لا نجعل العراق بقرة حلوباً!!
لشد ما أسعدني في اليوم الحزين يوم استشهاد إمام الإسلام الحسين بن علي عليهما السلام الوعي الكبير الذي أبداه شعبنا الأصيل بتعامله مع انفجارات عاشوراء، هذا الوعي المتراكم من التاريخ الطويل من التعايش السلمي والتمازج الاجتماعي والقبلي بين الشيعة والسنة مع معاصرة الفتن والخطوب التي حلت بالعراق, أسعدني وأنا أسمع الناس في مواقع الانفجار تؤكد ملء أفواهها بأن هدف مثل هذه الأعمال إثارة الفتنة وإلهاء الساحة عن الاحتلال.
وما كان موقف المرجعية الإسلامية إلا رائداً لهذا الوعي فقد أكد سماحة السيد السيستاني مسؤولية الاحتلال عن هذه الأعمال لأنه هو الذي ترك البلاد نهباً فوضى ومنع من تعزيز القوات الوطنية لتوفير الأمن.
وكذا كان موقف العلماء الواعين من مثل شيخنا سماحة جواد الخالصي الذي أكد على مسؤولية الاحتلال لأنه لا يسمح بالتحقيقات التي تؤدي إلى القبض على كل الذين قاموا بمثل هذه الجرائم في الماضي.
ولابد هنا من ذكر موقف جدير بالتأمل لرائد الحركة الإسلامية المرجع العظيم السيد محمد حسين فضل الله فإنه بعد أن شدد على مسؤولية الاحتلال الذي قال بأنه لم يستطع بل لم يرد حفظ أمن الناس وذكر بأنه منذ اغتيال السيد محمد باقر الحكيم والتحقيقات لا تخرج إلى العلن ولا تؤدي إلى شيء مفيد قال بأن أمريكا إنما تريد أن تجعل العراق بقرة حلوباً تحلب منه القوى الدولية والإقليمية.
كلنا يعلم بأنه قد وقعت في لبنان تفجيرات واغتيالات كثيرة ولكن قليلاً منا من يتذكر أنه لم تجر تحقيقات جادة أو -على الأقل- لم يكشف عن الجهات الفاعلة ولم تحاكم, وأقل من الأقل من يعي بأن ذلك ليس إلا بسبب أن لبنان ليس دولة عادية بل معادلة دولية وساحة لتوازنات القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في المنطقة.
أيها العراقيون, إذا لم نصر على الاستقلال الحقيقي عن الاحتلال المجرم, ولم نرفض الطائفية السياسية كوسيلة صحية لحفظ حقوق الأكثريات والأقليات فلن نكون خيراً من لبنان الذي نحبه ونأسف لكونه كذلك.
لنسمع من مثل السيد فضل الله فإنه ناصح أمين ولا نكن بقرة حلوباً.
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟!؟!؟!