 |
-
عبد الوهاب البياتي بين الماضي والحاضر والنسيان
غادرنا عشية الألف الثالثة الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي عن عمر ثلاثة وسبعين عامًا قضى أغلبها في المنافي. وكان البياتي قد ولد في ريف عراقي عام ١٩٢٦، ثم انتقل وهو صبي إلى بغداد حيث عاش طفولته في حيّ باب الشيخ، وهي منطقة شعبيّة فقيرة تلتئمُ حول ضريح الشيخ عبد القادر الجَيلاني حيث الأجواء الدينية وفرق المتصوفة.
وعبد الوهاب البياتي شاعرٌ مؤسسٌ في حركة شعرنا المعاصر أسهم، منذُ بواكير انطلاقةِ ما يعرف بـ (الحداثة الشعرية) اليوم، في فتح النصّ الشعري على آفاق أوسع مدًى وأكثر احتواءً لمضامين الفكر والتراث والأسطورة. أصدر عام ١٩٥٠ ديوانه الأول (ملائكة وشياطين). تَبِعَهُ عام ١٩٥٤ بـ (أباريقَ مهشمة) الذي وسم حضوره الشعري وفرض اسمه كشاعر متميز، بين الروّاد الأوائل الذين خرجوا على (الشعر العمودي) وكتبوا ما عُرف فيما بعد بـ (الشعر الحر). وترك عبد الوهاب البياتي في حاضرتنا الشعرية ألوان منافيه ورموز التُراث والأساطير فاتحًا القصيدة العربية الحديثة على ألوان وأصقاع لم تَعرفها من قبل.
تَنقَّل بين موسكو حيث أقام بين عامي ١٩٥٩ و ١٩٦٤، وإسبانيا حيث عمل في المركز الثقافي العراقي في مدريد في سنوات الثمانينات، مُرورًا بالقاهرة والرباط وعمّان والعديد من العواصم العربية، عاد خلالها فترة وجيزة إلى بغداد، ثم استقرَّ في الأشهر الأخيرة من حياته في دمشق، ليموت فيها ويُدفن حسب وصيته في ضريح الشيخ مُحيي الدين بن عربي، وذلك في ٣ آب / أغسطس ١٩٩٩.
يمتاز شعر عبد الوهاب البياتي بنزوعه نحو عالمية معاصرة مُتأنية من حياته الموزعة في عواصم مُتعددة وعلاقاته الواسعة مع أدباء وشعراء العالم الكبار، مثل الشاعر التركي ناظم حكمت والشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي والشاعر الروسي يفتشنكو، وكذلك بامتزاجه مع التُراث والرموز الصوفية والأسطورية التي شكلت إحدى الملامح الأهمّ في حضوره الشعري وحداثته.
صدر للشاعر عبد الوهاب البياتي العديد من الدواوين أولها (ملائكة وشياطين) (١٩٥٠)، (أباريق مهشمة) (١٩٥٤)، (عشرون قصيدة من برلين) (١٩٥٩)، (كلمات لا تموت) (١٩٦٠)، (النار والكلمات) (١٩٦٤)، (سفر الفقر والثورة) (١٩٦٥)، (الذي يأتي ولا يأتي) (١٩٦٦)، (عيون الكلاب الميتة) (١٩٦٩)، (الموت في الحياة) (١٩٨٦)، (الكتابة على الطين) (١٩٧٠)، (يوميات سياسي محترف) (١٩٧٠)، (قصائد حب على بوابات العالم السبع) (١٩٧١)، (كتاب البحر) (١٩٧٢)، (سيرة ذاتية لسارق النار) (١٩٧٤)، (قمر شيراز) (١٩٧٥)، (مملكة السنبلة) (١٩٧٩)، (بستان عائشة)(١٩٨٩)، (كتاب المراثي) (١٩٩٥)، (البحر البعيد أسمعه يتنهد) (١٩٩٨)، ثم أصدر آخر دواوينه عن دار المدى في دمشق بعنوان (نصوص شرقية). وقد تُرجم شعر البياتي إلى لغات عديدة منها الإسبانية والروسية والفرنسية والإنكليزية.
أوصى البياتي قبل وفاته باختيار ديوانه (قمر شيراز) ليكون العمل الممثل له في إصدارات (كتاب في جريدة)، وكان الشاعر -حتى وفاته- عضوًا في هيئته الاستشارية.
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ميثاق الهلالي في المنتدى واحة الملتقى الادبي
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 17-01-2006, 11:10
-
بواسطة الرافضي في المنتدى واحة المضيف والتراث الشعبي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 03-10-2005, 16:54
-
بواسطة اسد بابل99 في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 22-07-2005, 17:01
-
بواسطة ابوقاسم المنامي في المنتدى واحة التربية والتعليم والاسرة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 29-07-2003, 12:17
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |