بسم الله الرحمن الرحيم
عقبة شديدة يصعب على الجميع اجتيازها الا من رحمه الله وهي الميل لجهة الافراط او التفريط في قراراتنا اتجاه القضايا .
فمن كان يميل الى رأي يحشد ادلته عليه ويتغاضى عن ادلة الطرف الاخر ويميل المؤشر لديه الى القمة وهذا ما يفعله الطرف الاخر تماما في الاتجاه المعاكس ويبقى بين هذا وذاك الذين رحمهم الله واخذوا بعين الاعتبار دليل الطرفين فكانوا على النمرقة الوسطى وعلى الصراط المستقيم .
قال تعالى:(وكذلك جعلناكم أمة وسطا..)البقرة143
الباقر ( ع ) قال : يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ؟ ويلحق بكم التالي ..)
وفي هذا الموضوع احببت ان اتناول قضية التطبير والتي كثر الخلاف في البيت الشيعي اتجاهها بين طرف يحافظ عليها ويجعلها من الشعائر ويدافع عنها بكل قوة , واخر يسفهها ويحاربها بجهده واخرين اتخذوا موقف الامر بين الامرين وهو ما نميل اليه استنادا لرأي مرجعنا السيد الخوئي (قد) وما يملك من ادلة راجحة محفوفة بالاحتياط .
وانا اعلم سلفا ان الطرفين لا يرضون عنا ولكن اعتقادنا بإن الرأي الذي نتوصل اليه هو الصواب وفيه مساهمة لتقريب وجهات النظر.
وسنسرد ان شاء الله اهم ادلة الطرفين باختصار ثم نثبت الرأي الوسطي والذي يأخذ ادلة الطرفين بعين الاعتبار اذ اننا مامورون باستماع القول والاخذ باحسنه, وخلال ذلك نتعرض لنقد بعض الادلة المذكورة التي نراها غير ناهضة.
من اهم ادلة مؤيدي التطبير:
1 رواية السيدة زينب(ع) في البحار ج 45 ص115((...فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها...)
2-: النصوص الواردة عن اهل البيت (ع) التي تذكر ذم الجزع واستثنائه على الحسين (ع) وللمثال ما جاء في وسائل الشيعة ج14 ص507(عن أبي عبد الله (ع) : إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي (ع) فإنه فيه مأجور ).
والتطبير يدخل بباب الجزع الممدوح.
3-: ان التطبير مرتبط باحياء امر اهل البيت ويعتبر من تعظيم الشعائر
4-:ان النبي ص كان يحتجم على رأسه الشريف ويسميها المغيثة او المنقذة راجع معاني الاخبار للصدوق على سبيل المثال ص248 : (كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحتجم على رأسه ويسميها المغيثة أو المنقذة ).
وهذا يعني ان جرح الرأس واخراج الدم من الرأس سنة ممدوحة.
5-: ربط الدم بقضية الحسين (ع) من قبل استشهاده وللمثال فقد ورد ان بعض الانبياء خرج منهم الدم بكربلاء بسبب واخر موافقة لدم الحسين ع فقد عثر ادم بكربلاء وسال الدم وكذلك ابراهيم ع سقط بمروره بكربلاء فشج راسه وسال الدم وكذا انقطاع شسع نعل موسى ع ودخول النبات في رجله وخروج الدم , نذكر من ذلك رواية في البحار ج44 ص 243 (وروي أن إبراهيم عليه السلام مر في أرض كربلا وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه ، فأخذ في الاستغفار وقال : إلهي أي شئ حدث مني ؟ فنزل إليه جبرئيل وقال : يا إبراهيم ما حدث منك ذنب ، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء ، وابن خاتم الأوصياء ، فسال دمك موافقة لدمه .
وكذلك مطر السماء دما ووجود الدم تحت الصخور في بيت المقدس حين استشهاد الامام وانقلاب تراب القارورة الى دم التي حفضتها ام سلمة من النبي ص بالحديث المشهور راجع مجمع الزوائد وتسايل حيطان دار الامارة دما حين وضع راس الامام امام عبيد الله راجع تاريخ مدينة دمشق.
6-:ان يعقوب النبي (ع) بكى على يوسف حتى ابيضت عيناه وذهب بصره ولم يكن في ذلك قدح بل تأييد من الله في كتابه والتطبير اهون من ذلك.
7-: ما فعلته الرباب زوجة المولى عليه السلام باقرار الامام السجاد
ففي كامل ابن الاثير ج4 ص88 : (وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا).
8-: قول الحجة عج كما في البحار ج98 ص238(ولابكين عليك بدل الدموع دما) وقول والامام الرضا ع كما في اقبال الاعمال ج3 ص28(ان يوم الحسين اقرح جفوننا) والبكاء دم وجرح الجفون اشد من التطبير.
نقاش بعض الادلة:
بما يخص النقطة الاولى فانا نراها قاصرة عن الاستدلال من عدة وجوه: ان الرواية رواها الشيخ المجلسي في بحاره هكذا(.. رأيت في بعض الكتب المعتبرة روى مرسلا عن مسلم الجصاص قال..) فالرواية مرسلة ومسلم الجصاص مجهول الحال في علم الرجال , واذا كان الشيخ المجلسي قال (في الكتب المعتبرة) فهذا لا يعني صحتها فكلامه (قد) عن الكتاب لا عن الرواية فهذا اجل كتاب عندنا وهو الكافي ولكنا لا ندعي ان كل رواياته صحيحة.
ورواية كهذه لا يمكن ان يؤخذ منها امر فقهي او عقائدي.
ثم ان هذا الفعل يستبعد فعله من السيدة زينب لالتزامها بوصية اخيها الحسين(ع) كما في ارشاد المفيد(قد)(أخية اني اقسمت فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ...) وما في الرواية لا يقل شئنا .
وبغض النظر عن ما تقدم فهذا الفعل يختلف عن التطبير والقياس يبطل عادة مع الفارق , فضرب الراس في المحمل كان حين رؤية رأس سيد الشهداء والضرب لم يكن فيه جزم بخروج الدم وكان بعد الحزن الشديد , اما التطبير فلم يكن بوجود الرأس الشريف والتطبير فيه جزم بخروج الدم وعادة لم يكن بأنفعال شدة الحزن بل هو يكون بمواكب منظمة وبوقت محدد فمع هذه الفوارق وغيرها وبما قدمناه بما يخص السند يكون الاستدلال بهذه الرواية لا قيمة له .
وبما يخص النقطة الثالثة وانه من الشعائر ففيه تأمل وسنذكر بعض المسائل في ذلك لاحقا.
اما النقطة الرابعة موضوع الحجامة في الرأس وانه سنة , ففيه ان الاعمال بالنيات , فعمل واحد إذا فعله شخصان بنيات مختلفة يحاسب كل على نيته فمن ركع خلف تمثال بنية الاستراحة مثلا ليس كمن ركع بنية العبادة والذي يعتبر شركا , فالتطبير وان كان يشترك مع الحجامة في بعض الوجوه ولكنه لا يجتمع معها في النية وهي محور الموضوع وروح الافعال.
اما النقطة الثامنة , فيصعب الاستدال بها على التطبير كون الكلام ربما يكون مبالغة على الحزن الشديد سيما وان البكاء دما غير متعاف بل ولم نسمع به عن احد فيرجح ان يكون تعبيرمجازي لهذه القرينة والقرآن ولغة العرب من اساليبها الحقيقة والمجاز.
ادلة المانعين
1-: ان التطبيرلم يرد فيه نص لا في القران ولا في السنة ولو كان فيه خيرا لسبقونا اليه اهل البيت (ع)ولأمروا اصحابهم به والحال انا لم نرى له فعل من الأئمة (ع) واصحابهم
2-: انه مظهر غير حضاري ويسبب توهين للمذهب فرؤية المخالفين لديننا ومذهبنا ونحن نضرب انفسنا في السيوف والدماء تسيل بمنظر مقزز يسبب ابتعاد الناس عن هذا الدين وهذا المذهب ونحن مأمورون ان نكون زينا لأهل البيت ولا نكون عليهم شينا .
ولذا نرى الدول الغربية والوهابية تنشرهذه الصور كي ينفروا الناس منا.
3- : ان ضرب الانسان نفسه بالسيف ضرر ولا يجوز للانسان ان يضر نفسه او يضر الاخرين, كما انه يسبب امراض العدوى عن طريق الدم
4-. تنجيس المراقد والمساجد.
مناقشة الادلة:
بما يخص النقطة الاولى فهي تصح كون التطبير لم ينص عليه بعينه ولكن دلالتها غير تامه بما يخص القواعد والعموميات فممكن ان يقول قائل انه من مفردات الجزع على الحسين(ع) او تعظيم الشعائر او محبة اهل البيت.
وايضا لا يستفاد منها على الحرمة كون الاصل في الاشياء الاباحة.
النقطة الثانية نتعرض لها لاحقا ان شاء الله اما الثالثة فنقول:
ان الضرر مرة يكون ضرر معتد به يؤدي الى هلاك النفس مثلا او اعاقة جارحة من الجوارح وما شابه ذلك.
ومرة يكون ضرر غير معتد به وفي الاول يحرم في العنوان الاولي اما في الثاني فلا يحرم , وكون التطبير لم يكن فيه ضرر معتد به فلا يحريم, فهذه الحجامة شبيهة به ولم يحرمها الاسلام بل ايدها ولهذه العلة نرى اغلب علمائنا لم يحرموا التدخين مثلا فهم يقولون ضرره غير معتد به اما اذا كان الفرد يضره التدخين ضررا شديدا فالعلماء يحرمونه عليه.
وبما يخص ضرر الاخرين وهذا حق حسب قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) فيما اذا كان التطبير على حساب الاخرين او اتلاف ممتلكاتهم ,وهنا بودي الاشارة الى ان التطبير لا ينبغي ان يكون في الصحن الشريف بطريقة يحول بين الزائر والزيارة والتي ثبتت بالدليل الشرعي وحبذا لو تكون بمكان لا يزاحم الزائرين وان الله يسمع ويرى ويثيب العبد على قدل اخلاصه .
اما ما يخص تنجيس المساجد فقطعا هو حرام ولا يجوز ذلك ويجب ايضا على المطبرين وغير المطبرين ان يطهروا المسجد من الدم , وكذلك لا يجوز تنجيس العتبات المقدسة,ولكن يصح هذا الاستدلال على حرمة التطبير في داخل المساجد والاضرحة المقدسة ولا يسري هذا الاستدلال على التطبير بكل مكان.
دليل الوسطية الذي نرى صوابه
من الضروري اولا ان نبين الفرق بين اباحة ما لم ينص على تحريمه وحرمة البدعة.
فالاول هو ان الاصل في الاشياء الاباحة والجواز , اما الحرمة فعرضية اي كل ما لم ينص الله سبحانه على تحريمه فهو مباح وجائز –وان كان مستحدث-
قال تعالى:(وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه..الانعام 119 )
اي ان المحرم مفصل في القران والسنة وما لم يكن فيهما فهو حلال.
اما البدعة فهي ادخال شئ في الدين ونسبته اليه وهو ليس من الدين ولا هو داخل في العموميات والقواعد العامة .
وقد جاءت نصوص بحرمة البدعة.
والفرق بينهما اذن ان اي امر تفعله مستحدث ولم يوجد نص بحرمته حتى في القواعد العامة فهو حلال ولكن بمجرد ان تنسبه الى الدين وتدعي انه من الشرع يصبح بدعة محرمة وهذا ما اتفقت عليه السنة والشيعة الا ما شذ من الوهابية فانهم ادخلوا الكثير من المباحات في البدع.
بعدهذه المقدمة نأتي الى التطبير وعندما نعرضه على القرآن الكريم والسنة الشريفة لا نجد له ذكر وبهذا:
يكون غير محرم اذ ليس هناك نص على حرمته فيكون من المباحات
واذا كان من المباحات كونه غير منصوص عليه فهل هو داخل في القواعد العامة؟؟
وقع الخلاف بين المؤيدين والرافضين فالرافضون يقولون انه داخل في باب المهانة للمذهب والبعض يعتبره داخل في الضرر وقد اجبنا عن الضرر اما مهانة المذهب فنتطرق اليها لا حقا .
والمؤيدون يعتبرونه داخل في تعظيم الشعائر والجزع على الحسين عليه السلام وسنذكر هنا بعض الاستفتاءات في هذا الصدد :
سؤل السيد الخوئي(قد) في صراط النجاة:
: تفضلتم - سيدنا - بنفي الاشكال عن إدماء الرأس ( التطبير ) إذا لم يلزم منه ضرر ، فقيل إنه لا يثبت أكثر من الإباحة ، وعليه فهل إدماء الرأس ( التطبير ) مستحب لو نوى بذلك تعظيم الشعائر ومواساة أهل البيت عليهم السلام ؟
الخوئي : لم يرد نص بشعاريته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه ، ولا يبعد أن يثيبه الله تعالى على نية المواساة لأهل البيت الطاهرين إذا خلصت النية
وفي سؤال اخر حول التطبير وضرب السلاسل علق الشيخ التبريزي(قد) بقوله( دخول ما ذكر في الجزع المستحب لما أصاب سيد الشهداء عليه السلام محل تأمل .)
وسؤل الشيخ فاضل الانكراني : هل التطبير يعد من الشعائر الحسينية؟
وإذا لم يعد، فهل القيام به بقصد القربة مستحب؟
الجواب
1ـ التطبير لايعدّ من الشعائر الحسينيّة و ليس مصداقاً للجزع والحزن على الإمام الحسين (عليه السلام) بل يسبّب التطبير في هذا الزمان الطعن والوهن على المذهب، فينبغي لنا ان نختار ما هو مصداق للحزن والجزع على الإمام (عليه السلام) كالبكاء وخروج المواكب الحسينيّة باللطم على الصدور وما شابه ذلك.
2ـ ما ورد في الروايات وثبت استحبابه في ضمن شعائر الحسينيّة الجزع على مصيبته (عليه السلام) والبكاء، و الرثاء و حفلات العزاء، و لايعدّ التطبير جزعاً، وعلى أيّ فالأنسب ترك التطبير في الظروف الراهنة التي تستعدّ الوسائل الإعلامية الاستكباريّة لشنّ هجماتها على الإسلام و المسلمين.
وبذلك يتبين ان البعض من العلماء لم يعتبرونه داخل في الشعائر الحسينية , خلافا للبعض الاخر الذي يجعله من الشعائر فلا نطيل بنقل الرأي الاخر.
بعد ذلك ننتقل الى مسألة المهانة وهل لها دخل في الحرمة؟؟
نذكر اولا السؤال الموجه الى السيد الخوئي(قد)
صراط النجاة ج2 ؤال 1404 : ضرب السلاسل والتطبير من العلامات التي نراها في شهر ( محرم الحرام ) فإذا كان هذا العمل مضرا بالنفس ، ومثيرا لانتقاد الآخرين فما هو الحكم حينئذ ؟ الخوئي : لا يجوز فيما إذا أوجب ضررا معتدا به ، أو استلزم الهتك و التوهين ، والله العالم
سؤال 1405 : سألناكم عن جواز ضرب السلاسل والتطبير ، فأجبتم بأنه لا يجوز فيما إذا أوجب ضررا معتدا به ، أو استلزم الهتك والتوهين ، فما معنى جوابكم تفصيلا ؟ الخوئي : الضرر المعتد به هو الذي لا يتسامح بالوقوع فيه ، كهلاك النفس أو المرض المشابه لمثله ، والآخران ما يوجب الذل والهوان للمذهب في نظر العرف السائد ، والله العالم.
تشخيص موضوع التطبير هل يؤثر سلبا على المذهب ام لا يشخصه المكلف نفسه العلماء وضيفتهم ان يبينوا الحكم الشرعي العام وتطبيق المصاديق على عاتق المكلف فمثلا المجتهد يفتي ببطلان الوضوء اذا كان بموضع الوضوء حاجب , فاذا وجدت على يدك نوع من الصبغ مثلا وتريد ان تعرف هل هذا النوع يبطل الوضوء ام لا فالمجتهد لا يجيبك بل التشخيص من كونه يحجب الماء ام لا من مسؤليتك فالمجتهد لم يدرس الكيمياء.
قال السيد الخوئي(قد) : ( لا ينبغي التوقف في عدم جواز التقليد في الموضوعات الصرفة لان تطبيق الكبريات على صغرياتها خارج عن وظائف المجتهد حتى يتبع فيها رأيه ونظره فإن التطبيقات امور حسية والمجتهد والمقلد فيها سواء بل قد يكون العامي أعرف في التطبيقات من المجتهد فلا يجب على المقلد ان يتابع المجتهد في مثلها.
وبهذا فنحن اذا نظرنا الى التطبير-البارز- بعين الاخرين نجده وبلا شك يسئ للمذهب والدليل على ذلك ان الوهابية والغرب يكثرون من نشر هذه الصور وبطبيعة الحال ان العدو يريد نشر ما يسوئك ويضرك لا ما ينفعك واعتقد ان هذا الموضوع من اوضح الواضحات ولا يحتاج اطالة .
ربما يقول قائل اننا لا يصح ان نتنازل عن عقائدنا كي يرضا عنا الاخرين وهل يصح ان نترك الحج مثلا كون البعض يسخر منه ؟ وما يهمنا بهم رضوا ام سخروا.
ولكنا نعتقد ان هذا المنطق غير صحيح كون التطبير ليس من اصول الدين ولا فروعه التي لا يمكن التنازل عنها .
وان التطبير يختلف عن غيره فهو يثير الاخرين اكثر من الواجبات .
ومن يتكلم بهذا الكلام فهو ينظر الى زاوية واحدة من الاسلام ولم ينظر الى زاوية اخرى مهمة وهي ان منهج النبي(ص) وأهل البيت(ع) هو الرحمة بالناس وطلب هدايتهم وان كلفهم ذلك ارواحهم وهذا هو منهج الانبياء من قبل.
ينقل الشيح الوحيد الخراساني هذا الحديث وهو يحث طلابه على التبلغ والسعي لهداية الناس :
قال علي بن الحسين ( ع ) : أوحى الله تعالى إلى موسى : حببني إلى خلقي وحبب خلقي الي ، قال : يا رب ، كيف افعل ؟ قال : ذكرهم الائي ونعمائي ليحبوني ، فلئن ترد آبقا عن بابي ، أو ضالا عن فنائي ، افضل لك من عبادة مائة سنة ، بصيام نهارها وقيام ليلها..)
مائة سنة من عبادة موسى (ع) بصيامها وقيامها, اي رحمة هذه واي امر جليل هذا الذي يتهاون به البعض ولم يراعيه, ان الغاية من ارسال الرسل هي هداية الناس وان تضحية الحسين (ع) هي لهداية الناس , وهداية الناس لابد ان تكون بالاسلوب الحسن الذي لا ينفر الناس ولذا امرنا الله سبحانه ان ندعوا بالتي هي احسن .
اراد الله منا ان نحب الخير للآخرين وان لا تكون انفسنا ضيقة كالاعرابي الذي طلب من النبي(ص) ان يدخل الجنة هو والنبي(ص) فقط !!
بعد هذه التشعبات نوجز هذا الرأي وهو رأي الوسطية والذي يتماشى مع الاحتياط وهو طريق النجاة بما يلي:
1- التطبير مباح وليس حرما
2- ان لا ننوي انه من الشعائر فكون بعض العلماء لا يعتبرونه من الشعائر فربما يكون بدعة كما بيناها ولكن من اراد التطبير فالينوي المواساة لاهل البيت .
3- ان لا يكون التطبير امام الكاميرات والاماكن التي تكون بمتناول الاخرين فنكون شينا وليس زينا , وبهذا نؤدي حق مواساة اهل البيت(ع) وحق ما يريدونه منا ان نكون زينا لهم , وان لا يكون ريائا فقد مر قول السيد الخوئي (اذا خلصت النية).
4- ان لا يكون التطبير بدرجة تسبب الضرر وان لا يكون في المساجد والعتبات المقدسة فننجس الاماكن الطاهرة ونرتكب الحرام
5- دعى اهل البيت لوحدة الصف فالاخوة الذين يطبرون ينبغي لهم ان يراعوا الاخوة الذين لا يطبرون ويحترموا رأيهم كونه منبثق من رأي مراجعهم وكذا الاخوة الممتنعين وان لا يسفهونهم والحال انهم يرون به مواساة لأهل البيت (ع) اضافة الى كونه تحت مضلة الفتوى .
ولو اتبع الاخوة جميعا هذا المنهج لأدو ما عليهم من حقوق اتجاه اهل البيت واتجاه الاخرين وسلكوا طريق الاحتياط الذي يكون منجيا يوم القيامة والحمد لله ارب العالمين.