[[align=justify]b]تحتاج الدول القوية ذات النفوذ الممتد خارج حدودها الى شرعنة تدخلها وتمرير مشاريعها بصورة تبدو للمقابل انها قضية تخص الوطن نفسه ولادخل لها بها. كما انها تصنع قادة خاصين من نفس البلد المراد التدخل به وتمده بكل وسائل القوة والدعم والاسناد ، لكن الية اختيار الاشخاص لاتكون بطريقة عشوائية واعتباطية ، انما يتم اختيار شخصية لها تأثير روحي او عقائدي وشرعي كأن تختار ابن زعيم وطني سابق او ابن لاحد مراجع الدين والا ستضطر الى صناعة شخص تضفي عليه سمات او شكل روحي او وطني كأن يكون رجل بلباس دين او شخصية شعبية لتخلق بالنتيجة خلفه تيارا شعبيا مؤثرا ومقلقا ليصبح شيئا فشيئا ذو تأثير سياسي قادر على تغيير المعادلات والحسابات وبالتالي يغدو الة تنفذ مشاريع كبيرة للدول القوية سواءا شعر بذلك او لم يشعر.
لقد مارست امريكا هذا الفعل في افغانستان عندما اسست حركة طالبان في الباكستان للوقوف امام المد الروسي في افغانستان وقامت بدعمه بكل وسائل القوة والاتساع وكذلك تمارس السعودية هذا العمل في كثير من دول المنطقة كالعراق ولبنان وغيرها .
لايخفى ان ايران هذا البلد الاخذ بكل صفات القوة والنفوذ والامتداد هو الاخر قد قام بخلق ظاهرة الجنرالات المعممة ، فما ظاهرة حزب الله وحسن نصر الله في لبنان الا شاهد على ذلك ، واما ظاهرة جيش المهدي وقائده مقتدى الصدر فهي بلاشك تمثل انموذجا واضحا وجليا لامتداد ايران داخل العراق وهذا لايكاد يختلف عليه اثنين ، كما ان الايرانين لايخفون هذا الشئ سواءا في العراق او في لبنان .
اكيد ان دور الجنرال المعمم في العراق ومليشياته المسلحة صنع من قبل ايران لمواجهة الاحتلال الامريكي عسكريا من خلال تأسيس جيش ومليشيات مدربة تدريب عالي في معسكرات ايرانية ،
وكذلك لتخريب المشروع الامريكي الهادف لخلق بلد ديموقراطي _مهما كان شكل تلك الديموقراطية_ في العراق ، والهدف الاخر هو تعزيز ودعم السلطة الشيعية _المرضية من قبل ايران_اذا ما واجهها المشروع السعودي السني.
المخيف في الامر ان مشروع الجنرال المعمم في العراق يتحرك وفق الرغبات والمتغيرات المتزامنة المعكوسة على علاقة ايران مع كل من امريكا والسعودية اللاعبان الرئيسيان في العراق ، بمعنى انه لو حصل تفاوض او اتفاق ايجابي بين ايران وكل من الدولتين فأننا قد نشهد سلوك معين للجنرال المعمم وجيشه يصب في صالح المفاوضات والاتفاقيات التي تجري في الغرف المظلمة ، وقد بان بأعتقادي هذا التوجه ملموسا من تصريحات مقتدى الصدر الاخيرة على قناة الجزيرة ، فتصريحاته حملت عدة رسائل تتناغم مع المشروع السعودي في العراق منها: الفيتو على المالكي والذي بدا واضح من تهجم مقتدى على المالكي وحكومته وبدون دقة معلومات ، ومنها ايضا تلميح مقتدى الى امكانية قبول علاوي _ وان لم يصرح بذلك طبعا_ وهو الشخص المطروح وقائمتة من قبل السعودية ، ومنها الاستفتاء الذي قام به التيار الصدري مؤخرا والذي يؤشر جليا على استبعاد المالكي وتسخيف نتائج الانتخابات وعدم اعطاءها القيمة الوطنية المرجوة منها بأعتبارها تحفظ حق المواطن في الاختيار، وهذا يضا يناغم ماذهبت اليه السعودية في انها لم تعر قيمة لصوت الناخب العراقي عندما دفعت الملايين لاجل تزوير ارادة الناخب وسلب حق الاختيار لديه.
في النهاية اقول ان اشد مايحزن في الموضوع انك تجد وتحديدا في بلداننا دائما جمهور عفوي تنطلي عليه مشاريع مثل مشروع الجنرال المعمم ، فيضفي هذا السعب على الجنرال المعمم القداسة والمشروعية ..مطلقا لعاطفته العنان ومقيدا لدور العقل والمنطق ، واياك اياك ان اتناقشه في ذلك ورحم الله الشاعر حيث قال:
وان عناءا ان تفهم جهلا ويحسب جهلا انه منك افهم.[/align][/b]