ماذا يعني استشهاد الشيخ المجاهد احمد ياسين / اية الله الشيخ محمد اليعقوبي
ماذا يعني استشهاد الشيخ المجاهد احمد ياسين(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات : 171-173)
هذه السنة الالهية حقيقة ثابته لكن الطواغيت والمستكبرين يغفلون عنها لان حب الدنيا والاخلاد إلى الأرض اعمى بصائرهم ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(لأعراف: من الآية179) فيقعون في نفس الخطأ ولم يستفيدوا من الدروس الكثيرة التي حفل بها التاريخ ويظنون انهم حين يرتكبون جرائمهم يثنون المؤمنين المجاهدين عن المضي في طريق ذات الشوكة ولا يعلمون ان هؤلاء الصفوة ابناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقول بكل عزيمة وصدق (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته أو اهلك دونه) وان كرامة المؤمن من الله الشهادة و(ان الجهاد باب من ابواب الجنة فتحه الله لخاصة اولياؤه) وان هذه الدماء الزكية حينما تسقط إلى الأرض فانها تثمر ابطالاً ومجاهدين وانها اعظم السبل لتربية الأمة على التضحية والفداء وانهم حين قتلوا المرحوم الشهيد الشيخ أحمد ياسين فجر هذا اليوم فانما جعلوا منه مدرسة خالدة ترفد الأمة بمشاريع الاستشهاد كما كان حال حياته (طيب الله ثراه).
وقد اختاره الله تبارك وتعالى لدار كرامته وحباه بالشهادة تكريماً له وتتويجاً لجهاده وليركس الكافرين أكثر ويتحقق عليهم عذاب الله تبارك وتعالى وهذا هو الصراع الازلي بين الحق والباطل وهذه هي مستحقاته ومقتضياته فلكل شيء ثمن يعظم بعظمته واي شيء أثمن من ديمومة شجرة الاسلام المباركة الطيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها.
ومن بركات هذه الدماء الشريفة انها تفضح اعداء الله تعالى الذين يتشدقون بحقوق الانسان والمبادئ الانسانية العليا وهم يقتلون شيخاً كبيراً مقعداً مبتلى بالامراض العديدة وقد خرج لتوه من المسجد بعد ان ادى صلاة الفجر ويتبجحون بهذه الجريمة النكراء ويتبادلون التهاني على هذا الانجاز ومن بركات هذه الدماء انها توحد الأمة وتشعرها بلذة وقوف الأمة صفاً واحداً وقوتها وعزتها ومن بركات هذه الدماء انها تزيد من وعي الامة وبصيرتها وتريها ان عدوها لا يفرق بين سني وشيعي ولا بين العراق وفلسطين فقتلت بالأمس الشهداء السعداء السيد الصدر الأول والثاني والسيد محمد باقر الحكيم واليوم تقتل المرحوم الشيخ أحمد ياسين فالحرب ليست ضد حركة حماس أو فلسطين أو العراق أو أي بلد آخر بل المعركة ضد الاسلام الواعي المتحرك الذي يريد الحرية الحقيقية من استعباد الطواغيت وسلطان النفس الامارة بالسوء.
فسلام الله عليك ايها الشيخ الشهيد يوم ولدت ويوم ربيت الأبطال في مدرستك ويوم قضيت سنين في السجون والتعذيب ويوم صمدت وابيت الاستسلام ويوم استشهدت صابراً محتسباً مظلوماً وارفع التعازي بل التهاني لذوي الفقيد الشهيد ولابطال حركة حماس ولكل السائرين على طريق الحق والخلود (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)(محمد: من الآية35).
محمد اليعقوبي
النجف الأشرف 30 محرم 1425
22/3/2004
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) بيان صدر في استشهاد الشيخ المجاهد احمد ياسين في غزة فجر 30 محرم 1425 الموافق 22/3/2004.
[foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
الامام علي (ع)
السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]