هل ستفشل مخططات المملكة السعودية في العراق
بالرغم من اكتشاف هذا الدور الخبيث للمملكة السعودية في العراق التي ضخت من الاموال الملايين لافشال التجربة العراقية من خلال السماح للقتلة والارهابين بالتسلل الى العراق ومن خلال تسهيل اصدار الفتاوى القاتلة بحق الشعب العراقي الا انها استمرت في هذا الطريق دون رادع يذكر.
وعندما نتساءل عن عداءالمملكة السعودية للتجربة الجديدة في العراق فان هناك اسبابا تعتبرها ستراتيجية لبقائها واستقرارها ومنها
أولا: ان المملكة كبقية الدول العربية والاقليمية المحيطة بالعراق لم تستسغ طريقة التغيير الجذري في العراق التي
تتيح للمعارضة الصامتة ان تنهض في هذه الدول ،ومن ثم زحف هذه التجربة تجاهها.
ثانيا: لقد جاءت التجربة التغييرية في العراق باناس ترى المملكة فيهم تهديدا عقائديا لبناء الدولة فيها
ثالثا: وهناك اسباب ستراتيجية في عدم نهوض العراق مرة اخرى كقوة اقليمية في العالم العربي والشرق الاوسطي ،وهو سلوك عدائي تاريخي ضد الشعب العراقي يتخذ صورا متعددة منذ تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا.
ويبدو ان المملكة لم تجد أذان صاغية من الادارة الامريكية السابقة والحالية في تغيير بواسطة انقلاب عسكري قد يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها وتنتج ردود افعال لايمكن التنبوء بها ربما ينسف كل الخطط المعدة للعراق .
وبعد أن تم إستفراغ ارسال القتلة والارهابين ابتدات المملكة باتباع طريق الانتخابات التي نجحت بنوع ما في اثارة القلاقل في الجمهورية الايرانية (وهنا لا أتهم المعارضة الايرانية بصلات مع المملكة لعدم وجود دلائل مادية تشير الى هذا الامر) الا انها استطاعت تأجيج الخلاف الايراني الداخلي إعلاميا على الاقل وإعطائه حجما أكبر من الطبيعي.وربما تكون هذه نصيحة جهات دولية بان الانتخابات هو خير طريق للتغيير .
وبعد نجاح الامر في لبنان جاءت الساحة العراقية لتكون المحطة المهمة في صراع المملكة لتأمين حدودها الشمالية من الخطر (الايراني) كما تحاول المملكة تصوير الامر للادارة الامريكية وللعالم الغربي وذلك باللجوء الى الانتخابات التي مهدت له اعلاميا وسياسيا من خلال محاصرة الحكومة الحالية في الانفتاح على العالم العربي،
وتشويه صورتها بانها انبثقت من الاحزاب (الشيعية)فهي لابد وان تكون طائفية.إضافة لايجاد نوع من الدعم التركي في هذا المجال كما سرب ذلك بعض المسؤولين الاتراك في محاولة للضغط على الحكومة العراقية الحالية.
ويبدو أن ملامح الفشل الان قد لاحت في الافق للمشروع السعودي المقيت في العراق من خلال نتائج الانتخابات
فبرغم التزوير والشكوك الكبيرة حول عملية العد والفرز الذي شابها إلا أن فوز القائمة العراقية المدعومة سعوديا
جاء فوزا باهتا فوزا لايغني ولايُسمن من جوع لسببين أولهما تفسير المحكمة للكتلة النيابية وليس الكتلة الانتخابية الكبرى التي سيوكل لها تشكيل الحكومة القادمة ،وهو ما استفرغ مفهوم تقدم العراقية على بقية القوائم .
ومن ثم تجد جميع القوائم أنها مستهدفة من المشروع السعودي الطائفي –القومي في العراق ناهيك عن بعض رموز هذه القائمة التي لاتفتأ تصرح بما لاينسجم وتوجهات العراق الجديد ولامتناغما مع العملية السياسية الجديدة.
ولذلك سارعت القوائم المستهدفة من الشروع في محادثات جدية للوقوف تجاه المخطط الذي يراد الاطاحة بكل المكتسبات التي تحققت خلال الاعوام السبع الماضية وهو مايجمعها الان وينسيها خلافاتها الجانبية.
وبالرغم من اللقاءات التي تجريها العراقية أو الاتصالات الهاتفية بين قادة العراقية وبقية القوائم باستثناء دولة القانون إلا أنها لاتعدو مجاملات ولاتصل حد التنسيق بالرغم من التصريحات المجاملة والتي تبعث برسائل الى الاخرين بعدم استبعاد أي كتلة فائزة في الانتخابات من خلال التلويح الى الطاولة المستديرة التي توحي بعدم فوز أي قائمة في الانتخابات وعليهم الجلوس للتشاور لتشكيل حكومة قادمة.
وقد وصلت محادثات القوائم المستهدفة الى مراحل مهمة سواءا محادثات الوطني مع الكردستاني او الكردستاني مع القانون وكذلك حوار القانون مع الوطني وهي اخذت ابعادا جيدة قد وصلت الى مستوى تشكيل لجان تبحث في تفاصيل مهمة للمستقبل.
من هذه العوامل يبدو ان الاموال السعودية قد ذهبت ادراج الرياح وحرمت ابناء المملكة منها لاسيما وان شرائح واسعة منهم يعيشون تحت خط الفقر وتفتقر شرائح اخرى الى خدمات حياتية مهمة مازالت تعاني منها محافظات كبيرة في المملكة.
ومن هذه العوامل يبدو ان المال السياسي الفاسد الذي أُنفق لم يفسد سوى موظفي اليونامي وأعضاء المفوضية
(المستغلة) وليست المستقلة للانتخابات في العراق .
وكلمة اخيرة السعودية أنفقت وايران كسبت!!!
عبدالأمير علي الهماشي