بالأمس إستمعت الى السيد جعفر الصدر في مقابلته على السومرية وقلت رأيا فيها ..
http://www.iraqcenter.net/vb/52649.html
والرجل في مقابلته وفي آرائه التي طرحها على عفويتها وبساطتها قد خالف السائد والمألوف .. وقد إفترق عنه في تخليه عن العمامة وما تعنيه .. وهو قد أجاد الوصف حين قال بأنها تخلق حاجزا بينه وبين الناس وتمنعه من التواصل الإنساني وتحرمه بالتالي من فهم الناس وفهمهم له ..
ومع العفوية والإسترسال الذي إتسمت به المقابلة والتي قدمته في نظري صادقا مخلصا نزيها في توجهه .. رغم ما يمكن أن يختلف معه المتابع حوله .. الا أنها أي مقابلته حملت آراء عميقة مست صميم أمور كثيرة خاصة في الساحة الإسلامية .. ولا أدري ماذا سيكون عليه الرأي والموقف سوى من قبل المشاهدين أو من الأخوة المشاركين هنا في شبكة العراق الثقافية ..
ذكرتني هذه المقابلة والتعليقات التي تناولتها هنا وهي جميعا إيجابية .. ولم أر في مكان آخر على شبكة الإنترنت على الأقل تعليقا سلبيا .. وفي مداولات مع أصدقاء وصف الرجل بأن فيه من عظمة وحكمة أبيه عليه الرحمة والرضوان .. أقول ذكرتني هذه المقابلة بموقف لي في الثمانينات .. وهو لا يختلف عن موقف السيد جعفر الصدر السياسي الآن .. وكانت أجواء الثورة الإسلامية في إيران تطغى على ما سواها .. وكانت المزايدات أيضا على قدم وساق .. والناس تتبارى صدقا أو نفاقا في محاولة إثبات الإخلاص للجمهورية الإسلامية .. مع ان الفترات التالية تكشفت عن حقائق رهيبة من حيث عداوة بعض المزايدين يومذاك لإيران لاحقا .. تصل الى حد تمني غزوا أمريكيا لها يخلصهم من نظامها الإسلامي الذي كان المساس به كفر ليس بعده كفر .. ولو تسنى لأولئك ان يتسلموا سلطة يومذاك لأقاموا مجازر يتذكرها التأريخ عبر الأجيال .. لمجرد أنك تلاحظ على موقف او رأي لإيران ولا أقول تنتقده أو تقف ضده .
خلاصة الموقف يومذاك هو أني قلت بأن إيران قد حررت أراضيها من الإحتلال العراقي الغاشم .. ولو توقفت عند هذا الحد من حيث أن صداما خرج من الحرب مهزوما وإنتظرت تفاعلات الهزيمة في الداخل العراقي وخاصة على مستوى النظام والجيش لكان أفضل وأجدى لها ولشعب العراقي ولمستقبل الثورة الإسلامية .. وإن إستمرار الحرب سيؤدي حتما الى أن يسترد نظام صدام أنفاسه ويحول الهزيمة العسكرية الى نصر سياسي .. كما أنه سيتم تأليب شعوب المنطقة في وجه إيران الشيعية .. وأن من المستحيل أن تقبل أمريكا والغرب بهزيمة عسكرية لصدام تنتهي بإحتلال إيران للعراق والسيطرة على المنطقة بكلمة أخرى إن الغرب لن يسمح بامرين : سيطرة شيوعية أو سيطرة إسلامية على العراق .. وذكرت يومها بموقف الرئيس جون كندي حينما هدد خروتشوف رئيس الوزراء السوفيتي يومذاك بأنه سيحرق بغداد إذا سيطر الشيوعيون على السلطة في العراق .. وعلى هذا فإن من الأفضل لإيران أن تتوقف عند الحدود وتعلن للعالم بأنها حررت أراضيها ولا تطمع في أرض العراق وإنها ستدافع عن نفسها ضد عدوان وتترك معاقبة المجرم صدام للشعب العراقي .. هذا الكلام الذي قلته يومذاك منشورا في مقالة بعنوان " الحرب العراقية - الايرانية بين أنصار الإحتلال .. ودعاة الدفاع المجرد " وإنتقدت فيه ليس أنصار الإحتلال الداعين يومذاك الى إستمرار الحرب وإحتلال العراق لإسقاط نظام البعث ويمثلون الحركة الإسلامية في العراق قاطبة .. والطرف الآخر الذي برز يومذاك وخاصة بعد إحتلال الفاو يدعو الى غض الطرف عن وجود نظام صدام حسين وجرائمه ومسؤوليته عن الحرب العدوانية التي شنها على إيران نيابة عن الغرب وعرب الخليج .. والدفاع عن الوطن وكانوا يوجهون النداءات بهذا الصدد ومن أبرزهم يومذاك عبد الجبار الكببيسي مسؤول حزب البعث السوري في جناحه العراقي وبعض أنصاره من القوميين فضلا عن القيادي الشيوعي المخضرم زكي خيري .. وقد نشرت المقالة يومذاك في جريدة السفير البيروتية .. وقد أثبتت الأيام والتجربة التأريخية صحة موقفي هذا .. رغم مزايدات الإنتهازيين يومذاك والذين قلبوا لإيران ظهر المجن .. مع ان موقفي من إيران والدفاع عن ثورتها في مواجهة الأخطار الخارجية وحقها في إقامة نظامها الإسلامي .. والوقوف في المقابل ضد تدخلها في الشأن العراقي ومحاولة تصدير ثورتها الى العراق وهي محاولة مستحيلة .. هذا الموقف مازال كما هو لم يتغير .. كما أن تقديسي للأمام الخميني عليه الرحمة والرضوان الذي يمكن أن يلمسه الآن من يتابع كتاباتي هو نفسه يومذاك .. ولا أكتفي بإحترام هذا الإمام العظيم بل اشير دوما الى المظلومية التي عانى منها شخصه الكريم خاصة في بين العرب وسط الحملة الدعائية الظالمة والهائلة التي تعرض لها في شخصه وفي توجهاته .. والتي إنفقت فيها الملايين ووظفت فيها السياسة مع الدين والفن وكل ما يمكن توظيفه في تلك الحرب الشعواء ..
وللكلام صلة ..