النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي عندما نكون مادة الاخرين بفضل التطبير : ثنائية المسيح / الحسين

    ثنائية المسيح / الحسين

    الحياة اللندنية


    GMT 23:42:00 2010 الثلائاء 5 يناير



    «سوسيولوجيا الدماء الدينية» ثنائية المسيح / الحسين

    زياد بن عبدالله الدريس

    تزامنت، في الأسبوع قبل الماضي، مناسبتان دينيتان: الكريسماس (عيد الميلاد عند المسحيين) وعاشوراء. هذا التزامن أتاح للباحثين والمراقبين ملاحظة التقاطعات بين المضامين السوسيولوجية للفعاليتين الدينيتين، بجلاء أكثر. فالكريسماس، وإن كان هو ذكرى لمولد المسيح عليه السلام، إلا أنه تخليد وتكريس لحكاية صلب المسيح. وعاشوراء هي أيضاً، وبكل وضوح، ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه.
    تتمحور الديانتان، المسيحية والتشيع، في حادثة جوهرية واحدة تم بناء كل عناصر الديانة عليها، ونفي هذه الحادثة أو التشكيك في بعض أحداثها يهدد كل أركان الديانة بالسقوط!
    اؤكد قبلاً ان تناولي للحكايتين هنا لا ينطلق من منظور ديني بل من منظور سوسيولوجي لكيفية اقتحام حكاية الصلب والفداء المسيحي، مع بعض التعديل، في عقيدة طائفة مسلمة! فالثالوث المسيحي: الرب... مريم العذراء... المسيح، يقابله ثالوث شيعي مماثل له في التمحور والتعظيم والقداسة المطلقة: علي، فاطمة، الحسين.
    الدم الرمزي، النبيذ، الذي يشربه المسيحيون في الكنيسة تخليداً لدم المسيح، هو الدم الذي يسفكه الشيعة في عاشوراء من رؤوسهم وظهورهم تخليداً لدم الحسين. ينطلق المسيحيون في ذلك من نصوص مقدسة عندهم: «وكل شيء يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة». (العبرانيين 9 :22 ). و «لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يكفّر عن النفس». (لاويين 17 : 11).
    هل اعتمد الشيعة على نفس النصوص لتبرير وتبجيل الاستدماء في يوم عاشوراء؟!
    يقول المؤرخ حسن الأمين: «إنه كان في بلاد القفقاس مسيحيون يقومون بتعذيب أجسادهم فداء للسيد المسيح، وكان في القفقاس عدد قليل من الشيعة نقلوه إلى إيران عندما كانوا يذهبون لزيارة ضريح الإمام علي بن موسى الرضا».
    وذكر الدكتور علي شريعتي أن وزير الشعائر الحسينية في ظل الحكم الصفوي بإيران قد ذهب إلى أوروبا الشرقية وأجرى هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسيم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية وأساليب إحياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى أنماط الديكورات التي كانت تزين بها الكنائس في تلك المناسبات، واقتبس تلك المراسيم والطقوس وجاء بها إلى إيران بعد إجراء تعديلات عليها. وأضاف شريعتي أن من بين تلك الطقوس النعش الرمزي والضرب بالزناجيل والأقفال والتطبير (علي شريعتي: التدين العلوي والتدين الصفوي). الشيعة في الهند أضافوا حديثاً طقساً جديداً الى عذابات عاشوراء هو ظاهرة المشي على النار، وهو من إيحاءات سوسيولوجيا التدين الهندوسي، المجاور!
    وكنت قد شاهدت قبل سنوات قليلة مقطع فيديو من احتفال عاشورائي لمجموعة من الشيعة المقيمين في لندن، ولم يلفت انتباهي حينها شيء من الطقوس، سوى الصورة المعلقة في جدار الصالة لإنسان حزين متألم، لو لم يكتب على الصورة اسم (الحسين عليه السلام) لجزمت بأنها صورة (المسيح عليه السلام) التي ألفناها في الكنائس. هكذا لم يتوقف التشابه والشبه بين المسيح والحسين عند حكاية موتهما وآلامهما وتضحياتهما، بل إن سوسيولوجيا المجتمع الإنكليزي البروتستانتي قد سكبت شيئاً من ملامح وتقاطيع ووقفة المسيح في صورة الحسين!
    وفي ملمح آخر من التمحور الشيعي الكلي حول مقتل الحسين، يدعو الشيخ عباس النابلسي إلى إنشاء «أوبرا» عن عاشوراء، وتوظيف الغناء والموسيقى والمسرح والرسم وكل الأشكال الفنية «باعتبار عاشوراء قيمة كونية عالمية»! وتوشك أمنية النابلسي أن تتحقق، فقد انتجت أخيراً مسرحية (قنسرين) التي وصفها منتجها بأنها «مسرحية تعرض للثورة الحسينية في إطار حركة الأديان السماوية، وخصوصاً التشابه الكبير بين حركة المسيح ومعاناته وتضحياته وبين حركة الإمام الحسين (ع) وآلامه وتضحياته». وقد نسي هذا الفنان أو تناسى أن إيمانه، كمسلم، بصلب المسيح عليه السلام سيغضب عليه الحسين وجد الحسين عليه الصلاة والسلام، ولكنه التثاقف الذي يتسلل أحياناً إلى الذهنية الاجتماعية من دون وعي بالتناقضات المختبئة فيه!
    * * *
    يجب أن نختم هنا، تفادياً لأي فهم مغلوط!، بأننا نتحدث هنا عن سوسيولوجيا طقوس عاشوراء فقط وليس عن المذهب الشيعي، كما ننوه أن عدداً من حكماء وعلماء الشيعة قد كتبوا من قبل كثيراً منكرين الطقوس الدموية في عاشوراء، وأنها من الأمور المستحدثة في العهد الصفوي.
    لكن سيظل من المشوق ومن المثير للاهتمام الاستقصائي البحث في كيفية تسلل هذه الطقوس المسيحية الى المذهب الشيعي، من منظور سوسيولوجي مقارن لا يتوقف على هاتين الديانتين فقط، بل على ظواهر اخرى في ديانات اخرى؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي ج 13 ص 163 :
    ورواية داود بن سرحان - في الصحيح - عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فاظهروا البراءة منهم واكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم لئلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ، ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة .
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    جزاك الله خير الجزاء يا سيدنا يا نصير المهدي على هذا الرد وجعلك الله من انصار الحسين عليه السلام

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 26-12-2009, 06:15
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-04-2009, 08:39
  3. التطبير والحكم الشرعي؟ علماء يقولون بحرمة التطبير؟
    بواسطة ابن البصرة الفيحاء في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 22-01-2009, 14:38
  4. الشيخ صلاح العبيدي لانرضى ان نكون اداة بيد الاخرين
    بواسطة احمد الاسودي في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-01-2009, 09:49
  5. عندما يحل الامام الحسين(ع) في المرتبة الثالثة!!!!!-صورة-
    بواسطة طركاعة في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-09-2003, 12:50

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني