إنتخابات السابع من أذار أرادها الاخرون منعطفا وعودا الى الماضي عن طريق البرلمان هذه المرة
ولذلك جندوا لها كل طاقاتهم المادية والمعنوية .وارادها الشرفاء ترسيخا لمفهوم التداول السلمي للسلطة عن طرق الانتخابات .
وشهدت الحملة الانتخابية صراعا اقليميا بين أطراف عديدة وصراعا مع الخيار الوطني ، وأُريد لهذه الانتخابات ان تؤسس لصراع اقليمي هذه المرة تحت مسميات الليبرالية والاسلامية .
تحت مسميات البعث ومناهضة الطائفية وكلاهما قد رفضا من الشارع العراقي وفضلا الخيار الوطني .
وقد حاولت بعض الجهات توظيف الانفجارات المفتعلة (بعضها كانت قنابل صوتية) لاشاعة جو من الرعب للمواطن العراقي، وللاغلبية المنتظرة لهذا اليوم لعدم حضورها ليتسنى الفوز للقوى المنظمة
وهو ما يتميز به من انتمى لاجهزة النظام السابق ومنها الامنية بالذات ولابد لنا من ذكر شهادة حسن علوي
حينما قال :ان اقوى وأخطر تنظيم على الارض حاليا هو جهاز المخابرات السابق اذ استطاع 1500 ضابط مخابرات الحضور خلال ساعة واحدة!!! (حسن علوي عاد الى احضان البعث مؤخراولكنها لاتلغي شهادته).
حيث أن المشاركة القليلة ربما كانت تؤدي الى فوز القوى المنظمة وتسقط الجماهير في فك الخوف والتوجس من الزحف ،ولكن العراقيين أثبتوا أنهم عازمون على أن يقولوا كلمتهم من خلال إصبع البنفسج الذي أصبح سيد الموقف يطلب وده القاصي والداني ،يطلب وده من كان يقطعه بالأمس ومن كان يكسره لمجرد رفعه للسؤال لا للاعتراض .
وعلى جانب آخر كانت رسالة اخرى موجهة للعالم بأننا قادرون على حماية أنفسنا بأنفسنا بالرغم من قلة الامكانات العسكرية التسليحية واللوجستية والفنية والالكترونية ،ولم نستعن بأي قوة أجنبية التي كانت تواقة لابداء المساعدة لتقول أنكم غير قادرين على حماية انتخاباتكم وغير قادرين على حماية تجربتكم ولكن العكس قد حدث ،وهو ما يحملنا على المضي والاسراع في ملئ الفراغ حينما يفي الرئيس اوباما بوعده للامريكان
وحينما تأخذ اتفاقية سحب القوات الامريكية من العراق مداها النهائي.
لقد اعطت تجربة السابع من آذار درسا للحكام في المنطقة بان الشعوب مهما طال زمن التسلط والتجهيل فإنها ستعود لتحدد مصيرها وستبدع في ذلك .
وتعطي إلهاما وتحفيزا للاخرين في المنطقة لخوض مثل هذه التجربة ومثل هذه الملحمة الانتخابية وربما تكون تجربة العراق دواءا وليس فيروسا او مرضا يحاول الاخرون الوقاية منه كما حاول بعضهم التلميح والتصريح بذلك.
وعندما فشل من أراد إرباك الواقع العراقي وجعله مثلا سيئا يُخشى منه فإنه سيحاول أن يُشكك في العملية كلها ،لتبدا موجة الاحتجاجات والاضرابات كما حدث في ايران بُعيد اعلان النتائج هناك وهو ما سيكون تغطية لفشل الجهات الخاسرة في الانتخابات. بالرغم من هذه الانتخابات شهدت اشادة منقطعة النظير من الجهات والمنظمات والهيئات الدولية بشفافية هذه الانتخابات التي قل نظيرها .
وكانت الرسالة ماقبل الاخيرة للعالم ان العراقيين ربما يتداولون السلطة بشكل سلمي وانهم خاضوا الانتخابات كلهم بفرص متكافئة ولااقصد هنا الامكانات والتوظيفات الاقليمية للترويج لهذه القائمة وتلك وانما أقصد ان الكل نال فرصته في الدعاية الانتخابية دون تضييق وتشديد .
اما الرسالة الاخيرة فهي للولايات المتحدة الامريكية وللرئيس اوباما ليتذكر ان العراقيين شعب حي وعندما اختار اللون البنفسجي عن قناعة لايريد أن يبدله بلون آخر
وعلى الامريكان أن يقرأوا هذه الرسالة جيدا قبل الاقدام على أي خطوة في المستقبل .
عبدالأمير علي الهماشي