العراقي فريد لفتة : ارغب بإيصال "رسالة سلام" للعالم بقفزة من أعلى جبل في كردستان
27/08/2010 16:23
حاوره: ليث اليوسف
اربيل27آب/أغسطس(آكانيوز)- أبدى فريد لفتة المرشح أن يكون أول رائد فضاء عراقي بصفة باحث، استعداده التام للقفز مظليا من أعلى قمة في جبال إقليم كردستان العراق في خطوة قال إنها تهدف لإيصال رسالة "سلام" إلى العالم، مجددا دعوته لحكومة الإقليم إلى الموافقة على ذلك.
وقال الشاب الثلاثيني في مقابلة أجرتها معه وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إنه مهيأ لأية مهمة تناط إليه من قبل حكومة إقليم كردستان وفق تخصصه، لاسيما ما يتعلق بتدريب الشباب على القفز المظلي من أعالي الجبال، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه يفتخر بان يحمل اسم العراق وإقليمه في جميع المحافل الدولية.
وفي جانب من مقابلته، يشدد فريد لفتة الحاصل على شهادة البكالوريوس بعلم الكيمياء، على أن القرار السياسي من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد، كفيل بان يصل إلى الفضاء وبخاصة القمر، مشيرا إلى أن الحكومة هي التي ينبغي أن تعمل على إيفاده إلى وكالات الفضاء العالمية.
سألته بداية عن آخر مغامراته وبطولاته المظلية، أجابني فريد بالقول "سأشارك في بطولة العالم للقفز بالمظلات في مونتينيغرو (الجبل الأسود) يوم غد السبت، وسأمثل العراق في تلك البطولة" والتي سيشارك فيها رواد عديدون ومن دول عدة.
لفتة الذي من المؤمل أن يحصل على لقب في هذه البطولة، ليضيفه إلى قائمة ألقابه التي حصل عليها بجدارة، يقيم حاليا في الإمارات العربية المتحدة وتحديدا في دبي، حيث غادر العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق في العام 2003، ليترك خلفه ذكريات طفولة بغداد التي لم تكن تخلو من المغامرات والتي كان يعشقها رائد الفضاء المرتقب.
سألت فريد أيضا عن تقييمه لزملائه المظليين من باقي الدول ومقارنة نفسه بهم، إلا انه استطاع التهرب من هذا السؤال دبلوماسيا، وقال ضاحكا "بصراحة البطولات تختلف عن الانجازات، فالبطولات لها مقاييسها ومتطلباتها، أما الانجازات فليس لها ذلك (...) المغامرة غير البطولة".
قلت له: بما أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لقبك بـ"صقر العراق"، وسبقته صحيفة الغارديان البريطانية بلقب "رجل العراق الخارق"، ولاحقا حصلت على ألقاب عدة من داخل البلاد وخارجها، فأي الألقاب اقرب إليك؟.
أجاب مبتسما "كل الألقاب عزيزة عليّ".
وعن طموحاته وفيما إذا كان مستعدا للوصول إلى الفضاء الخارجي لاسيما القمر، قال لفتة "أنا مهيأ من الناحية البدنية والنفسية لذلك. لكن القرار سياسي ويبقى بيد الحكومة العراقية، فهي التي ينبغي أن تتبنى ايفادي إلى وكالات الفضاء العالمية التي ترتبط بحكومات بلادها بشكل وثيق. لذلك كل ما مطلوب هو قرار سياسي" للوصول إلى الفضاء وقد يكون القمر.
"ولطالما أن تلك الوكالات مرتبطة بالحكومة فيجب أن تكون المخاطبات بين الحكومات، وليس بين الجمعيات الفلكية والتي هي غالبا ما تكون منظمات مدنية أو غير مرتبطة بالسلطات الحكومية، وليس لديها إمكانية التفاوض مع أية وكالة فضاء عالمية. كل ما تستطيع فعله هو رسالة توصية فقط".
وفي رده على سؤال فيما إذا كان يفكر فريد لفتة بتأسيس مدرسة للقفز المظلي، أجابني وبدت على ملامحه ثقة عالية بالنفس قائلا "أنا مستعد لأعمل كل شيء ضمن تخصصي. في أي وقت ترغب الحكومة العراقية بتكليفي للقيام بمشاريع فانا مهيأ لذلك، وكل ما أريده هو تسهيل المهمة وإعطائي الضوء الأخضر. هذا الأمر ينطبق أيضا على حكومة إقليم كردستان".
لكن لفتة لم يحصل حتى هذه اللحظة على رد من حكومة إقليم كردستان بخصوص عرضه ليقفز من أعلى قمة في جبال الإقليم رغم مطالبته لها سابقا، ولكنه جدد ذلك في هذه المقابلة املا في الحصول على دعوة من الحكومة رسميا للقيام بهذه المهمة التي يريد من خلالها إيصال رسالة "سلام" عن طريق ربط سقف العالم "ايفرست" بالسقف الثاني "جبل حصاروست"، الذي يقع في كردستان وهو أعلى جبل في العراق.
فضولي من خلال الحديث الشيق مع لفتة دفعني لمعرفة مكتشف موهبته، اخبرني انه رائد فضاء ألماني الجنسية وبطل العالم للقفز المظلي سبع مرات، يدعى ستيفان ليب، والذي قال عنه الشاب العراقي انه أوصله للمنظمات العالمية، وهو الذي كتب رسالة التوصية لكي يقفز من قمة ايفرست في تموز/ يوليو الماضي.
وردا على هذه الإجابة اردفته بسؤال آخر.. هل مثل فريد العراق والعرب بالفعل في المحافل الدولية؟.
قال لفتة: بصراحة أنا لا أريد أن أتخندق لجهة معينة فانا "أممي"، لكن أحاول كعراقي وآسيوي أن أغير الصورة التي لدى الدول الأخرى من أن دولنا ترعى العنف والقتل أريد أن اثبت العكس، فمن ضمن أهدافي أن أوصل رسالة سلام إلى الخارج، وأحث الشباب على المثابرة والطموح بالاتجاه الإنساني. أنا مُلك للجميع.
الشاب الواعد الذي تجنب كثيرا الخوض في المواضيع السياسية، خاصة تلك التي تتعلق بأزمة تشكيل الحكومة العراقية، إلا انه كأي مواطن عراقي، كما يقول، يطالب القادة السياسيين في بلاده باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية في حل الخلافات، مشددا على ضرورة أن تكون مصلحة العراق فوق المصالح الشخصية، فالنزاعات والحروب لايوجد فيها أي طرف رابح.
واختتم حديثه باللهجة العراقية ساخرا "اشو أحنة عشنا والحمد لله آلاف الحروب والصراعات من عهد حمورابي ولحد هسة، وما شفنة طرف كدر ينفي طرف ثاني"، مبينا أن الصورة الحقيقية للعراق لاتكتمل إطلاقا إلا بكل الألوان في إشارة إلى القوميات والاثنيات المتعددة في البلاد.
ولد فريد لفتة في بغداد العام 1978، تربى ودرس في العاصمة وحصل على شهادة بكالوريوس- علم الكيمياء من جامعة بغداد، قبل أن يغادر البلاد بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية في العام 2003 لإسقاط النظام آنذاك.
دخل لفتة موسوعة غينيس، بعدما أدهش لفتة العالم في أواخر تموز/ يوليو الماضي، بقفزه من فوق قمة "إيفرست" أعلى قمة في العالم (نحو 3000 قدم) وهي نقطة الصفر التي تتوقف فيها حركة الكرة الأرضية، كما يعد أول طيار مدني عربي عراقي يحلق في طائرة مقاتلة من نوع "ميغ-29" إلى حدود الفضاء (90000 قدم)، ومؤهل ليكون أول رائد فضاء عراقي بصفة باحث، إلا إن العديد من زملائه لقبوه مبكرا بـ"رائد الفضاء العراقي".
واعُتبر الشاب فريد لفتة، الأول عربيا بعد تحليقه مع أبطال العالم للاستعراضات العسكرية الجوية في طائرة مقاتلة من نوع "أل-39"، فضلا عن انه أول غواص حر عراقي بعد غوصه (80 مترا) تحت سطح البحر بدون تنفس لمدة أربع دقائق ونصف.
http://www.aknews.com/ar/aknews/9/177647/