أعتذر من الشعب العراقي لطرحي هذا السؤال ولكنني أرى في تهافت السياسين على دول الجوار أمرا يبعث على القلق وعدم ارتكازهم لقرار وطني .
ومن هذه الدول المملكة السعودية التي يؤكد إعلاميوها أنها لم تتدخل في الشأن العراقي !!! ولكن السياسيين العراقيين وفدوا اليها ولذا كان لابد للمملكة عندما تشار أن تبدي النصح وكأننا غافلين عن الدور الذي تلعبه المملكة منذ التغيير وحتى هذه اللحظة للامتداد باتجاه الحدود الشمالية للمملكة .
وقد كتبت اكثر من مرة حول علاقات عربية –عراقية طبيعية بعد التغيير ولكن العُقد الموروثة لدى المؤسسات العربية الحاكمة
أدى الى عدم الانفتاح على الواقع العراقي الجديد بل والسعي لأجل تغييره بكل الوسائل وقد فصلت في مقال قبل عدة أعوام
والمملكة السعودية وضعت ضمن ستراتيجيتها إعادة الأوضاع الى ما قبل التاسع من نيسان عام 2003 وحاولت ذلك مع الادارة الامريكية السابقة وأقنعت المؤسسات الامريكية بهذا الأمر إلا الرئيس الأمريكي السابق كان مصرا في إكمال الشوط حتى النهاية ، كما أن الرئيس اوباما اقتنع بما يجري من عملية ديمقراطية في العراق عندما نجحت الحكومة في إقامة انتخابات مجالس المحافظات
وبعد مجيء الادارة الامريكية الجديدة التابعة للحزب الديمقراطي ذي التاريخ السيء مع الشعب العراقي (يمكن مراجعة مقالي
الحزب الديمقراطي الامريكي والعراق الجديد )
وصاحب ستراتيجية الاحتواء لصدام وادامة الحصار الاقتصادي والثقافي لأكثر من عقد من الزمان الذي استجاب بطريقة وأُخرى لشكوى ورغبة الحكام العرب سيما وأنه لايحبذ أي تغيير يجعله يتوجه نحو الخارج بكل ثقله وهو منشغل بقضايا داخلية وهو ديدن الحزب الديمقراطية على طول فترات حكمه للولايات المتحدة التي تشهد انحسارا على المستوى الخارجي وعدم فعالية في القضايا الحساسة التي تحتاج الى تحرك أمريكي بمستوى الحدث.
كما وأن بعض أعضاء الحزب الديمقراطي ميالين للعمل مع الحرس القديم من الحكام العرب أوممن صنعتهم مخابرات هذه الدول ولذا نرى أن صمتا مريبا للادارة الامريكية على المستوى الإعلامي في أقل التقادير ولكن المراقبين يرصدون تحركات الساسة وأعضاء السفارة الأمريكية في بغداد والعواصم وواشنطن حول الموضوع العراقي في تجاه يبدو وكأنه ميال لإرضاء العرب على حساب العراقيين وقد كتبت مقالا سابقا في هذا الاتجاه(هل يبيع الامريكان العراق للعرب).
وأود لسؤالي الذي افتتحت به حديثي هل نحن بحاجة الى المملكة السعودية؟
للاجابة عن هذا السؤال أود أن أُؤكد أن المملكة وغيرها من الدول المحيطة بالعراق العربية وغيرها تخشى من دور قيادي للعراق على مر التاريخ أيا كان الحاكم للعراق عبدالكريم قاسم أو صدام حسين او نوري المالكي!!
ولهذا فمن يتجه الى هذه الدول فهو يعبر عن ارادة ضعيقة ولايستحق ان يحكم او يتولى امور الشعب العراقي لا لعصبية اقولها وانما لاستحقاق وطني وتاريخي .
ان من يُحاول أن يسترضي هذه الدولة وتلك لكي تكون جسرا للوصول الى سدة الحكم فهو واهم وواهم ومن اقتنع بهذه السياسية فهي كذبة لايمكن أن يصدقها حتى وإن استمر بالكذب .
كيف يمكن لحاكم ان يطالب غدا المملكة باسترجاع الاراضي التي وهبها صدام للملكة وللاردن وهو معين من قبل هاتين الدولتين .
وللتذكير من كان يجرؤ على مناقشة بريمر في مجلس الحكم عندما اصدر قراراته ؟
فإن تشكلت الحكومة في السعودية وغيرها فلن نُفلح في استراد حق من حقوقنا ولايمكن للعراق أن ينهض بأي مشروع تنموي ذي تأثير سلبي بشكل أو بآخر على هذه الدول !!
وكما قال أحد السياسين ان المشاكل العالقة بين المملكة السعودية والعراق لابد أن تُحل بالمعاهدات والاتفاقات الجديدة وهو كلام جميل ولكن من ستكون له الكلمة العليا في حال اُجريت المفاوضات وما هو الثمن الذي سيدفعه السياسيون المدينون للمملكة ماليا وسياسيا من خلال دعمهم وتأهيلهم من قبلهاََ ؟
وهل سيرجح المفاوضون العراقيون المصلحة العراقية أم المصلحة السعودية في هذه المفاوضات ؟
وهناك من يحاول أن يوهمنا او يبرر بالزيارة للمملكة السعودية بأنها إنفتاح للعراق على الدول العربية ،ربما تكون هذه الاجابة سليمة لو أن هذا الامر يجري بعد تشكيل الحكومة ولمن يقوم بالزيارة يملك صفة رسمية ويستقبل من قبل جهة نظيرة له
لاان يكون الاستقبال من قبل رئيس المخابرات السعودية .
ولماذا لم توجه الدعوات للسياسين العراقيين قبل هذه الفترة ؟ وبعض من سوق هذا الكلام كان في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي وليعد بذاكرته قليلا الى الوراء ويعود الى التقارير التي قدمت له عن سلوك المملكة العدواني تجاه العراق
ولنرى ماذا قدمت لنا عندما أهدى (موفق الربيعي) لهم السجناء السعودين في العراق مقابل سجناء عراقيين ؟
إن كانت هناك إرادة وطنية فنحن لسنا بحاجة لهذا البلد وذاك ، ولا نريد من حكومة تُشكل ويقدم أعضاؤها فروض الطاعة
لهذه الدولة وتلك بل لهذا الوزير ولهذا المسؤول أو الأمير في هذا البلد أو ذاك.
لانريد أن يقدم رئيس الحكومة المقبل شهادة حسن سيرة وسلوك للملكة وللولايات المتحدة ولايران بل نريده أن يحترم الجماهير التي أوصلته الى رئاسة الوزراء .
ولا أدري هل ناقش السياسيون الذي التقوا برئيس الاستخبارات العسكرية السعودية وب(عبدالعزيز مقرن ) أن يكف عن ارسال
الارهابين الى العراق وإن مشروع جعل العراق أفغانسان اخرى قد فشل .
وتفريغ المملكة من الارهابين سيعود عليها آجلا أم عاجلا .
لسنا بحاجة للمملكة والى الرُشى التي توزع لهذا السياسي وذاك والشعب السعودي أولى بهذه الاموال .وان كانت المملكة ترغب
بعلاقة جيدة مع العراقيين فعليها الكف عن سياسة العداء وان اموالها سرعان ما ستتحول الى نيران تُحرق أصحابها قبل الاخرين
عبدالأمير علي الهماشي