كنت قد ذكرت في الجزء الاول عن مفارقة مهمة وهي خشية من في الحكومة من التزوير
بالرغم من أن بعض القوائم سارعت الى الخوف من التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات لتمرير ما تريد تمريره من خلال دفاع الاخرين عن المفوضية لتشكل حالة من الارباك لدى المواطن الناخب.
وهي لعبة تُسجل بذكاء للقائمة العراقية التي طبخت الموضوع بحرفية عالية.
والمفارقة أن من شكى من التزوير يدعو الكتل الى احترام نتائج الانتخابات والتطلع الى مستقبل العراق.
ويبدو أن رئيس القائمة العراقية مولع بأن يكون حديثه عن الانتخابات من خارج العراق وكأنه يوحي للاخرين بأن كلامه قرار دولي وقضاء وقدر لايمكن للسياسين الاخرين تجاوزه بل وحتى الجماهير العراقية .
و أتحدث عن مفارقة اخرى وهي رغبة جميع الكتل بتشكيل الحكومة وهو أمر لم يحدث في كل العالم أن تتحدث جميع الكتل المشاركة في الانتخابات وتعلن عن رغبتها تلك أي التشكيل وليس المشاركة في الحكومة وأبدلوا مفهوم التوافق الى مصطلح الشراكة الحقيقية .
و لم تنتظر الكتلة الاكبر لكي تدعوها لتشكيل الحكومة القادمة وانما استبقت النتائج ووضعت الشروط والمقدمات وحددت اولويات الحكومة القادمة.
ويحاول احدهم تبرير هذه الشراكة بأن القرار السياسي يجب أن يشارك فيه الجميع وكأن السلطة التنفيذية هي فقط من يتخذ القرارات المصيرية ونسي أو تناسى أن القرارات التي سماها مصيرية بحاجة الى تصويت من البرلمان .
ويبدو أن الكتل التي حصلت على مقاعد للبرلمان القادم تخشى أن تكون في المعارضة وتحاول جهد الامكان ان يكون لها نصيب من كعكعة التشكيلة القادمة .
والمفارقة أن جميع الكتل سرعان ما تناست حملتها الانتخابية وسارعت الى رفع شعار لاوجود لخطوط حمراء ونتحاور مع جميع الكتل والاحزاب السياسية .
ويبدو أن بعضهم لم يقرأ الدستور حتى هذه اللحظة او يحاول التجاوز على فقراته مع أنه ملزم به وسيقسم بعد أيام بصيانته ويحاول تجاوزه قبل أن يكون عضوا في البرلمان القادم.
عبدالامير علي الهماشي