البصرة / رائد احمد
كشف مصدر في ناحية سفوان الحدودية جنوب البصرة عن قيام الكويت بنصب حفارات عملاقة لحفر الآبار النفطية على بعد أمتار من الحدود العراقية، و قال في تصريح لوكالة (الملف برس) اليوم السبت أن الجانب الكويتي نصب حفارات عملاقة لحفر آبار نفطية قرب منفذ سفوان الحدودي على بعد 300 متر من نقطتي التقاء الدولتين قرب الأنبوب الحدودي الذي أنشأته الكويت لترسيم حدودها حسب اتفاق الخيمة 1991,و أكد: إن الحفارات نصبت صباح الجمعة قرب الحدود على بعد أمتار من الأنبوب الحدودي في منطقة الحرام بين البلدين ,وتم اغلاق الحدود العراقية الكويتية لأسباب مجهولة لساعات الصباح حتى ظهيرة يوم الجمعة ,وتابع إن المنطقة التي تشهد حاليا أعمال حفر كويتية في المنطقة المتنازع عليها بين الدولتين بسبب حصول الكويت على أراضي شاسعة بعد اتفاق الخيمة الذي أعطى الكويت ما يقارب خمسة كيلومتر مستقطعة من الأراضي العراقية على طول الحدود العراقية الكويتية البرية و البحرية و ويقع ضمن هذه المنطقة عشرات الآبار النفطية العراقية في مناطق الهدامة و آبار أبو موسى و آبار الحكيم و استقطاع جزء كبير من جبل سنام العراقي و مصادرة ما يقارب 180مزرعة تعود لمزارعين عراقيين.وكان اكبر خلاف مع الكويت يتمحور حول حقل الرميلة وهو مجموعة من آبار النفط المكتشفة والتي يتم فعليا استثمار نفطها، وتمتد من منتصف غرب البصرة حتى دولة الكويت، والتي تحمل آبارها الممتدة من العراق الاسم نفسه. تنقسم حقول الرميلة إلى قسمين: الرميلة الشمالي، والرميلة الجنوبي المحاذي للكويت. يتم استخراج النفط من حقول الرميلة تحت إشراف شركة نفط الجنوب في البصرة. الخلاف بين العراق والكويت على الحفر المائل slant-drilling ،وهذا الحقل النفطي العملاق كان قد اكتشفته شركة براس پترو البرازيلية في سبعينات القرن الماضي. وهناك حقول أخرى لم يتم استثمارها إلا جزئيا، وتسمى حقول "الهوير" أو حقول غرب القرنة، حيث كان لروسيا بضعة عقود مع الحكومة نظام صدام حسين لاستثمار تلك الحقول لكنها ما تزال حتى الآن تحت رحمة المباحثات بين الشركات الروسية والحكومة الجديدة. وأبرمت شركة النفط البريطانية (بي بي) و(سي إن بي سي) الصينية اليوم أول اتفاق نفطي كبير مع وزارة النفط العراقية منذ الغزو الأميركي للبلاد العام 2003.وينص الاتفاق على تطوير حقل الرميلة -أحد أكبر حقول النفط في العالم- ويستمر لعشرين عاما.وتسعى بغداد لإبرام عقود نفطية أخرى في الأسابيع والشهور المقبلة بغية زيادة الإنتاج العراقي من النفط في خطة ترمي لأن يحتل العراق المركز الثالث بدلا من مركزه الحادي عشر الحالي بين أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.ويمتلك العراق ثالث أكبر الاحتياطيات المؤكدة من الخام في العالم إلا أنه فشل في زيادة إنتاج النفط بصورة كبيرة حتى الآن، بسبب سنوات الحرب والعقوبات وقلة الاستثمارات.ويواجه الاتفاق الأخير مخاطر سياسية حيث لا يوجد ضمان بالالتزام بالعقد من قبل الحكومة المقبلة عقب الانتخابات الحكومية المقبلة، كما أن العراق لا يزال تسجل فيه عمليات عنف.وتقدر احتياطيات حقل الرميلة النفطية بـ17 مليار برميل ويضخ حاليا نحو نصف إجمالي الإنتاج النفطي العراقي البالغ 2.4 مليون برميل يوميا. وتتوقع بي بي وشريكتها الصينية زيادة إنتاج حقل الرميلة إلى 2.85 مليون برميل يوميا. لجذب الاستثمارات الأجنبية خفف العراق مؤخرا من الشروط المتعلقة بالضرائب، الأمر الذي أسهم في جذب الشركات النفطية العالمية، ويتوقع إبرام عقود أخرى قريبا.وبين تلك العقود عقد تطوير حقل الزبير النفطي في الجنوب والبالغ احتياطيه أربعة مليارات برميل.ويتوقع أن تساهم حقول الرميلة والزبير وغرب القرنة بما يربو على 4.5 ملايين برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية النفطية بالعراق وهو ما يعادل نحو 5% من إمدادات النفط العالمية.