الإئتلاف الوطني العراقي .. قريب من حافة الخطر
الجمعة, 18 ديسمبر 2009 20:48
د. سليم الحسني
تقوم تشكيلة الإتئلاف الوطني العراقي الذي أعلن عنه يوم 24 آب الماضي ، على كيانات يصعب عليها الإنسجام ، فهناك تاريخ من التقاطعات الحادة ، كما أن كل واحد منها يشعر بأن لديه عناصر قوة يتفوق بها على الآخرين ، وهذا ما يهدد تركيبته الداخلية فيما لو واجه خيارات متعددة ، خصوصاً في النقاط المفصلية مثل رئاسة الإئتلاف او رئاسة الوزراء او توزيع المقاعد الوزارية .
كما تتهدد الإئتلاف الوطني مسألة التوجهات الخاصة بكل كيان ، والتي كثيراً ما حدثت خلال السنوات الماضية ، فمثلاً العلاقة الإستراتيجية بين المجلس الأعلى وبين التحالف الكردستاني تفوق من حيث أهميتها ومتانتها ، علاقة المجلس بحلفائه داخل الإتئلاف الوطني .
أما التيار الصدري الذي شعر طوال السنوات الماضية بأنه لم يستثمر قاعدته الشعبية العريضة بالشكل المطلوب ، وأنه فقد قسماً منها نتيجة تصرفات عدد من قادته ، ونتيجة ما تعرض له من إجراءات صارمة من قبل حكومة المالكي وأبرزها القضاء على المليشيات ، فان التيار الصدري يريد أن يخرج من المقاعد الثانوية ليتقدم الى مواقع بارزة في المشاركة السياسية ، بمعنى أن تكون له كلمته ودوره ومراكزه في حكومة ما بعد الإنتخابات .
حزب الفضيلة الذي عرف عنه أنه يتحرك بحسابات آنية ، يبدو أنه متمسك بهذا النهج ، فلقد وجد فيه سبيلاً لتحقيق مكاسبه السياسية ، وعليه فأنه لا يزال يحتفظ باستعداده على التحول السريع وتغيير تحالفاته في حال وجد خيارات أفضل مما هو فيه .
ولا تختلف كتلة التضامن كثيراً عن حزب الفضيلة ، فلقد سبق لها أن اتخذت مواقف مختلفة وحادة من بعض مكونات الائتلاف القديم ، وكانت مواقفه تقترب من البعض ثم تبتعد .
وفيما يتعلق بتيار الاصلاح الوطني فلا يظهر عليه أنه يستطيع أن يكون صاحب كلمة مؤثرة في الإئتلاف الوطني ، فحسب بعض المعلومات ، كان قادة المجلس الأعلى يعقدون إجتماعات خاصة مع التيار الصدري دون إشراك تيار الاصلاح ، وربما دون علمه .
وحسب معلومات أخرى فان التيار الصدري والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة ، لهم تحركاتهم الخاصة مع اطراف من خارج الإئتلاف ، بما فيها منافسهم إئتلاف دولة القانون ويجري كل طرف من هذه الأطراف مفاوضاته بعيداً عن حلفائه.
مع بقاء هذه الحالة من التفكك غير المعلن بين مكونات الإئتلاف الوطني ، فان مستقبله لا يبعث على التقاؤل ، فأن أي مكون من تشكيلته يمتلك الاستعداد القوي للتفريط بوحدة هذا الكيان ، فيما لو حصل على فرصة أفضل .