النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي من الكوفة الى الخضراء

    من الكوفة الى الخضراء
    لن نقيم صروحاً من الاحزان.. بقتل أملنا بعد الان
    أحمد سعيد / أستراليا
    العراق هوالبلد الاقدم حضارةً في الوجود وفقاً لتقاريركل باحثي الاثارات والدرسات الجيلوجية وعلى مختلف مستوياتهم العلمية والمعرفية وخلال كل مراحل البحث التأريخية والتي إمتدت لمئات السنين .
    كتبَ لنا الباحثون عن مقاتلي تلك الحضارة وبطولاتهم وأولهم كلكامش وسر رحلته العجيبة وبحثه المتواصل عن الخلود ،
    وحسب ما تذكر لنا مصادر الباحثيين في تاريخ الحضارات القديمة ، إن كلكامش وبعد رحلته الطويلة للعالم السفلي وعدم عودته ، ظل العراقيون حينذاك يتناقلون القصص والحكايا عنه وليست الالواح الستة عشر التي كُتبت فيها رحلته سوى مرثيةْ الالم الذي طالما تلذذ قدامى العراقيين بالبكاء عليها بعد رحيله الابدي ودون عودة .
    ولم ييأس العراقيون في رحلة بحثهم الشاقة والطويلة عن بطلهم المنقذ والمخلّص ، وفي صراعهم المتواصل ضد حكامهم من الجبابرة والطغاة ، من العثورعلى الفارس الذي يقود الجموع ويخرج من بين الناس ، وهذه السمة في تواصل البحث الجاد والحثيث عن هذا المنقذ الشهم ، هي من أهم سمات سكان ومواطني أرض ما بين النهرين .
    ولكن الغريب في الامر ، إن هؤلاء البسطاء الكادحون من سكان العراق والباحثون عن ذلك الفارس الهمام ، ما أن يظهر فيهم داعيا للعدل والمساواة ، وساعياً لانصاف المظلوم والاقتصاص من الظالم ، حتى تنقلب موازين ألافكارفي عقولهم رأساً على عقب ، بفعل المغرضيِن المُكيدين والمتربصين الذين لا يخدم مصالحهم ظهورهُ بينهم .
    وفي رحلة البحث الشاقة والطويلة تلك ، وفي واحدة من أهم مراحل تاريخ العراق ، وبعد محاولة تشكيل أُسس جديدة للدولة الاسلامية والتي كان العراق يُحكم تحت لواءها بعد وفاة الرسول الاعظم سنة 11 هجرية ، وخلال الفترة التي أختلفت فيها هذه الاسس والضوابط بشكل كامل وجذري عما حاول النبي الأعظم وضعه وترسيخه من مفاهيم الحكم العقلانية ، والقائمة على مبدأ الاستحقاق والاولوية لمن يتسمون بصفات السبقْ في إتباع طريق الاسلام والشجاعة والعدل ومعرفة ضوابط وأخلاقيات القرأن الكريم وأشاعاتها بين الناس لبناء مجتمع رصين متكامل وواعي ، وهذا ما يؤدي بالنتيجة الى حفظ كرامة الناس جميعا .
    جزع العراقيون من بطش الحاكم الظالم فيهم ، وتنكيله بهم وأستخفافه بعقولهم ، فتألبوا عليه مع بقية الناس من الامصار الاخرى وقتلوه وأراحوا العباد من تجبره وتزلفه للاثرياء والماكرين من عشيرته وأهله ، وبعد إنحرافه عن مفاهيم الاسلام الصحيحة ومحاولة أشاعة روح القبلية والولاء لرابطة الدم من جديد بعدما حارب الاسلام هذه الفكرة وسعى لاقتلاعها من الجذور ليحل محلها الولاء النقي والحقيقي للدين الحنيف .
    توارد الى أسماع العراقيين أسم علي بن أبي طالب عليه السلام ذلك البطل الهمام والمقاتل الشجاع ذو النسب الرفيع والمجد العتيد والخلق النبيل ، ولم يتوان العراقيون من السعي وراءه وتأييده وحثه على مسك مقاليد الامور ومبايعته على الموت والسير معه حتى نهاية الطريق الذي يحقق الامل في بسط العدل والمساواة بين الناس .
    بالتأكيد لم يرق مثل هذا التحول الكبير للكثير من سكان القصور وملاك الضِياعْ والطامعين بالجاه والسلطان . فتآلبوا على حكومة الامام علي عليه السلام بكل أشكال التآلب ، ولم يتركوا دسيسة او مكيدة الا وحاولوا إستغلالها لتسخير ضعاف النفوس والمرتزقة ، في سبيل تمرير أغراضهم الدنيئة ومخططاتهم العدوانية للاطاحة بالحكومة العادلة والنزيهه التي أقامها الامام علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان الاموي .
    وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا ، بعدما سعى معاوية والذي كان يرى في علي عليه السلام ، الخصم والعائق الوحيد الذي يقف حائلا بينه وبين تحقيق حلمه المريض بتهديم أسس الحكومة ألاسلامية التي أرسى كل دعائمها الرسول ألاعظم وسعى من بعده الامام علي عليه السلام لاكمال هذا الطريق الشاق والطويل في ترسيخ قيم الاسلام القائم على العدل والمساواة كأساس ودستور ثابت لادارة شؤؤن الناس وحكمهم .
    وفي خضم هذا الصراع بين التيارين ، وجد العراقيون أنفسهم في حيرة من جديد ، ولم يتمكن فرسان العراق الشجعان من درء ما في النفوس من أهواء وأطماع وضعف ، حتى جاءت تلك الساعة المشؤمة التي تسللت فيها أيداي الشر في ظلام الغدر لتنزل الضربة القاصمة بعنق الامة وحلمها الكبير وقائدها المغوار الذي لم ولن تنجب الامهات بعده رجـلاً يحمل من خلقه الكريم وصفاته النبيلة كفارسٍ منقذ لهذه الامة .
    وبعد الرحيل الى الخلود والسرمد والجنان ، بكى العراقيون كعادتهم بألم ومرارة وحرقة فقدان ذلك الفحل الشجاع والحاكم العادل المتواضع ، ولكن بعد فوات الاوان وضياع الامل .
    عشرون عاما كانت قد مرت على تلك الفاجعة الاليمة ، عشرون عاما من البكاء والالم والظلم والبطش والقتل والتنكيل ونهب الخيرات وتسويف الحق وأشاعة الرذائل بين الناس ، ولم تتوقف رحلة البحث عن المنقذ المغوار والحاكم النبيل .
    لم يكن أسم الحسين بغريب عن أسماع العراقين فهو أبن فارس العرب وأسد حروبها وقائد جموع المؤمنين في كل المواقع وصريع محراب الدين في مسجد الكوفة . هَلّل العراقيون لمنقذهم وعلت بشائر الفرح على سيماهم بعدما اخذ منهم البكاء والندم ايما مأخذ . فتسارع الفرسان الشجعان ليمدوا الايادي وينثروا الطريق بالوعود والامال لهذا ألامام والفارس الفذ ، فكاتبه أهل الكوفة وأعيانها ، وتلك حكاية لازالنا نرددها بألم ونصفع الوجوه ونشق الجيوب من الحرقة على تفويت الفرصة وضياع الحلم ، وكالعادة بدأ المتربصون دورتهم الشريرة لبث الرعب والخوف في قلوب الناس ، والذين سرعان ما خذلتهم شجاعتهم عن مواصلة الدعم لذلك البطل الشجاع ، فتألبت عليه جموع الاشرار من مرتزقة السلطة وأعوان حاكمهم المجرم يزيد بن معاوية سليل الحقد الاموي الدفين لهذه العترة الطاهرة من الابطال .
    وتستمررحلة البحث الحثيثة ، ويتوالى الطغاة الواحد تلو الاخر على حكم هذا الشعب . وكأن قدر هذه الامة هي مواجهة محنة الاختيار ، والتلويح للنبلاء والشجعان من قادتها ، سعياً لنيل الحرية وحفظ الكرامة بما يتناسب وطموحات أبناءها الاوفياء الشرفاء ، ولن نفوت الفرصة ولن نبكي او نشق الجيوب ، ولن نقتل منقذنا بأيدينا لنقيم له صروحا من الاحزان بعد الان . حتى وإن تكالب الغادرون والمتربصون الذين لا يرون أبعد من إنوفهم ولا يسعون ألا لتحقيق مطامحهم الشخصية وعلى حساب البسطاء من عامة الناس .
    وقبل ليالي ليست بالبعيدة طلت علينا إحدى فضائيات أبناء النوابغ بنوايا عادل عبد المهدي والذي لا يمت للعدل بأي صلة لا من قريب أو بعيد ، هذا المتقلب من الماركسية الى البعث ثم الى الاسلام ، ليكشف عن نوايا تدمير الامة وتفتيت الشمل وزرع الفتنة بين جموع الناس لتحقيق المقاصد الاموية التي ما أندثرت مادام صراع الخير والشر قائما مع الحياة . فأتخذ لنفسه من السيد المالكي خصماً ، وعادى بخصومته من أبناء هذه الامة ممن سلكوا طريق الحق وتبنوا رحلة العبور نحو الضفة الاخرى حيث العدل والمساواة والسلام ، الرجل الاكثر حباً وتضحيةً ووفاءً للعراق . ليقف على نفس الطريق مع كل الاشرار من تيار المرضى والحاقدين وأصحاب النوايا المغرضة بعراق حر كريم ، الذين ما برحوا يحوكون الدسائس للعودة به الى حقبة الالم والظلام . فليت هذه الامة تعي الدرس وتفوّت على الاشرار والحاقدين فرصة النيل من كرامتها وتصفع الباطل بالحق وتنهي ألمها وأحزانها الى يوم الدين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    365

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم --- لقد كان كلامك عين الصواب وتحليلك العلمي التأريخي كان موفقا وماقولك لعادل زويه المتقلب صحيح فهو الحرباء المتلون بأستمرار ويعيش في صلف كبير ونسي انه المؤلف والمخرج والقاتل والقابض لمصرف الزويه ويهاجم تاج راسه الرئيس المالكي الرجل الذي تحمل وزراء المحاصصه وعرقلو مقترحاته لطردهم عدة مرات

المواضيع المتشابهه

  1. طوعة بــلــد وطوعة الكوفة
    بواسطة الافندي البلداوي في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 14-04-2009, 11:38
  2. افتتاح جسر الامام علي (ع) في مدينة الكوفة
    بواسطة مشاريع الاعمار في العراق الجديد في المنتدى واحة التجارة والاقتصاد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-08-2008, 13:42
  3. اي رأس تحت العمة الخضراء كان ؟
    بواسطة الحلي في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-02-2006, 13:49
  4. ها هو الحسين يعود فمن منكم معه يا أهل الكوفة؟
    بواسطة الدكتور عادل رضا في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-04-2004, 16:29
  5. مسجد الكوفة
    بواسطة أبو السيد حيدر في المنتدى واحة الملتقى الادبي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-09-2003, 00:44

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني