بداية النهاية للحرب الفاشلة على الحوثيين: الحوثيون يقدمون مبادرة وينسحبون من المناطق السعودية بناء على وساطة شيوخ قبائل




أعلن السيد عبدالملك الحوثي عزم جماعته الانسحاب من الجبال والتلال السعودية التي احتلها الحوثيون في خضم صراعهم العسكري العنيف مع الجيشين السعودي واليمني. وأوضح السيد الحوثي أن مبررات ذلك الإنسحاب: هو تجنيب اليمنيين المدنيين بالدرجة الأولى الخسائر المترتبة من قصف الطيران والمدفعية السعودية للقرى اليمنية الآمنة، وكذلك تجنيب السعوديين واليمنيين المقاتلين الى جانبهم (المرتزقة) الخسائر.

وقال السيد عبدالملك الحوثي، أن سبب السيطرة الحوثية على المناطق السعودية، في جبل دخان والجابري والرميح وغيرها، كان ردّ فعل حين سلم السعوديون تلك المرتفعات المهمة الى الجيش اليمني كي يهاجم منها القوات الحوثية، موضحاً أن الحوثيين اضطروا الى الاستيلاء على تلك المرتفعات لإيقاف الاعتداءات القادمة من الأراضي السعودية.

وهدد السيد الحوثي السعوديين، بأنهم اذا ما واصلوا قصفهم وتدخلهم العسكري، فإن قواته ستقوم بفتح العديد من الجبهات، وستنزل الخسائر بالمعتدين.

وكان المراقبون للشأن العسكري قد لاحظوا استماتة واضحة من الجيش السعودي المدعوم بمرتزقة يمنيين استقدموا للقتال الى جانب القوات السعودية مقابل رواتب مغرية (12 الف ريال سعودي شهرياً) من اجل استعادة المرتفعات التي استولى عليها الحوثيين. ورغم المحاولات اليومية المتكررة، إلا أن الفشل كان حليف السعوديين دائماً.

ويربط المحللون بين تلك المحاولات المستميتة للسعوديين، وبين التطورات السياسية التي تجري على الجانب اليمني، والتدخل الغربي في النزاع، والآفاق التي ستفتح سياسياً في مؤتمر لندن الذي يعقد الشهر القادم في لندن، لمناقشة الأزمة اليمنية. إذ لا تريد السعودية أن تظهر بمظهر المطالب باستعادة اراضيها التي سيطر عليها الحوثيون، خاصة وانها اعلنت مراراً استعادة تلك الاراضي والمرتفعات، ثم يتبين انها كانت كاذبة في مدعياتها.

ولاجل سحب مبررات السعوديين، وتحييد جهدهم الحربي، يقول مراقبون ان الحوثيين ارادوا باعلان انسحابهم من المرتفعات السعودية المسيطر عليها، إيجاد مخرج للسعوديين لإيقاف الحرب، مع حفظ ماء الوجه، حيث اقتنعوا بأنهم خاضوها خطأ، وأن ليس بإمكانهم استعادتها عبر القوة العسكرية، وإن كان من المتوقع أن يعلن السعوديون انتصارهم باسترداد اراضيهم، والزعم بأنهم قد حرروها بأنفسهم وأن الحوثيين لم يتراجعوا عنها وإنما اجبروا على ذلك.

في المحصلة النهائية، فإن الانسحاب الحوثي من الاراضي الحوثية يفترض أن يعني إيقاف الحرب بين الطرفين، وتبقى جبهة الحوثيين مع الجيش اليمني مشتعلة الى حين، أي الى ان تظهر نتائج مؤتمر لندن القادم، في حين يعتقد آخرون بأن الجيش اليمني هو الآخر، اذا ما استقر اطلاق النار على الجبهتين السعودية الحوثية، سيوقف هو الآخر الحرب حتى قبل البدء بمؤتمر لندن.

وتشير انباء غير مؤكدة، بأن انسحاب الحوثيين من الأراضي السعودية جاء نتيجة جهد وساطة قام به بعض شيوخ القبائل اليمنية، طلبت منهم السعودية التوسّط بين الطرفين، وهو ما أشارت اليه الانباء قبل أكثر من اسبوعين.

ولهذا، يرجح المحللون بأن توقف السعودية قصف طيرانها للمناطق اليمنية المدنية على الأقل، وتلتزم بما تمّ التفاهم بشأنه. إلا أن البعض الآخر رجّح أيضاً أن يتم ذلك بشكل تدريجي، على مدار ايام حيث تخف حركة الطائرات العسكرية السعودية وكذلك القصف المدفعي شيئاً فشيئاً.

بهذا النتيجة، إن تحققت، يكون الحوثيون قد حققوا نصرهم المؤزر عسكرياً وسياسياً على السعودية وجيشها، وهو ما يعطيهم فرصة أفضل في التفاوض مع علي عبدالله صالح، الذي لا يستطيع أن يستمر في حربه الى الأبد، خاصة وأنه كان يعوّل على التدخل السعودي العسكري المباشر الى جانب قواته.