بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم فقط ... وبعد انتظار طويل ... لابد لي من وقفة معكم أخوتي ...
فيما بعد التحرير من حقبة البؤس والعبث النازي ... كان في تصوري ان العراق تقيأ مافي أحشائه من جراثيم البعث ... تطوعت اكراما للعراق الجريح ... بالبحث عن عوائل الشهداء والسجناء السياسيين ... ركزت في البحث عن الشهيدات والسجينات ... كان لابد حينها من اعلام عالمي لفضح جرائم البعث بحق هؤلاء الطاهرات ... أستعنت بجهود بعض الخيرين ,خاصة وان السجينات كن يرفضن التسجيل والحديث بحرية بسبب الحياء أولا لان ما سيقال به من الهول ,هولاً ... ولاخر هو الاحراج الذي يتسبب عنه كشف ما كان في دهاليز الظلام وزنازين العفالقة وما سيؤول اليه وضعهن الاجتماعي خاصة في الجنوب ...ولعوائلهن ...
المهم في تلك اللقاءات ... ذكرت لي احداهن : عندما تبدأ جولات التحقيق وما يتخللها من تعذيب ونهش في حياء المرأة العراقية الطاهرة ... تكررت على مسامع العفالقة جمل كانت تستفزهم وتسبب لهم صرعات هستيرية أشد وقعا على رؤوسهم العفنة من الجريمة الاصلية لهن (الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية) ... هل تعرفون يا أخوتي ماهي الجملة التي هزت غطرستهم ؟ قالت : سيأتون من رحلوا ... سيعودون لاجلنا لاننا شرفهم وهم يقدسون الشرف حيث لاتفهمون ؟ سيعودون ولن يبقى لكم أثراً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وعادوا ... ولكن بقى لهم زنادقة بحجج وتبريرا ت لاترضي العدل والمنطق ... (المصالحة الوطنية) (عفا الله عما سلف) (الديموقراطية المسخة التي تشارك بها ألد أعداؤك ) ووووووو
ونسوا من عادوا ؟ ان في الزنازين كانت صرخاتهن ... وعويلهن ... وبقايا ملابسهن ...الله أكبر . لم يلبوا النداء لاخواتهم وامهاتهم وبناتهم ... بل انشغلوا بالمناصب والشفافية والدولار؟
لم يسحقوا من كتب التقارير السوداء ومن ارتدى الزيتوني وحمل السلاح وارعبهن ... واأسفاه
كنت أتمنى أن أسرد لكم ولو القليل من صور التعذيب لاخواتكم ... لكن الحياء منكم يمنعني ؟
لكني أستحلفكم بشرفكم ... لم تجاهلتم استغاثتهن بكم ؟ لم لم تثأروا لهن ؟ أين القصاص العادل؟
اليوم فقط ... نطقتم
اليوم فقط ... قررتم القصاص
ليتكم تصرخون لصرخاتهن ... أصرخوا فليس من عذرٍ بعد ...
(ما سجلته من لقاءات عرض في منظمات عالمية واطلع عليها العالم خارج العراق )
أديت ولو جزء يسير من الامانة ...لشهيدات وسجينات العراق /البصرة ... الحمد لله على توفيقه