كتابات - صيهود الخنياب
كثيرة هي اللجان التي انبثقت من مجلس الحكم , وكثيرة هي القرارات والتصريحات والتلطيخات . نتناول اليوم بايجاز أحد اللجان المنبثقة من مجلس الحكم وبعبارة أصح – المنبثقة من آية الله االعظمى بريمر لا أدام الله ظله - . هي اللجنة الأمنية وما أدراك ما اللجنة الأمنية ؟ إنها استقرار العراق , أمن العراقيين , أرواح العراقيين , بناء العراق , مساعدة العراق أن يمشي حبوا .. اللجنة الأمنية في مجلس الحكم هي أعلى لجنة وسلطة أمنية في العراق اليوم .. ويرأسها الرفيق أياد علاوي رئيس حركة الوفاق وكلنا يعلم أن علاوي رفيق بعثي اضطرته ظروف خارجة عن إرادته أن ينشق عن رفاقه في آخر القافلة . وهذه مشكلة بحد ذاتها ونقطة حمراء كان يجب أن تقف بوجه أياد علاوي من أن يترأس الملف الأمني في العراق لأسباب عديدة نذكر منها :
أولاً : الرفيق أياد علاوي هو المعارض الوحيد الذي كان مكتبه مشرعة أبوابه في الاردن , والاردن هذه كانت معقل المخابرات البعثية الصدامية , فالشكوك واردة والمناخ متوفر لنظرية العمالة المزدوجة .
ثانيا : مما يؤكد على بعثية الرفيق علاوي الى الآن هو اعتماد حركة الوفاق في العراق على العناصر البعثية من ضباط في الجيش ورجال أمن ومخابرات والصورة واضحة لمن يعيش في داخل العراق.
ثالثا : من أهم مهام اللجنة الأمنية في العراق اليوم مراقبة ومتابعة العناصر المخابراتية والبعثية الصدامية لأن لها اليد الطولى في أعمال التخريب والقتل الجماعي للعراقيين بالتنسيق مع عناصر أجنبية . ومن الصعوبة على الرفيق علاوي متابعة هؤلاء لأن بينهم عِشرة وزاد وملح .
رابعاً : علاوي هو الند الواضح لدعوة الجلبي باجتثاث البعث , فالرفيق علاوي يدعو للمصالحة مع البعثيين وفاءً منه للبعثيين ورداً للجميل .
خامسا : الفصيل المعارض الوحيد الذي شارك في السلب والنهب لمؤسسات الدولة هو حركة الوفاق فقد تسنى لعناصرها الدخول مع القوات المحتلة . وقد سرق رجال علاوي أكبر مصارف البصرة – أذكر هذا المثال لمعرفتي بالفاعلين شخصيا - .
سادسا : ليس من صالح علاوي وفصيله استقرار الأمن بالعراق وذلك كي يكمل مشواره الذي يدأه وهو المصالحة مع البعثيين وليأخذ وقتا كافيا لضم أكبر عدد ممكن من البعثيين الى حركة الوفاق التي تعج بأعضاء الفرق وضباط الأمن .
سابعا : الكل يعلم وعلاوي لا يُخفي ذلك أيضا , كونه على علاقة وطيدة ويتلقى الدعم من المخابرات المركزية الامريكية , وهذه دائرة ينتعش عملها في انعدام الامن والاستقرار في العراق .
ولهذه المؤشرات من المحتمل قويا أن اللجنة الأمنية تم تنصيبها من بريمر نفسه , أي أن بريمر هو الذي فرض أياد علاوي ليكون رئيسا للجنة الأمنية في مجلس الحكم , وفي السياق ذاته تأتي وزارة الداخلية لتكون من نصيب حركة الوفاق – لا وفقهم الله - .
فالى كل الشرفاء والى كل المخلصين ومن يحملون شيئا من الهم العراقي والهم الأمني لهذا الشعب الذي شبع قتلا وتقتيلا أن يدركوا هذه اللعبة وأن يرفعوا أصواتهم بتغيير اللجنة الأمنية وتنحية علاوي وزمرته منها لأنه ببساطة لا يهم هذا الرجل أمن العراق واستقراره فلم يعش تحت طائلة الارهاب البعثي بل بالعكس كان حتى الأمس القريب واحدا من الماكنة الامنية البعثية التي ثرمت لحوم العراقيين .
Khinyab@yahoo.com