علي الكندي

كانت ولازالت المرجعية جبلا اشما لايمكن ان يصله الطعن مهما بلغ المنادون ومهما تكاثفت الجهود والامكانيات لان مقام المرجعية امر مرتبط بوظيفة الهية هو النيابة عن الامام المعصوم عجل الله تعالى فرجه كما يعتقد الامامية منالشيعة ويعرف ذلك القاصي والداني ممن تبحر للبحث عن الحقائق ،والقائمون عليه هم اشخاص وصل والى ما وصلوا اليه عبر جهود مضنية من التكامل الاخلاقي والعلمي والايثاروالتضحية بالنفس والوقت والمشاغل الحياتية ليكونوا شمعة تنير الطريق امام الاجيال ، حتى بلغت عندهم الدنيا اهون جلبة شعيرة وحتى صار امر الناس هو شغلهم الاكبر والاخطر لان الناس ماداموا عبيدا لله تعالى فمن الواجب عليهم ان يسلكوا الطريق التي توصلهم الى رضاه وقد سن الله تعالى العلماء كي يكونوا ادلاء عليه امناء على حلاله وحرامه بل هم كالنجوم لرواد الليلفكان هذا الارتباط المتاصل المتجذر بالنفس اساسا ناشئا من فطرة سليمة مفادها رجوع الجاهل الى العالم ابقى هذا الرباط الى الان من دون ان يقطعه أي قاطع لانه لايمكن ان يقطع الحق بسيف الباطل ، لكننا نسمع بين حين واخر اثارات من هنا وهناك تثيرها اقطاب النصب والعداء تتعرض فيه اما لعلمائنا باشخاصهم او للمذهب عموما بعد ان تعييهم الحيل عن ايقاف مد الوعي المتنامي في الشرق والغرب حتى قال قائلهم نحذركم من ازدياد المد الشيعي في العالم ....
فاخذوا يتطاولون على بعض رموز المرجعيه يصفونهم بنعوت لا تليق بعالم كما يدعي ان يطلقها على غيره سواء كان الغير عالما او جاهلا ، فتنسب لهم النعوت وتعقد الحلقات من البرامج في الفضائيات لتسقيط هذا المرجع او ذاك او هذا المذهب او تلك العقيدة لكنها لم تكن يوما ما عفوية وانما مدروسة ومن ورائها اهداف اريد هنا ان انبه اخوتي الاعزاء ممن يتابعون الاحداث ويدققوا النظر فيما ساطرحه لعل فيه قبسة تنير المعتم من الامور
اننا لو سالنا انفسنا لماذا يختارون السيد السيستاني دام ظله دون غيره من المراجع ويؤكدون عليه بين فترة واخرى ، علما ان هناك رموزا اخرى من المرجعية كسماحة الشيخ الفياض دام ظله والسيد الحائري بعضها اكثر فاعلية في الواقع العراقي وان كان اكثر شعبية على اعتبار ان تصديه لا زال قريبا والاعلام الموجه ضده يلعب دورا تضليليا كبيرا كشخصية المرجع الديني الحسني دام ظله ...؟ ولماذا السعودية بالذات ولماذا في ظروف سياسية فاصلة ..؟
لوجدنا ان الجواب وراءه اكثر من مغزى ومعنى فهم :
اولا : ارادوا توسيع شقة الخلاف وضرب اكثر من عصفور بحجر واحد لانك اخي القاريء تلاحظ ان جنسية السيد السيستاني ايرانية وهم ارادوا بهذا المعنى ظرب مرجعية شيعية ايرانية فالضربة اكثر من مزدوجة كتعبير عن ردة فعل علمائية تجاه الدعم الايراني للحوثيين والتيار الشيعي المعارض لهم ولسياساتهم الناصبية وبنفس الوقت هو مرجع شيعي فهم لم يتوجهوا الى مرجعية الشيخ الفياض لان محاربتهم له لا تحقق مكاسب سياسية ولا لمرجعية السيد الحسني لانها مرجعية عراقية ومعروفة بمواقفها الوطنية التي تبرزه كلما اريد لمخطط مبرمج ان يغزو الساحة السياسية او الفكرية وبنفس الوقت فهم يريدون تعمية عليه والتغطية عن شخصيته لانه لايحقق ماربهم ويعرف كيف يتعامل مع سهامهم وانما لابد واعطاء اضواء اعلامية نحو شخصية يراد من ضربها مارب سياسية
ثانيا :ان توجيه الانظار الى حادثة الاساءة معناه ابعاد النظر عن العمليات القتالية التي توجهت ضد الشعب العربي في اليمن ضد الحوثيين وغيرهم والجرائم المنظمة المحبوكة من اطراف داخلية وخارجية
ثالثا اعطاء مبرر لتوسيع الخلاف بين السنة والشيعة مع العلم ان المتكلم لم يكن سنيا بالمعنى الحقيقي وانما هو وهابي لكن يمكن اشعال الفتيل فيما لو لم يفهم الطرفان السني والشيعي الاهداف من وراء هذا الخطاب
رابعا :اعطاء فرصة كبيرة للفاشلين سياسيا من الاحزاب في الالتهاء بماحصل وتوجيه عواطف الناس تجاه القضية المصنوعة لالهائه الجماهير عن الواقع الماساوي والمرير الذي يمر به العراق نتيجة التجاذبات والتنازعات بين الاطراف الحزبية ولافرق بين الاطراف السنة او الشيعة العرب او الكرد ممن هم داخل البناية السياسية
خامسا :منح الفرصة للمتسللين على الحدود ان يستغلوا هذا الباب على مصراعيه والارضية المهيئة للنزاع لاجراء فعاليات دموية تساعد في تسهيل امر انتخاب المجاميع السياسية الموجودة نتيجة تجمع الشيعة تحت مظلة واحدة من اجل حماية المذهب وتجمع السنة كذلك بحجة حماية الاقلية ايضا وهكذا
سادسا :ماحصل هو تجربة يراد منها الاجابة على سؤال هل ان الشارع العراقي سيتاثر نتيجة ما حصل ام انه لا يتاثر ويفهم الموقف حتى تدبر شيء اكبر من هذا وبالتالي سيحقق منه الفائدة المرجوة وهو سوق الناس لانتخاب الائتلافات السياسية الكبيرة السنية والشيعية فاذا نجحت فانها ستكرر وان لم تنجح دبرت مؤامرة اخرى لايصال المطلوب .
سابعا: قد تكون زيارات المسؤلين لسماحته وتصريحاتهم هي محاولة يائسة منهم لاستجداء المواقف الداعمة لهم او لتاييد قوائمهم في الانتخاب او لتهديده او لغمض العيون عن جريمة قد تحصل بحق احد شخوص المرجعية المباركة
لكن سبحان الله وفعلا راينا المواقف المتضاربة والمختلفة وكيف يؤجج الوضع في الداخل من اجل تلك الاساءة في حين اننا سنلاحظ عدة امور مهمة
1- ان الاساءة حصلت قبل هذا التاريخ في نفس المناسبة عندما اعتدي على سماحته ايضا في قناة الزيرة وايضا قبيل الانتخابات وكانت الدعاية التثقيفية انتخب الشمعة ورد على الجزيرة ...!!!!
2- ان الاساءة حصلت لمراجع اخرين ولكن لم تعط للامر أي اهمية فقد اتهم الحسني انه من وراء عدة حوادث واثبت الواقع انه خلاف ذلك ولم تتخذ الوسائل الاعلامية ولا السياسيين ماحصل قضية اعلامية مهمة لانه ليس ورائها فائدة تجنى
3- حصلت اعتداءات اخطر واهم من اتهام المرجع بشيء منها تفجير العتبات المقدسة والكنائس والاضرحة لكننا لم نر لها أي صدى اعلامي الا بمايكفيلامتصاص النقمةلا اكثر
4- هناك الاف المظلوميات والجرائم تحصل بشكل يومي ابرزها الايام الدامية التي طرزت الاسبوع العراقي بدماء الابرياء لكن لم نجد أي صدى اعلامي
فهل تراك اخي وعزيزي تعرف من هذه الحادثة حجم الالاعيب والمؤامرات والارادات الخبيثة واستهداف رموز الدين من اجل تحقيق مارب رخيصة دنيئة وبالتالي يكون الضحية الشعب ضحية عاطفته وحبه اللامسؤل والاندفاع وراء المجهول حينما يعميه الارتباط بالمقامات المقدسة ويدفعه الوفاء لها الى ان ينساق وراء الاعيبهم وخططهم لكن هذه المرة هيهات ان تنطلي فلقد بليت كل خططهم وتحطمت على صخرة الوعي العراقي
ونسال الله تعالى ان يحفظ علمائنا الابرار من كل سوء