 |
-
حقائق لاشذوذ
حقائق لا شذوذ
في جريدة الشرق الأوسط العدد 9227بتاريخ 3/3/2004م كتب فيها عدنان حسين (وهو كاتب مجهول الهوية) عند القارئ الكريم موضوعه بعنوان الشركاء في مجزرة عاشوراء(التي تم تنفيذها بشكل وحشي في الأبرياء عند ضريحي الأمامين الحسين السبط وحفيديه الجوادين-ع-) وأفاد بما ملخصة أن نسبة 50% من المسؤولية تقع على عاتق أطراف شيعية وصفها بالأصولية المتطرفة .
ورغم أنه قال شيئاً من الحق بحقيقة أن هذه البلاد (العراق) ومن فيها من عباد قد أنهكتهم الحروب ودمرتهم سياسات لم يتطرق لذكرها أو ذكر من قام بها، إلا أنه إتبع سياسة قلب الموازين بالطعن في خطوط عريضة من شريحة السواد الأعظم من الشعب العراقي بشكل عام وهم الأكثرية المطلقة وهم الشيعة، ولم يحدد تلك التي وصفها بأنهم الأحزاب والشخصيات الأصولية المتطرفة بل لم يستطع أن يخرج لنا إسماً لامعاً أو يلمعه لنا على أنه متطرف .
في حين أن القارئ والمتابع للأحداث يعلم أن التطرف الديني لم يلج في الطائفة الشيعية كمبدأ نهضوي وإنما هو من مبدأ الدفاع في أحداث محددة وضئيلة الذكر (كرد فعل لما يجري عليهم)،وإن شئت أعطيك نموذجا من ذلك فهو التطرف الذي مارسته فئة محاربة في دول المحور (الدول التي تدعي تحصن الإسلام والعروبة بها) وهم قد طردوا مالم تستطع طرده الجيوش المدججة بالسلاح من الجنوب اللبناني على مدى نصف قرن في حروب سطروا بها أوسمة على صدورهم، وفي ذات الوقت فإن كل من يتصفح بعينه أو أذنه أحداث العالم اليومية ويمر على كلمة التطرف فإنه لابد له من لصق هذه الحالة والكلمة بفئة معلومة المذهب والتوجه من أبناء الطائفة الأخرى غير الطائفة الشيعية.
هذا القول بهكذا عقلية تنم عن عدة أمور وخصوصاً لتوضيح ما جرى في يوم عاشوراء 1425هـ في كربلاء والكاظمية على الأبرياء أصحاب العزاء وهم عزل محزونون بإحياء ذكرى التضحية والفداء أهمها :-
أولاً على الصعيد العام
1- إخراج المجرم من وحشيته وجريمته ولصقها بمن سفكت دمائهم وأستبيحت حرماتهم في الشهر الحرام وهم الطائفة الشيعية .
2- ضحالة الفكر الواقعي والتمسك باللعب السياسي عبر قلب الحقائق بالكلمات دون ذكر حقائق واقعية لها تاريخ وحوادث.
3- نكران الأحداث الحقيقية والاستخفاف بعقلية الناس من قراء ومتابعين بعدم الإشارة للمجرم الحقيقي وما أكثر المجرمين المنتفعين من هذه الأحداث الدموية (وبتعبير مصري يقتل القتيل ويمشي في جنازته)
4- ذكر الصفات للضحية من جوع وفقدان دواء وبطالة لا تبرر أن ترمى قذائف التفجير مرة وأخرى قذائف التهمة لهم ولمن هم بلونهم السياسي من رجال دين وأحزاب سياسية
5- أن الأحزاب السياسية الشيعية ورجال الدين (كما قال الكاتب شخصيات دينية) هم من قدموا التضحيات ولا زالوا يقدموها فكم من شهيد وقتيل بل وقتل جماعي لها قد أرتكبت (أيام عدنان حسين أو صدام حسين) بحقهم، والأمثلة تشهد لها الشمس كل يوم فهل عميت الأبصار يا إبن حسين
6- الحقيقة الكبرى هي أن الشيعة بتطرفها تخدم العقيدة التي نشأت عليها هذه الأمة المترامية الأطراف فأصبحت الطائفة التي تتحصن بها هذه الأمة في نكباتها، وهذا مالا يذكره الكتاب الممغنطون بروح التشرذم لأنهم لايقرأوا التاريخ جيداً.
ففي أحداث القرن العشرين على أقل تقدير لم تسجل للشيعة بعلمائها وطائفتها تهمة سفكت بها كرامة أو أستبيح بها محرم، في حين أن غيرها لايحتاج إلى كشف سوءة لأنها موروثة الكشف .
ثانيا على صعيد الحادث وهذا يبين فكرة من لهم يد بشكل اختياري أو إجباري
1- عدم استنكار الحادث الآثم من جهات حكومية ودينية من أغلب دول الجوار وخصوصاً من لهم اهتمام بقضايا الدين ويعتبرون أنهم ولاة عليه .
2- عدم التنصل من الفئة الباغية ولو بالبيانات الخطية الواهية(وهي أضعف الإيمان) ناهيك عن الخطب السياسية و الاستعداد على الأرض بمحاربة هذه الفئة ونبذها من الفكر والدين لكونها خارجة عنه، بل السكوت عنها وربما لصقها بالأبرياء كما فعل الكاتب عدنان حسين.
3- حمى الطائفية من الذي أطلقها قبل عشرات السنين بل وأشعل الحروب لإثارتها والعيش على جماجم ضحاياها من قتل في الجبهات وإعدامات في المقابل الجماعية، والأخ يتمسك بعدة شهور وبخطاب لا ندري عنه ولا من أين جاء فليوضح .
4- الإكبار في التمسك بالطائفية الدينية والمذهبية والسياسية وإغماض العين عن حقيقة الواقع العراقي بنبذ الحرية في الانتخاب للعراقيين وبيان حقيقة الأكثرية بالتلاعب بالكلمات هو ما سطرته يدي عدنان حسين وكأنه صدام حسين ولكن بشكل آخر .
5- أقل ما يطاب من عدنان حسين و أمثاله هو الكف عن هذه المهازل والتي تصب في جيب الديكتاتورية الفكرية والسياسية بل الاعتذار عنها وعن ماسببته من جرح لمشاعر الكثيرين من المسلمين والقراء المنصفين ناهيك عن الشيعة الذين هم أصحاب المصابين بهتك حرمات مقدساتهم أولاً ثم سفك دماء أبنائهم في تلك المقدسات والحرمات.
كما وأنه هناك عتب حقيقي من كثير من الزملاء الشيعة والقراء الكرام على أن تنشر مثل هذه المواضيع الهزلية في هذه الصحيفة العالمية وكأنها لا تهتم إلا بكتاب لا شأن لهم إلا تأجيج النار ونثر الملح على الجروح .
Malik_alhussain@gawab.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |