النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي كم التكلفة لكل طالب؟؟؟ اهل لندن ادرى!

    المجال التعليمي والتربوي

    رغم عمق الفارق بين الحضارة الاسلامية وحضارة الغرب المسيحي او العلماني، وبين معتقدات ابنائهما، وبسبب الحال الذي عليه بلاد المسلمين بعد تقسيمها اثر الهجمات المتتالية من قبل الاستعمار الغربي وبسبب ما تعانيه شعوبها اليوم من جراء تعسف بعض الحكام. فقد قدّر لمئات الآلاف بل ملايين المسلمين الهجرة من ديارهم الى بلاد الغرب المسيحي مع ما في ذلك من مخاطر جمّة على جميع المستويات، اقلّها هو تردي اوضاع المهاجرين وسوء احوالهم وانهماكهم في واقع صعب عنيد، لا يهادنهم ولا يعطف عليهم ولا يرحمهم.

    وقد لا نصل الى نتيجة حسنة مرضية لو أردنا التدقيق والتمحيص في معالم الخطورة والبحث عن الاسباب الكامنة خلفها والتي اوجدتنا كمسلمين في هذه الديار، سواء كأرباب أسر أو أطفال إصطحِبوا مع الآباء أو مولودين أساساً في هذه الديار.

    فلو اعتبرنا غزو الكفار لبلادنا أو محاولة كسب المال وطلب العلوم واستعداد النفوس لحب الاستطلاع والعمل التجاري من قبل بعضنا أو الاضطهاد في مجالات السياسة والثقافة هي من الاسباب الرئيسية التي جلبت المسلمين الى ديار الغرب والغربة وسواء كان ذلك على اساس الهجرة المفروضة أو المؤقتة او بالاختيار وجواز بعضها من عدمه للبعض الآخر وكيفية الفصل والتمييز لألفنا في ذلك كتباً غير أن ذلك ليس هو المطلوب.

    انما المهم ان هناك على ارض الواقع ملايين المسلمين عليهم ان يفكروا في العمل الجاد حيال هذا التحدي الذي صاروا اليه ولماذا؟ أفلأنهم قلة معدودة ولا حول لهم، وبالتالي لابد لهم من مسايرة الواقع والتلاؤم مع الظروف والاحوال التي نشأت عنه لكي يقدروا على العيش والاستمرار في الوجود حسب ما تمليه الظروف والاجواء المحيطة بهم؟ أم يكتفي بما يعمله بعضهم ضمن الواقع القاسي من تذكّر اوطانهم وما تربوا عليه وتخلقوا به لكي يبقوا محافظين على انماط خاصة من الأعراف والتقاليد ومعتقدات ومراسيم دينية، وان كان أضعف مما كانوا عليه في بلادهم او بالعكس أقوى وأشد مما كانوا عليه جراء رد الفعل الطبيعي للانسان تجاه المباديء والاخلاق التي واجهها في الموطن الجديد!

    الكثير منهم يرى الحرية بالمقدار الكافي لهم في هذه البلدان كفيلة بالبقاء على هذا القدر من المحافظة الى أمد معين وقد تصون لهم معالم شخصيتهم الاسلامية الى حدٍ معقول، فكان لهم من الطبيعي الرضا به وأحياناً أن يكونوا سبباً لدعوة آخرين من بلدانهم الاصلية لما رأوا من ان اسباب العيش الفسيح في ديار الغرب على انها هي الافضل والاوفر عطاءً من اسباب العيش في ديارهم. الا انّنا وان صدقنا هذا التصور الاخير رغم ما فيه فقد ينطبق على الآباء والأمهات الذين فكروا وعملوا بهذه الطريقة، ولكن ماذا سيؤل اليه حال أولادهم الصغار؟

    الاجيال التي تفتح أعينها في بلاد غير بلاد الابآء والاجداد وغير المزودين بالاحساس المتوثب الذي يمتلكه اهلوهم المهاجرون نحو العقيدة والوطن المتروك والتراث والعلوم والفنون والآداب وغيرها... لا يستطيعون الاحساس بانهم في ديار هجرة أو غربة كما يحس بها اهلوهم، حيث أنهم ولدوا على هذا الارض فهي وطنهم، وفي رأيهم أن من حقهم ان يرتبطوا به ارتباطاً وثيقاً، وأنه مهد نشأتهم ومعهد تربيتهم وهم غير مسؤولين عما جرى لآبائهم.

    والمدرسة التي يقضي فيها الطفل المسلم جلّ يومه مختلطاً بأبناء الديار الاصليين،وهم أصدقاؤه في اللعب والتعليم، هي الأساس الحاسم في تربيته وتعليمه ومعتقداته، فماذا يتعلم أولادنا في تلك المدارس وكيف يتربون فيها؟ وأنه غير مجد التعليل والإكتفاء بتعليم الاولاد في بعض المراكز الاسلامية في ايام العطل، او التأكيد والاعتماد على الآباء والأمهات لتربيتهم في البيت وهي كلها اوقات استراحة الطفل، ومن غير المنطقي تعريض الطفل للسؤال والجواب أو طلب مخالفته جميع التقاليد والاعراف التي يكتسبها في النهار مع مربيه واصدقاءه. فهل فكر المسلمون في بناء مدارس لأبنائهم في تلك الديار، أم أنهم الى الآن لم يدركوا أهمية ذلك، أو أنه أمر يخص الجيل الجديد وليس الآباء أنفسهم ؟!

    ومن هذا المنطلق عملت مؤسسة الامام الخوئي الخيرية وبتوجيه مباشر من المرجع الراحل رضوان الله تعالى عليه نحو اقامة مشاريع مدرسية لأبناء المهاجرين في ديار الغرب معتمدة على اساس توفير فرص التعليم للبراعم وفق احتياجات الحياة الغربية، وعلى أساس توفير الأجواء و تعليم المعارف الاسلامية في ضمن العملية التربوية.< فمنذ الايام الاولى لعمل المؤسسة بدأت بتدارس احتياجات الجالية الاسلامية في تلك الديار ورفعت بذلك تقريراً لسماحة الامام الخوئي (قده) فأمر سماحته مؤسسته الخيرية بتطوير العمل لخدمة المسلمين وبالخصوص اتباع مذهب اهل البيت (ع) بانشاء مدارس اسلامية تتجاوب ومناهج التعليم العصرية المتطورة لتحصين ابناء المسلمين من الانحراف والضياع وتسليحهم بالعلم والايمان. وبالفعل فقد بذلت المؤسسة جهوداً جبارة لامتثال ذلك الامر وتحقيق المرام، لتقف مدرسة الامام الصادق (ع) ومدرسة الزهراء (ع) في لندن، ومدرسة الايمان في نيويورك صروحاً شامخة ومعاقل للعلم والتقوى تحتضن الجيل الصاعد من أبناء المسلمين المهاجرين.


    مدرسة الامام الصادق
    ومدرسة الزهراء عليهما السلام

    تحتل المدرستان مبنى ضخماً في شمال غرب لندن متميزاً بموقع حيوي هام بالقرب من معظم التجمعات السكنية لابناء الجالية وقد اشتري المبنى بمبلغ اربعة ملايين وثلاثمائة وخمسين الف جنيه استرليني، وتم تطويره وتعميره بمبلغ مليون ونصف جنيه استرليني ليناسب الهدف المنشود.

    يتكون المبنى من ثمانية وعشرين صف، ومصلى، وقاعة للتربية البدنية والحمامات الخاصة بها، ومكتبة، وقاعة مختبرات، وغرفة للكومبيوتر، وغرفة للطبيب والاسعافات الاولية، بالاضافة الى قاعات الطعام، والحمامات العامة، وغرف الادارة وبقية المستلزمات. وتستوعب المدرستان بكامل امكاناتها سبعمائة طالب وطالبة بمعدل 25 طالب او طالبة للصف الواحد، بدءاً من المرحلة التمهيدية والابتدائية والمتوسطة والاعدادية (GCSE) و قد تم العمل على فتح مرحلة (A-Level) بدءاً من العام الدراسي 2000-2001 وجميع المراحل هذه في بناية منفصلتين للبنين والبنات.

    وباعتبار ضرورة المشروع واهمية نجاحه من جهة، وعدم وجود تجربة او سابقة له من جهة أخرى، حيث ان تجربة هذه المدارس هي الاولى من نوعها لابناء مذهب أهل البيت(ع) في عموم بلاد الغرب.

    فمن الطبيعي جداً الاخذ بعين الاعتبار صعوبة الامر والمشاكل المحيطة به وجرأته لتحقيق الطموح، خصوصاً لقصر الفترة الزمنية بين اعداد المناهج وتهيئة الكادر الاداري والتعليمي اللائق والقادر على تطبيق منهج اسلامي تربوي بموازاة المناهج الوطنية الرسمية المقررة من قبل وزارة التعليم والعلوم للبلد المضيف بالاضافة الى مادتي اللغة العربية والدين والتربية الاسلامية، لتـأهيل الخريجين والخريجات منها لمواصلة التعليم العالي والجامعي فيما بعد في المؤسسات التعليمية العالمية، محصنين بالخلق الاسلامي الرفيع وبالعقيدة الراسخة لدينهم ومذهبهم الحق، وبالتالي محافظين على الجوانب الثقافية والاخلاقية والدينية لانتمائهم.


    ولذلك فقد أعدت لجان متخصصة لاختيار مدراء واساتذة، ومن ثم مقابلتهم بناءً على اهليتهم وخبراتهم وسلوكهم التربوي في المجالات العلمية المختلفة، وذلك وفق الاجراءات المتعارف عليها من نشر اعلان لطلب من يشغل هذه الوظائف واجراء المقابلات مع المرشحين لها. وقد تم الاعلان في عدد من الصحف والمجلات الاسلامية الصادرة في بريطانيا عن حاجة المدرستين الى معلمين ومعلمات، من ذوي الكفاءة العالية ممن لديهم إجازة رسمية تسمح لهم بالتدريس والتعليم في المملكة المتحدة، وقد تلقينا عدداً كبيراً من طلبات التوظيف، واجريت مقابلات لمن حفل سجله بالخبرات والكفاءات المطلوبة واعتمدت المقاييس التالية:

    1ـ ان يكونوا من خريجي الجامعات.

    2ـ لهم خبرة عملية في التربية والتعليم.

    3ـ يحملون اجازة تسمح لهم بمزاولة التعليم في بريطانيا.

    4ـ ان يكونوا من أهل التقوى والدين وذوي خلق وسمعة طيبة.

    وكذلك تهيئة مئات الكتب الدراسية وتوفير وسائل الايضاح الحديثة ولوازمها.

    ولتحقيق ذلك كله كان من اللازم طلب العون والمشاركة من قبل بعض الكوادر المتخصصة والمعلمين المحليين من غير المسلمين، خصوصاً وان المدارس بحاجة ضرورية الى الاعتراف الرسمي بمناهجها من قبل وزارات التعليم والدوائر العلمية الحكومية في بلدانها.


    وبما ان المدارس لم تكن لقومية خاصة دون غيرها، فهي لأبناءالجالية الاسلامية جميعاً باختلاف قومياتهم ولغاتهم، وبالفعل فهناك ابناء من الهند وپاكستان وبنغلادش وتونس والمغرب والجزائر ولبنان والكويت والبحرين والعراق وايران وفلسطين وغيرهم من ابناء المسلمين المقيمين في البلد المضيف، او ممن يحملون جنسيته، مما يزيد الصعوبات في عمل الهيئة الادارية وحتى التعليمية لاختلاف مستويات وثقافات وعادات ولغات التلاميذ.

    على أن ذلك لم يخل من بعض الصعوبات الشديدة في التنظيم والرعاية الاسلامية، حيث اللازم تطبيق المناهج الاسلامية والاهم منه التربية المباشرة التي يتلقاها الطلاب من سلوك الاساتذة، وذلك بوجود كادر غير اسلامي في المدرسة.

    بعد تجربة عملية لسنتين من الجهد والمثابرة وضبط الجانب الاكاديمي والنظام العام والحصول على تجربة ممتازة في هذا المجال وبالخصوص بعد ان تقدم اكثر من مسلم كفوء في الجوانب الادارية والتعليمية، تم اختيار الافضل منهم للسنة الثالثة، وان جميع العاملين الآن هم من المسلمين المخلصين الكفـوئين في مجال التربية والتعليم الاسلامي.

    ومن اهداف المدرستين استيعاب اكبر عدد ممكن من أبناء الجالية المسلمة في لندن، وقبولهم في المدرستين على امل تخريج جيل يتربى على الاخلاق الاسلامية الحميدة ومسلح بالعلم والفكر والمعرفة والدين بعيداً عن الممارسات والعادات التي تتنافى مع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف. والعمل جار باستمرار على توفير كافة المستلزمات العلمية الحديثة وتنظيم الامور الفنية والادارية المطلوبة في تربية وتعليم ابنائنا من الناشئة بالاضافة لاعداد البرامج والكتب المدرسية المتبعة في أحدث المدارس البريطانية.


    وقد كان الحرص على تقييم الدراسة ومنهج التعليم في المدرستين خلال الاعوام السابقة، والوقوف على الثغرات التي حصلت خلال تلك الفترة، ووضع خطة جديدة تتجاوز الثغرات السابقة وذلك بالاستعانة بمتخصصين بريطانيين في مجال التربية والتعليم، كما جرى الاتصال بالدائرة الخاصة بالمناهج الوطنية البريطانية حيث تم التنسيق معها لاستقدام عدد من المفتشين التربويين المتخصصين لزيارة المدرستين حسب برنامج مقرر للوقوف على كفاءة ومستوى التعليم فيهما للعام الدراسي الحالي.

    والمؤسسة مصممة على ان تكون هاتان المدرستان في مستوى المدارس النموذجية الاخرى في بريطانيا ان لم تكن الافضل من حيث التطور العلمي والتكنولوجي، لذا تم توفير احدث اجهزة الكومبيوتر وكذلك مختبر علمي متطور جداً من حيث الاجهزة المتوفرة فيه، وتم كذلك تجهيز الصفوف بأحسن المستلزمات الحديثة الخاصة بالتعليم.

    ان التربية والتعليم في المدارس الاسلامية لابد ان تأخذ بنظر الاعتبار العلاقة مع الهيئات التربوية والتعليمية في المملكة المتحدة، مع الرعاية والاهتمام بالجانب الاسلامي، فان كل واحد منهما متمم للآخر. ولابد ان تهيء في هذه الاجواء، في البلاد غير الاسلامية جواً اسلامياً تمتزج مع الثقافة الحالية الموجودة في البلد غير الاسلامي، ومن دون التربية والتعليم وبيان وترسيخ العقائد الاسلامية لا يمكن تحقيق الهدف المنشود.



    وفي هذا المجال يجري التنسيق مع ادارة التعليم بالمجلس البلدي حول المناهج التعليمية، وقد وافقت الادارة المذكورة رسمياً على المدرستين، والاتصال دائم مع قسم التعليم والتربية في هذه المنطقة، وأيضاً بين حين وآخر ترسل وزارة التربية والتعليم البريطانية مراقباً للمدرسة للنظر في كيفية التعليم في المدرستين.

    كذلك يجري الاهتمام بتعليم اللغة العربية كونها لغة القرآن والاحاديث النبوية الشريفة، ولذا نضع أسس تعليم اللغة العربية لتكون وسيلة للمتعلم لفهم القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، كما اننا بصدد تشكيل الصفوف الخاصة لتعليم اللغة العربية لابناء المسلمين من غير الناطقين بالعربية، الذين يرجحون التكلم باللغة العربية.

    تجري هذه المهمة الى حيز التطبيق رغم ان المدرستين تعملان بمناهج المدارس البريطانية، فاللغة الانگليزية هي اللغة الاصلية والاساسية وهناك شرط لتعليم عدد آخر من اللغات العالمية فاخترنا اللغة العربية لضرورتها الاسلامية وهناك تعليم للغة الفرنسية في المرحلة المتوسطة في المدرستين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    2,491

    افتراضي أين المدارس العربية في ايران ؟

    سلام عليكم
    سؤالي هو : بعد مرور 23 سنة من الثورة الاسلامية في ايران لا توجد مدرسة عربية واحدة معتبرة من قبل السلطات الايرانية في كل الجمهورية الاسلامية !! لماذا ؟
    غسلت ايدي من الكل... بس الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني