[align=justify]
كلي شوق وحنين يا أبا علي العزيز, رحم الله تلك الأيام ولقد ذكرتني بأبي الحارث وغيره ... لا يكفي التعبير عن الشوق والحنين عبر فضاء الانترنت ... فلا يروي ظمأ الحنين سوى احتضان الاعزاء ... فلقد أصبحنا أكثر من إخوان ... وإخوتكم عندي طعمها الخاص ... ولكن ما باليد حيلة وقد قضت الوظيفة والحياة في العراق (الذي لا يزال هو العراق الحبيب! ) , قتلت التواصل معكم بشكل خاص والتواصل مع الكتابة بشكل عام الا ما ندر ... والمصيبة الأعظم أن مثلي لا يمكنه أن ينسى مثل نصير المهدي , ولا يمكنه أن ينسى مثل سيد مرحوم وقيصر وباب المعظم وجميع الاخوة الاعزاء ... حتى وصل الأمر أن نناقش أنا والعقيلي وقد التقيته يوما هنا في العراق أنه اذا سنحت لنا الفرصة أن نزور سيد مرحوم في الامارات ...
الشبكة يا أبا علي ليس كالشبكة أيام زمان ... ويبدو لي أنه أمر طبيعي لأننا أنفسنا لم نبق كأيام زمان ... فعلى ما يظهر أن تأثير الزمان والمكان له دوره في التأثير والتغيير ... طبعاً فيما هو متغير لا فيما هو في عداد المباديء حيث هي مأكلنا ومشربنا كما تعرف ... شجون وشجون , وكنت قد دخلت من أجل المشاركة في محاولة إسعاف هذه الطفلة - التي هي موضوع هذه الصفحة - حتى أني قلت في نفسي عسى أن أتمكن من المرور وكتابة الرد خلسة (لا من شاف ولا من درى ) ... الا أنك وبعض الاخوة وكعادتك تأبى أن تمر عليك بعض الأمور مرور الكرام ... تماما كما هو عهدي بك , أخ عزيز كريم ... وهذا يعني أنك تحملني مسؤولية لا طاقة لي بها فالتواصل الجاد والمثابر في الشبكة صعب مستصعب عليّ وأنا في هذه الظروف ... فليس الانترنت دوما متوفر والوقت شحيح غاية الشحة والمشاغل كثيرة جدا ... ولكني سأكون معكم كما كنت بين فترة وأخرى في القراءة والمتابعة اليسيرة وسأحاول تخصيص بعض الوقت المتناثر للمشاركة غير الفاعلة معكم .. لا لشيء الا لأني أتوسل القرب من أحبة لهم في القلب حيزه يسعه أضعافاً ..
وعن الطفلة المسكينة المبتلاة بهذا المرض , فكما وعدت عرضت الصور والاوراق أمام الوكيل الاقدم لوزارة الصحة د. عامر الخزاعي فهو المعني بملفات علاج المرضى خارج العراق لمن ليس له علاج داخل العراق .. ومرض الطفلة يقع ضمن اختصاصه (جراحة) وأبلغني الآتي : في الوقت الحاضر نفدت الأموال المخصصة لعلاج المرضى خارج البلد ولكن في بداية العام القادم (بعد شهرين) سنباشر بارسال الحالات المتقدمة للوزارة وعلى والد الطفلة أن يأتي بها الى الوزارة لمراجعة اللجنة المختصة , فإن كان قرار اللجنة أن العلاج داخل العراق وأعتقد ذلك - والكلام لوكيل الوزير - فسنعطي الأمر بعلاجها في مدينة الطب ببغداد , وإن كان قرار اللجنة أن العملية تكون خارج العراق فسنرسلها بداية السنة أي بعد شهرين وربما أكثر بقليل (المسألة فنية بين وزارتي الصحة والمالية ) خاصة أن مرض الطفلة ليس خطراً بمعنى أنها غير مهددة بالموت في الشهور أو السنين القادمة , ثم أضاف الوكيل وقال أن هناك حلاً آخر حيث يمكن لوالدها أن يعالجها على حسابه الخاص كأن يستقرض الأموال أو ما شابه ثم يأتينا بعد العلاج بالفاتورات وسندفع له الأموال , لكن الدفع أيضا على بداية السنة الجديدة.
ثم اتصلت أنا بوالد الطفلة عن طريق رقم الهاتف الموجود في هذه الصفحة وأبلغته بالأمور أعلاه, وقد تفهم الرجل وشكر الموقف لكنه قال أنه قد يحصل على تبرعات لعلاجها ... قلت له أن حصلت على التبرعات فبها ونعمت .. وإن لم تحصل فإمامك كل الخيارات أعلاه , وما عليك الا الاتصال برقم هاتفي لديك وسأفعل ما بوسعي للمساعدة .
وملاحظة طريفة أنني سألته بأنك هل راجعت الوزارة حول علاج ابنتك فإجاب بالنفي ... ولما سألته لماذا ؟ أجاب بأن الناس تقول أنهم قدموا ولم يتم معالجتهم خارج العراق الا بعد خمس أو عشر سنوات !!! .. طبعا حق الرجل لأنه لا يعرف أن العلاج خارج العراق في الوزارة جاء بأمر ديواني من رئيس الوزراء المالكي ... أي لا يتجاوز تاريخه الثلاث سنوات في كل الأحوال .. وبالتالي هذه القضية ليست من منجزات وزارة الصحة بشكل خالص إنما هي أمر ديواني صدر من رئيس الوزراء لهذا الشأن بالذات ... واستفاد منه الكثير وحد علمي أن في السنة الاولى تمت معالجة 350 شخص ... وفي كل الأحوال هي ليس منة من أحد بل هو حق المواطن على الدولة.
أما بالنسبة لما ذكره العزيز باب المعظم حول العلاج في المستشفى المذكور في أمريكا , فلم أر الرد الا الآن وسأستفسر ممن يعنيهم الأمر وأجيبك على بريدك الخاص ..
وأخلص التحايا للجميع
[/align]