تعامل السياسين مع الأحداث الأمنية .
عندما كانت الولايات المتحدة تتعرض الى إرهاب القاعدة كما هو معلن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وقف جميع أفراد الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش .
وعندما دخل الجيش الأمريكي الى العراق وأضحى ساحة للحرب بين الولايات المتحدة وأعدائها المفترضين لاسيما القاعدة لم أجد سياسيا أمريكا يوهن من عزيمة الجيش الأمريكي أو يلقي باللوم على القادة العسكريين عندما تتعرض القوات الأمريكية الى ضربات موجعة .
وفي معظم جلسات الاستماع الى وزير الدفاع غيتس أو السفير الأمريكي وقائد القوات الأمريكية في الكونغرس الأمريكي أسمع عبارات المديح لهؤلاء وما يقدموه من خدمات جليلة للولايات المتحدة ومن ثم يبدون ملاحظاتهم دون المساس بسمعة الجندي الأمريكي أو أي رمز من رموز الولايات المتحدة .
وربما تجتمع جميع البلدان المتحضرة بأن يقف سياسيوها تجاه الخطر الذي يهددهم في صف واحد ويتناسون الخلافات مؤقتا لحين زوال الخطر ، وهو ما يجد ترحابا لدى الجماهير وتقديرا لهذه المواقف بالرغم من أن هذه البلدان أجواءها انتخابية وسجال انتخابي منذ أداء القسم حتى موعد الانتخابات القادمة .
وتجد عبارات الثناء والمديح عندما تحقق القوات الامنية والمسلحة نصرا مهما وامتيازا على العناصر الارهابية
أو القبض على عصابات الجريمة المنظمة .
أما سياسيو العراق ممن طفوا على سطح الأحداث بعد 2003 فهم بحاجة الى دروس في الوطنية وفي التعامل مع الاحداث التي تمس أمن المواطن والوطن وفي الحرب التي فُرضت على الشعب العراقي حينا جُعلت أرضه ساحة للقتال دون اختيار منه .
فعند مقتل رأسي الإرهاب أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري ثم اُعقبهم الثالث أبو صهيب ورابع آخر لم نجد أي ثناء على أداء القوات الامنية والجهد الاستخباري العالي الذي أوصلنا الى القضاء على هذه الرؤوس في أسبوع الثأر المقدس الذي ستؤدي نتائجه إلى تغيير في خارطة الأحداث الامنية في العراق والعالم .
وجدت صمتا مطبقا تجاه هذا الحدث الأهم في حربنا مع الارهاب وكأن المقتولين ليسوا ممن اجرموا بحقنا ومارسوا ضدنا كل انواع الارهاب من دون وجه حق إلا أننا نريد أن نحيا حياة كريمة ل لا إكراه فيها.
وكأن هؤلاء القتلة كانوا يمارسون القتل لسكان كوكب آخر وليس للعراقيين .
بل حاولت بعض الجهات السياسية أن تُغطي على هذا النصر الكبير من خلال فضائية الشرقية بالتهويل لتقرير مدفوع الثمن كتبه صحفي اعتاد على أن يكتب تقارير يعتمد فيها على مترجمين وفريق عمل معروفي التوجه من بغداد أو عمان تتعلق بصراع طائفي بين السنة والشيعة ولطالما أظهر العراق الجديد بحلة تبين أن الاضطهاد يصيب الطائفة السنية فقط .
وكانت آخر تقاريره قبل تقرير سجن مطار المثنى المزعوم، تقرير يتناول ( فرحة العراقيين) بنتائج الانتخابات واختار عينة من بغداد وهي منطقة الفضل وشارع الكفاح ليؤكد النتيجة التي يتوخاها من أوحى اليه بالكتابة وهو انتهاء العنف الطائفي بعد النتيجة التي جاءت بفوز للعراقية لايسمن ولايغني من جوع.!!!
ويأتينا بعد ذلك بتقرير عن لقائه مع الدكتور أياد علاوي الذي هدد بعودة العنف اذا ما اصر نوري المالكي على تشكيل الحكومة !!!.
وظلت قناة الشرقية تنفخ في هذا التقرير وتظهر بيانات هنا وهناك لمنظمات وعشائر لايعرفها الا فريق الشرقية
وليأتي الاختراق الأمني الذي حصل يوم أمس الجمعة ببصمات البعث والقاعدة ليتنفس السياسيون الصعداء بدم العراقيين ويبدأوا بتصريحاتهم السمجة التي لاتجد غير الادانة والقاء المسؤولية على هذا الطرف وذاك دون ان يتحملوا عناء البحث عن الحلول سوى التهديد والوعيد للقوات المسلحة العراقية التي كشفت بعض خيوط التحقيق عن تورط بعض السياسين وادانتهم الكبرى.
كما كشف مقتل الزرقاوي تورط بعض السياسين أنذاك ، التي أخفاها الجانب الامريكي ولم تكتمل خيوط التحقيق فيها وتم تناسيها وإغفالها بشكل وبآخر.
لقد جاءت تصريحاتهم بعد الحدث لتبين أن هؤلاء متربصون للنيل من الحكومة والقوات المسلحة وكأنها هي العدو لا القاعدة والبعث وهمهم الوصول إلى كرسي الحكم ولو على جماجمنا جميعا.
عبدالأمير علي الهماشي