النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي المشهد الشيعي في العراق - د. عبد الله النفيسي



    د. عبد الله النفيسي :

    يستمد السيستاني مكانته من مكانة النجف كمركز سياسي لشيعة العراق، وكانت النجف دائما لها مركزها وثقلها السياسي، ويستمد أيضا مكانته في أحداث العراق من حقيقة سكانية وهي أن شيعة العراق يشكلون تقريبا الأغلبية السكانية في العراق، وليس هناك ما يثبت حاليا هذه الحقيقة لآن، فليس هناك إحصاء يذكر الشيعة ويظهرهم كأغلبية، ولكن الإحصاءات السابقة التي قام بها الإنجليز في العراق تشير بأن الشيعة هم الأغلبية. والتوزع السكاني في العراق خدم الشيعة، لأنهم يسكنون في الفرات الأوسط، من منطقة المشخاب جنوبا إلى منطقة الجبايدج هاي، وهي منطقة خصبة من ناحية الزروع والمحاصيل ومن ناحية التوالد. والأسر في هذه المنطقة الخصبة في العموم أكبر وأوسع من الهضبة القاحلة الوسطى التي يقطنها السنة.




    الشيعة كطائفة سياسية وليس كطائفة دينية تشتمل على "رمزيات" كثيرة ومنها رمزية القيادة، هذه القيادة الزاهدة العازفة عن الدنيا والمنطوية على نفسها في حالة من التأمل والتعبد، وهذا من أيام كاشف الغطا ومحسن الحكيم رحمة الله عليهم أجمعين إلى السيستاني، وفي النجف بالذات هذه الرمزية هي التي تعطي السيستاني قوة، فأنت إذا زهدت فيما عند الناس أحبك الناس، وإذا زهدت فيما يتهافت إليه الناس نظر إليك الناس، وهذه فلسفة في القيادة أجزم بأن الشيعة أصبحوا يتقنونها فهذه واحدة، الثانية أن الشيعة يؤمنون بأن الإمامة هي ركن من أركان الدين ولذلك ثمة تراتبية قيادية لدى الشيعة في العراق لا تتمتع بها الفئات الأخرى التي ما عندها التزام بالإمامة، فهذا عامل آخر ثاني يلزم المُقلِّد باتباع المقلّد، العامل الثالث الخطير الذي يستمد السيستاني منه قوته هو الخُمس (من الدخل) الذي يعطى للمراجع، والحوزة العلمية في قُم كانت تقرض الشاه، فحينما تستقل اقتصاديا عن الدولة، تستطيع أن تفعل الأفاعيل. وهذا أعطاهم قوة وثقل اجتماعي وسياسي كبير، وكثير من عشاير المنتفج في منطقة المنتفج في جنوب العراق تحولت من المذهب السني إلى المذهب الشيعي.. بفعل المعونات التي تُقدمها النجف إلى هذه العشائر. فهذه العوامل الثلاث تعطي السيستاني أو تعطي النجف بالأحرى قوة سياسية رهيبة في العراق. كما أن السيستاني من الشخصيات التي لم يُعرف عنها تاريخيا أي نشاط سياسي، بخلاف الخميني و المدرسي و..

    هناك انطباع لدى الكثيرين وهو انطباع شائع ومكرور، أن شيعة العراق يأتمرون بأمر إيران وعلاقاتهم لصيقة بإيران إلى درجة أنهم صدى إيران في الساحة العراقية، وهذا الكلام غير صحيح وغير علمي وغير موضوعي. هناك كثير من التحفظات لدى شيعة العراق العرب إزاء الحوزة الفارسية، وابيعد الفارسي والعربي يلعب دورا كبيرا في العلاقات وكذا المنافسة التاريخية بين قُم والنجف، وهذه المنافسة لها أساساتها ومرتكزاتها، والتواصل بينهما لا يتم إلا على حساب أحد المدينتين، يعني عندما غاب دور النجف في ظل صدام حسين وقمعه انتعشت قُم كمركز لشيعة العالم، بينما الآن مدينة النجف آخذة في استعاد دورها كمركز لدى الشيعة في العراق والعالم، باعتبار أن المراقد المقدسة موجودة في النجف وليست موجودة في قُم، ولذلك هذا الانطباع الحاصل اليوم لدى كثير من الناس انطباع غير صحيح، والمثال على ذلك، أن هناك أحزابا شيعية عراقية ولكنها عربية تتحفظ حتى على ولاية الفقيه، فحزب الدعوة العراقي هو حزب شيعي ولكنه حزب عربي يتحفظ على ولاية الفقيه.

    والاختلاف في الصف الشيعي موجود منذ زمن، لكن الشيعة عندهم تقاليد وأعراف سياسية وحركة حوار داخلي تستغرب من مثابرتها، وذلك أن العثمانيين عندما جاءوا إلى العراق حكموا فيها أربعمائة سنة، وأبعدوا الشيعة تماما ولذلك انزوت الشيعة في الفرات الأوسط وبلورت "ميكانزماتها" التي تمكنها من الاستمرار وهذا أعطاها تجربة سياسية ثرية وحركة حوار داخلي استطاعت من خلالها تذويب الخلافات بالحوار، ولك أن تقارن بين إيران وأفغانستان، فهذه تجربة شيعية (إيران) وأفغانستان تجربة سنية، ستلاحظ إنه برغم الاختلاف الهائل داخل الجمهورية في إيران إلا أنه لم يتطور الخلاف بين الفرَق الشيعية داخلها إلى اصطدام مسلح، بينما أقل القليل يحصل بين طرف ما وطرف آخر في أفغانستان يتحول إلى صراع عسكري.

    الشيعة في العراق أُبعدوا عن النظام وعن سدة الحكم لفترة طويلة من الزمن لأسباب طائفية واضحة، ومن يقرأ مثلا تاريخ الوزارات العراقية التي أرخ لها عبد الرازق الحسني سيلاحظ أن الوزارات المتعاقبة على العراق من فيصل الأول من سنة 1921 إلى الآن، أن حصة الشيعة فيها نادرة، وكانوا أغلب الأحيان يعطَون حقيبة المعارف وزارة التربية، ولكن في العهد الملكي كانت ميزانياتها محدودة جدا يعني وبالتالي لم تكن تحقق المقصود من وراء تسلُم هذه الحقيبة. ولكن في واقع الأمر أن نسبة الشيعة من السكان أكبر بكثير من حصتهم في مجلس الوزراء، وكانوا في بعض الأحيان يتساوون مع اليهود في العراق..وهذا فيه إجحاف كبير في حق الشيعة وموقعهم السياسي، ولذلك ثمة شعور بالحرمان من النفوذ في هذا الصدد، ومن غير المستبعد أن يكون لدى الشيعة في العراق اليوم إحساس عميق بضرورة التقدم في مركزهم السياسي في النظام.

    والشيعة في العراق خطواتهم مدروسة، وفي هذا الصدد، فإن مطالبة السيستاني للانتخابات من خلال متابعتي للمشهد الشيعي في العراق، ورقة يعلم السيستاني نفسه أنها صعبة التحقيق، ولكن يضغط بها على القرار الأمريكي ليحصل في المقابل على مطالب أخرى موجود لديه ولدى الفريق القائم حوله.

    ولدى السنة مساحة واسعة (المثلث السني الذي يتحدثون عنه يساوي مساحة إنجلترا)، ولذلك ما ينبغي أن نقلل من قيمة المسرح الذي يتحرك فيه أهل السنة والجماعة، وهم يقطنون الهضبة الوسطى، ورغم أنها قاحلة إلا أنها هضبة واسعة، وكانت دائما ركيزة النظام السياسي، وبالتالي السنة عندهم مساحة كبيرة للتحرك جغرافيا، غير أن ضعف السنة نابع من حقيقتين:

    الأولى، أن معظمهم يعيشون في الهضبة الوسطى القاحلة، وهذا يعني أن اعتمادهم الاقتصادي على أنفسهم صفر تقريبا، واعتمادهم دائما على الرواتب وعلى المساندة الحكومية، الثانية، ليس عند السنة في العراق إمام يقودهم ويستمعوا إليه ويطيعونه، ويعانون حالة من الانقسام والتشرذم وهذا أمر مؤسف لأي جماعة إسلامية، وهذه حقيقة موضوعية ينبغي أن يتنبه إليها أهل السنة والجماعة، وتم تأسيس شورى أهل السنة. وهذه حركة مباركة ينبغي أن تُعزز وأن يتم استلهام أهميتها لكي تبدأ هذه الفئة في أن تبادر في تضميد جراحاتها بعد الذي حصل، ولديهم مخاوف كثيرة وكبيرة من التهميش في الفترة القادمة، وهذه مخاوف لها أساسها الموضوعي خاصة وأن الأمريكان واقعون تحت تأثير فكرة لا زالت مسيطرة عليهم وهي أن النظام البائد الذي كان يرأسه صدام حسين، كان يستمد قاعدته الاجتماعية من السنة، وهذا غير صحيح موضوعيا، لأن أهل السنة أيضا تضرروا من صدام حسين بنفس القسوة التي تضرر منها الشيعة، فلم يكن نظام صدام طائفيا بل عشائريا إذا جاز التعبير، إذ إنه استحضر الأهمية التاريخية للعشيرة والقبيلة والعائلة الممتدة والقرابات بالإضافة إلى الهبات والرشاوي لاستمالة أهل العشائر في الهضبة الوسطى، ولذلك من الخطأ تصور أن صدام حسين كان يعتمد على أهل السنة ويُحركهم ضد الشيعة.




  2. #2

    افتراضي

    ماذا يعرف النفيسي عن العراق؟


    في لقاءه على قناة الجزيرة يقول:

    "مقتدى الصدر قضيته واضحة قضيته عائلية والده محمد باقر الصدر قُتل أيام صدام حسين ومحمد باقر الصدر رجل له سابقته الفكرية لدى الشيعة لديه كتب هامة جداً اقتصادنا، فلسفتنا وغيرها من الأطروحات المعمّقة.."

    http://www.aljazeera.net/programs/no.../1-24-1.htm#L2

    كل من هب ودب صار خبير بالقضية العراقية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    ا اخي العطار انت تمسكت بسهو للدكتور و تركت باقي الحديث
    أرجو منك مقارنة كلام الدكتور بكلام بقية ما يسمون بالمثقفين العرب
    علما بأن النفيسي عربي سني من قبيلة مطير و هو من قيادات الاخوان المسلمين
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  4. #4

    افتراضي

    اخي بهبهاني
    ان من يجهل ابسط الحقائق حول الوضع الشيعي لا يمكن الوثوق باي استنتاجات يخرج بها, وان اعجبتنا.

  5. #5
    الصورة الرمزية دجلة الخير
    دجلة الخير غير متواجد حالياً مشرفة واحة التجارة والاقتصاد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    2,033

    افتراضي

    بصراحة كان اللقاء على قناة الجزيرة منرفزا جدا لان اولا اسلوب احمد منصور كعادته غير مؤدب مع من يتصل بالبرنامج خاصة اذا كان شيعيا ولا تعجبه مداخلته ويقطع الاتصال بكل قلة ادب هذا بالاضافة الى الاكاذيب المخترعة بخصوص الشيعة وايران واخرها عرض المخطط الذي يحوي التوزيع الجغرافي للسنة والشيعة في العراق ويدعي انه لا علاقة له بهذا المخطط بل انه معتمد من مصدر موثوق به اقول لماذا يقع اختياره على هذا المصدر بالذات وهو اصلا يعلم جيدا انه ليس صحيحا ابدا المهم ليس موضوعنا لانه اصغر من ان يكون محل نقاش اما الدكتورعبد الله النفيسي فلا يختلف عن احمد منصور الا بالاسلوب لان افكارهما متقاربة وهو تقليل حجم الظلم الذي تعرض له الشيعة في العراق وغيرها من الافكار التي تعبر عن مدى انزعاجهم من ان يكون للشيعة دورا في حكم العراق حالهم حال كل السنة

    أهل السنة أيضاً تضرروا من صدام حسين بنفس القسوة التي تضرر منها الشيعة،

    هذا كلام النفيسي
    *·~-.¸¸,.-~*وبَشــــــــِّـــــــــــــــــر الصـــــــــــــــابرين*·~-.¸¸,.-~*

    [align=center][/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    المشاركات
    119

    افتراضي

    اخي العزيز العطار

    الصراحة كلام الدكتور النفيسي اذا قسته مع ما يسمى بالمثقفين العرب لكان شتان بين الثنين لدرجة حتى العمى يستطيع التفريق بينهم؟؟

    اني تابعت المقابلة كاملة وتابعتها في الإعادة ايضا؟؟

    صحيح كلامك في انه توج انه يوجد خلاف بين السيستاني ومقتدى لعتبار ان مقتدى يريد استعادة امجاد عائلته؟؟
    وهذا شىء غلط لأن الفروق كثيرة وهي في النهاية تصب في مصلحة المذهب الشيعي؟؟؟


    وشكرا

  7. #7

    افتراضي

    السلام عليكم
    يبدو اني لم انجح في ايصال النقطة التي قصدتها

    ان من لا يعرف الفرق بين محمد مجمد صادق الصدر وبين محمد باقر الصدر هو شخص يحمل معرفة اقل من سطحية حول الوضع الشيعي في العراق ولا يمكن الاعتماد على اي استنتاج يتوصل اليه (وان اعجبنا).

    وما الكلام الذي اوردته الاخت ام محمد الا دليل على احتمال وجود الخطأ (ان لم نقل الخبث) في طرح النفيسي.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    ما اظنه ان الوارد على لسان الدكتور النفيسي هو من سهو الذاكرة او الحديث !

    فالدكتور كما اعلم دراسته التي قدمها لنيل الدكتوراه كانت حول الشيعة في العراق حيث كان مستقرا هناك في فترة اعدادها كما اعلم00وهو من الشخصيات السياسية المحترمة والتي تملك اراءا سياسية جادة وتحليلات موضوعية وعميقة في مختلف الشؤون السياسية العامة00وممن يقرن القول بالفعل ويعيش الجراة في طرح تصوراتها والعمل من اجلها0

    ومع هذا انا اتفق مع البعض حول قراءته للوضع العراقي "الحالي" وعلى الرغم من وجود الكثير من الجراءه والانصاف في حديثه الا انني اختلف مع الكثير من تحليلاته حول العراق في المقابلة الاخيرة على الجزيرة واراها قد امتلكت جانبا من التسطيح الذي ابتعد كثيرا عن حقائق الواقع التي تتجاوز تحليلاته بكثير ولكنني في نفس الوقت اقدرها كشخصية واتلمس لها العذر كونها شخصية سياسية سنية قد لاتكون مطلعة بشكل تفصيلي على الاوضاع الشيعية الخاصة التي تجعلها قريبة ومسايرة للتغيرات المتسارعة والتحولات الكبرى0 وان كنت لا ازال ارى الدكتور النفيسي من اوعى السياسين الخليجين العرب واكثرهم انفتاحا على القضايا المذهبية الاخرى0

    بالاضافة الى انني لا ارى باسا في تحليل الاوضاع كافة من اي شخص وفي اي قضية لاسيما اذا كان لتلك القضية تاثيرا على اوضاعه السياسية الخاصة او قل تمس تخصصا يمكن ان يستفيد المسؤل الاول والاساسي عن القضية من رايه وتحليلاته كجهة خبيرة00 بشرط ان تكون الاراء الخارجة من ذلك المحلل نابعة من نفس تحليلي او استشاري لايدخل في ذات القضية او يبادر ليجعل من رايه تاثيرا على الساحة بشكل عملي0

    يبقى ان التحليل الاقرب للعمق هو من المختص الاقرب للقضية والذي يعيش همهما من خلال ملاحقته لكل تطوراتها عمليا بقلق وترقب وامل لايشاطره فيه اخر قد يلاحقها فيه من ابواب اخرى متعدده مهما وصفت فلن تكون اكثر دقة وامانة وقوة منه 0

    نسال الله ان يوفق العراق العظيم وينتقل به من ساحة القلق والدمار الى ساحة الفسحة والاعمار

    تحياتي للجميع





  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    اخي الكريم العطار
    نحن نعرف النفيسي جيدا لكونه من الكويت و ما اريد ان أؤكد عليه هنا هو ان دقائق الامور في الشأن العراقي لا يستطيع الحكم عليها بدقة الا العراقيين و هذا امر طبيعي و لكن ما قصدته هو ان طرح و عرض النفيسي أنزه بكثير من بقية المثقفين العرب أو انصاف المثقفين
    نجد النفيسي هنا كمثقف سني يعتقد بان الشيعة اغلبية بينما ينكر هذه الحقيقة الفبضي أو الضاري و الدليمي و غيرهم
    تجد النفيسي يترحم بعفية على الامام كاشف الغطاء و الامام الحكيم لكون تأثر بالاول خاصة و هناك اشاعات اكدها لي احد المشايخ في أنه تشيع على يد المرحوم محسن الحكيم رغم عدم ثبوت ذلك
    لا أزعم صحة كل ما قاله النفيسي و شخصيا حاولت الاتصال به لاصحح الخطا الذي وقع فيه بخصوص قوله ان حزب الدعوة حزب عربي في الوقت الذي نجد الكثير من قياداته ايرانية و لبنانية
    السلام عليك يا ابا عبدالله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني