باب الحوائج في بي بي سي !
(صوت العراق) - 09-07-2010
ارسل هذا الموضوع لصديق
بقلم: علاء الزيدي
يوم أمس ، الجمعة ، كان شديد الحرارة - نسبيا - في لندن ( 31 درجة مئوية ) . لكن خبر الحريق الذي طاول مخازن البضائع في مطار هيثرو كان أشد .
على طول الطريق الذي سلكته ماشياً ( رياضة شخصية مستمرة للخلاص من شرور الضغط والسكر ) بين « إيلنغ برودواي » و ساحة « هنغر لين » حيث يقع بيتنا كانت صفارات سيارات إطفاء الحريق و عجلات الشرطة لاتكاد تنقطع على طريق المطار الرئيسي هذا ، فضلا عن الاختناق الشديد الذي عاناه الشارع المزدحم أصلا كل مساء ، وخاصة مساءات الجمعة التي تشهد مايشبه النزوح الجماعي لموظفي لندن إلى مساقط رؤوسهم ، عشية عطلة نهاية الأسبوع ، مرورا بالساحة الرئيسية التي تمسك بأعناق الطرق السريعة نحو المدن الاخرى .
الراديو الصغير الذي يستقر في جيبي - عادة - ماداً نسغه الصاعد إلى أذني ّ لم يتوقف هو الآخر عن الحديث عن حريق مستودعات المطار ، الذي تعالى دخانه مئات الأمتار في قلب السماء ، محذرا - الراديو - من انفجارات مدوية محتملة بعلة وجود قناني غاز كبيرة في المستودع المحترق .
كل هذا الرعب ، لم يستغرق في نشرة تلفزيون البي بي سي الرئيسية ( نشرة العاشرة مساءاً) أكثر من دقيقة واحدة ، في نشرة لندن ( لا نشرة عموم البلاد ) وفي آخر خانة ، قبل خانة الشواذي تماماً !
قبل أيام أيضا ً ، اندلعت في بلفاست بأيرلندا الشمالية أحداث طائفية دموية لم يذهب ضحيتها أحد لحسن الحظ ، لكن مئات الكاثوليك والبروتستانت أكلوا بعضهم بعضا بالقذائف والسكاكين والحجارة على رؤوس رجال الشرطة المساكين ، وكالعادة ، لم يجد الباحث عن جلية الامر بدا من متابعة الصحف اليومية ، أما البي بي سي ، فصمت اهل القبور !
لكن هذه البي بي سي المحايدة جدا ، التي ستمد يدها إلى جيبي المنهك الشهر القادم لاستلال او استراق 150 جنيها ( كضريبة تلفزيون سخيفة ) وجدت لديها الكثير من الوقت لتشويه سمعة الشيعة في العراق ، عبر الحديث عن طلبهم المراد والحاجات من الإمام موسى الكاظم خلال مسيراتهم المليونية بمناسبة ذكرى استشهاده ، ولم تنس التاكيد على انهم يسمون الإمام « باب الحوائج » لكن من دون أية إشارة محايدة إلى أن شيعة العراق وغير العراق إنما يتوسلون بالإمام الكاظم إلى الله ، وإنه باب حوائجهم إلى الله ، بل إن صياغة بي بي سي لخبر مسيرات الإمام الكاظم كانت تبدو مفبركة بقلم واحد من عتاة السلفيين أو الوهابيين ليس أقل .. وهنا تتقافز أمامنا أسئلة وحقائق تقافز شياطين البي بي سي :
هل يدرك القائمون على التقنين الإعلامي والسلطة المفترضة للبث والإرسال وتنظيم شؤون الإعلام والإخبار في العراق أن التدفق الحر للمعلومات ليس أكثر من كذبة أميركية او غربية عموما ، وأن ما كل مايعرف يقال ، و أنه لاينبغي السماح للمراسل الاجنبي ( حتى لو كان محليا ) أن يصور مايشاء ويكتب مايشاء ويتوفر على مايشاء من تفاصيل ودقائق للقصص الخبرية الداخلية ؟
وأسأل للمرة الألف : إذا كان العراق بلا حكومة ( كما يبدو ) فهل تعجز القوى الدينية والسياسية والاجتماعية المسيطرة حقيقةً على الأرض عن إيقاف بي بي سي وغيرها عند حدها ، ومنعها من تشوية سمعة القطاع الاوسع من العراقيين بمختلف الوسائل ، عبر طرد مراسليها كما جرى مع قناة الجزيرة القطرية حتى تأدبت تقريبا ، فضلا عن عدم تقديم هذا الفضاء المجاني للبي بي سي في معظم المحافظات العراقية ؟
أستغرب أن لا تحصل إذاعة مونت كارلو الدولية الرائعة إلا على فضاءات أربعة مدن عراقية فقط ( بغداد ، البصرة ، أربيل والموصل ) فقط ، رغم حيادها الواضح وحرفيتها العالية ، بينما تسرح البي بي سي المغرضة وتمرح في فضاء العراق من أقصاه إلى أقصاه !
ياجماعة .. لم لاتجربوا الفرانكوفونية ؟ ففرنسا على الأقل لم تستعمركم ولم تغزكم وإعلامها محايد بالنسبة لكم .
إذن ؛ عراق فرانكوفوني .. لم لا ؟!!
ولينتشر تعليم اللغة الفرنسية في العراق منذ الآن !
http://alaa-al-zeidi.blogspot.com