رئيس الوزراء يفتح (جبهة خصومة) مع القوات الأميركية ويلومها على (تسريح الإرهابيين السجناء)!!
تباين تفسيرات الأميركان لتأجيل المالكي لقاء غيتس الى اليوم والبنتاغون تؤكد: (المالكي محاصر في البرلمان!)
شؤون سياسية - 11/12/2009 - 12:00 am

بغداد/واشنطن/الملف برس:
فتح رئيس الوزراء نوري المالكي جبهة "خصومة" جديدة مع القوات الأميركية، متهماً إياها بتسريح ألوف السجناء الذين عادوا الى ممارسة أعمالهم الإرهابية. وكانت الأوساط الأميركية قد أطلقت تفسيرات متباينة لأسباب تأجيل المالكي اجتماعه مع غيتس لكن البنتاغون أعذرته بسبب انشغاله!.
وقد أصرّ مسؤولو "وزارة الدفاع الأميركية" على أنّ الوزير روبرت غيتس الذي وصل أمس الخميس إلى بغداد واجتمع مع رئيس الجمهوري جلال الطالباني، لم يشعر بـ"الإذلال" لأنّ رئيس الوزراء نوري المالكي أجّل الاجتماع معه الى اليوم، لأنه كان "محاصراً" بمساءلة البرلمان، حسب تعبير مراسلي النيويورك تايمز إليزابيث باميلير ومارك سانتورا.
وقال المراسلان إن غيتس موجود في العاصمة العراقية لإجراء محادثات مع المالكي، لكنّ الأخير قال إنه "مشغول جداً" ولا يستطيع رؤية الوزير الأميركي فور وصوله، لأنه ملزم بالدفاع عن نفسه أمام البرلمان الغاضب على سلسلة التفجيرات الأخيرة في بغداد.
من جهتهم، أكد مسؤولو البنتاغون أن المالكي لم يرفض لقاء غيتس، لكن ذلك لن يتم إلا في وقت متأخر. وبعد ساعات من وصول الوزير الأميركي إلى بغداد، جرى التصريح من مسؤولين عراقيين أن المالكي يمكن أن يراه صباح الجمعة (اليوم) مما اضطر مساعدي غيتس الى إعادة جدولة مواعيده.
وأوضح جيف موريل، السكرتير الصحفي في البنتاغون: “إن حالة التأجيل لا تعتبر نوعاً من الصدّ”. وقال: “إن الوزير يتفهم بشكل كامل، ويحترم أن رئيس وزراء العراق كان محاصراً بالمساءلة أمام البرلمان”.
وتقول صحيفة النيويورك تايمز إن المالكي –الذي يواجه هموم الانتخابات التي اتفق أخيراً على إجرائها في آذار- هو الآن تحت ضغط سياسي هائل من قبل منافسيه الذين يتهمونه بتكرار حالات "الفشل الأمني" في أعقاب التفجيرات القاسية. ولقد حضر اجتماعاً محموماً لست ساعات –يوم الخميس- مع المشرعين العراقيين على هامش التفجيرات الخمسة المنسّقة يوم الثلاثاء الماضي التي أكد القادة العسكريون الأميركان أنها أسفرت في الأقل عن مصرع 127 مواطناً.
وأكد مراسل الصحيفة في بغداد أن المالكي أمضى ذلك الوقت الطويل، مناشداً النواب العراقيين، ليضعوا خلافاتهم السياسية جانباً، والتي نظر إليها على أنها السبب في تقويض الأمن، طبقاً لما قاله بعض المسؤولين الذين شاركوا في الجلسة الخاصة التي دعا البرلمان الى عقدها في أعقاب التفجيرات. والمالكي –كما يقول هؤلاء المسؤولون- استثمر وقت حضوره البرلمان بشكل جيد، واضعاً اللوم أيضاً على السياسات الأميركية التي قال إنها تساهم في تقويض الأمن.
وفي السياق ذاته، كان غيتس قد أكد للطالباني خلال لقائهما لأكثر من ساعة –طبقاً للسكرتير الصحفي موريل- أن “التفجيرات تذكير تراجيدي بأنّ الحرب لم تنته بعد”. وحسب مسؤولي البنتاغون إن غيتس لم يأت إلى بغداد لـ"يؤشر أية عيوب أو أخطاء" في الوضع الأمني، عقب سلسلة التفجيرات الإرهابية، برغم أن الجنرال جارلس جاكوبي، القائد العسكري رقم 2 للقوات الأميركية في العراق، قال إن “هناك نقاط ضعف، كانت مكشوفة بوضوح للإرهابيين”.
وبيّنت الصحيفة أن "الدولة الإسلامية في العراق" المجموعة التي تشكل غطاء يضم المتمردين المرتبطين بالقاعدة في بلاد الرافدين، ادعت الخميس مسؤوليتها عن التفجيرات، قائلة في موقع لها على الإنترنت، أنها عازمة على “اجتثاث أعمدة هذه الحكومة، وهدم أركانها”. وادعت المجموعة أيضاً مسؤوليتها عن الهجمات السابقة واسعة النطاق في آب وتشرين الأول الماضيين.
وأشارت النيويورك تايمز إن مسؤولي البنتاغون الذي رافقوا غيتس في زيارته، والمسؤولين الأميركان في بغداد، قالوا أن التفجيرات لن تؤدي الى تعديل خطط انسحاب أكثر من 50,000 جندي من العراق خلال السنة المقبلة.
وطبقاً لمشرّعين عراقيين، فإن رئيس الوزراء نوري المالكي، أثار خلال جلسة البرلمان، مسألة "قلقه" من أن الأميركان قد أطلقوا سراح الألوف من السجناء، فيما يهم يستعدون الآن للانسحاب، وترك مسؤولية المحتجزين للحكومة العراقية. والمالكي –قال هؤلاء المشرّعون- أن الكثيرين من هؤلاء السجناء السابقين، قد عادوا الى تنفيذ العمليات الإرهابية.
ويقول مراسلا الصحيفة الأميركية: على الرغم من محاولاته تخفيف "الاستياء السياسي" الذي انفجر بعد الهجمات، فإن منافسي المالكي، كانوا "عنيدين جداً" في انتقاداتهم له!. وقال محمد سلمان، المشرع السُنّي: “ما حدث اليوم لسوء الحظ هو أن رئيس الوزراء قدم ما سمّاها إنجازاته”. وأوضح المشرع السُنّي أن المالكي وضع اللوم كله على القواعد التي طـُبقت والموضوعة من قبل الأميركان. كما فشل البرلمان في صنع الإصلاحات المطلوبة. وتحدث المشرّع بمرارة قائلاً: “إن العراقيين يجب أن لا يقبلوا أي شيء من طروحات جلسة البرلمان ليوم الخميس”.
ويشار الى أن غيتس وصل الى بغداد، قادماً من العاصمة الأفغانية كابول، حيث اجتمع يوم الثلاثاء الماضي مع الرئيس الأفغاني، كما اجتمع في وقت مبكر من يوم الخميس مع كبار القادة العسكريين الأفغان. وأخبرهم أن الولايات المتحدة على من أنها خططت لبدء سحب قواتها من أفغانستان بحلول شهر تموز 2011، “فإننا لدينا عدد كبير من القوات هنا لفترة زمنية محدودة بعد الانسحاب”. ولاحظ غيتس أيضا –كما تقول الصحيفة- أن الأفغان والأميركان قد "قدموا تضحيات في الحرب الأفغانية. ولهذا “فإن العلاقة بين الطرفين اصطبغت بالدم” طبقاً لتعبير وزير الدفاع الأميركي.