الطلبات والمشاريع والأهداف الكردية التي ليس من مصلحتها بروز قوى سياسية حازمة وصلبة تقف بوجههم!