البنتاغون يدرس امكانية ارسال تعزيزات الى العراق:
استمرار مواجهات "عملية الحل الحذر" في الفلوجة
والصدر انتقل من الكوفة الى النجف
الثلاثاء 06 أبريل 2004 06:15


بغداد: قال مصدر ديني شيعي إن رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي رفض نداء من الحوزة الشيعية لنبذ العنف انتقل من الكوفة إلى ضريح الامام علي في مدينة النجف أقدس الاماكن الشيعية في العراق وإن مسلحين من أتباعه أغلقوا الشوارع المؤدية إلى الضريح.

وعلى صعيد اخر واصلت قوات التحالف الاميركية قصف مدينة الفلوجة بقذائف الدبابات والصواريخ، في إطار ما أطلقت عليه "عملية الحل الحذر" للقضاء على المقاومة فيها.كما قصفت بالطائرات بعض منازل المواطنين, ما ادى الى تبادل عنيف لإطلاق النار. وكانت قوات الاحتلال قد فرضت حظر تجول ليلي على المدينة في الفترة بين السابعة مساء والسادسة صباحا.

وعمت عمليات المقاومة معظم أرجاء محافظة الأنبار التي تحتضن الفلوجة, إذ تعرض رتل عسكري أميركي لهجوم في مدينة الصقلاوية وتبعته مواجهات استمرت أكثر من نصف ساعة بين المقاومين وقوات الاحتلال. وتعرض مركزا للقوات الأميركية تعرض لهجوم بقذائف الهاون في مدينة هيت.

وقال الملازم الأميركي جيمس فانزانت إن عملية الحل الحذر تهدف إلى إلقاء القبض على المتسببين في مقتل أربعة أميركيين الأسبوع الماضي. ودعا جنود الاحتلال من آليات مجهزة بمكبرات الصوت السكان إلى ملازمة منازلهم أثناء حظر التجول.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن اقتحام الفلوجة وقصف حي الجولان بالمدينة أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص

وفي وقت سابق قال أحد مساعدي محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات إن الصدر رفض نداء من الحوزة الشيعية لنبذ العنف.وأضاف مساعد بحر العلوم أن اية الله علي السيستاني الذي يعد أقوى رجال الدين الشيعة في العراق وغريما للصدر أيد نداء الحوزة العراقية.

وسبق أن أدلى السيستاني بتصريحات تطلب من العراقيين احترام مؤسسات الدولة والنظام
العام. ولم يتحدث بصورة مباشرة عن العنف الذي ضلع فيه أنصار الصدر لكن من المتوقع أن يدلي ببيان في الأيام القليلة القادمة.وأضاف المساعد أن الحوزة مجمعة على هذا وطلبت من الصدر الكف عن اللجوء إلى العنف واحتلال المباني العامة وغير ذلك من الأفعال التي تجعله خارجا على القانون.

ومضى قائلا إن الصدر يصر على مواصلة هذا النهج الذي يمكن ان يدمر البلاد على حد قوله.وقال المساعد إن الصدر رفض مقابلة وفد من رجال الدين وزعماء القبائل في المسجد الرئيسي في الكوفة بالقرب من النجف حيث اعتصم مع مجموعة من أتباعه المسلحين.

وأضاف أن الوفد قابل مساعدي الصدر الذين لم يبدوا استعدادا للجوء للحكمة والصبر على
حد قوله.وقالت سلطات الاحتلال الامريكية في العراق يوم الاثنين إنه صدر أمر لاعتقال الصدر فيما يتصل بقتل رجل دين شيعي بارز قبل عام. ونفى الصدر الضلوع في الجريمة.

وأدى مقتل سيد عبد المجيد الخوئي ابن اية الله العظمى ابو القاسم الخوئي إلى انهيار السلام الذي ساد بين زعماء الشيعة في العراق على مدى عقود بعد الاتفاق على نبذ العنف كوسيلة لتسوية النزاعات.وأنتقد حامد البياتي المتحدث باسم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو جماعة سياسية شيعية اعلان أمر اعتقال الصدر.

وقال لشبكة تلفزيون (سي.ان.ان) الامريكية "الحادث وقع قبل عام ولا أعتقد أن أي عراقي سيصدق أن أمر الاعتقال هذا يأتي في الوقت المناسب... إنه توقيت سيء للغاية حتى لو كان الأساس صحيحا. لا أعرف لماذا قرروا التحرك الآن."ووصف بول بريمر الحاكم الامريكي الفعلي للعراق الصدر بأنه خارج على القانون يوم الاثنين بعد يوم من مقتل 48 عراقيا وثمانية جنود امريكيين وجندي سلفادوري في معارك بين الميليشيا التابعة للصدر وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بغداد وبالقرب من النجف.

وزارة الدفاع الاميركية تدرس امكانية ارسال تعزيزات الى العراق

اعترفت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ليل الاثنين الثلاثاء انها تدرس امكانية ارسال تعزيزات الى العراق بعد المواجهات العنيفة التي جرت خلال تظاهرات لميليشيا شيعية.

وقال مسؤول كبير في القيادة الاميركية الوسطى طلب عدم كشف هويته "نعترف باحتمال حدوث مزيد من التظاهرات واعمال العنف (...) لذلك طلبنا من مسؤولينا النظر في القوات المتوافرة واحتمال نشرها بسرعة".

لكنه اضاف "لا نعتقد اننا سنحتاج الى قوات اضافية ولدينا عدد كاف من الجنود للقياد بهذه المهمة"، موضحا ان احتمال نشر تعزيزات "مطروح لاسباب تتعلق بالتخطيط". وقالت مصادر في القيادة الاميركية الوسطى ان 134 الف عسكري اميركي ينتشرون في العراق حاليا من اصل اكثر من 155 الفا في قوات التحالف. واكد المسؤول نفسه الذي كان يتحدث في مقر القيادة الوسطى في تامبا (فلوريدا) ان المواجهات التي جرت في نهاية الاسبوع بين القوات الاميركية وميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر واسفرت عن سقوط عشرات القتلى "تشكل في نظرنا بداية حرب اهلية".

وقال المسؤول في القيادة الوسطى الذي طلب عدم كشف هويته "نراجع باستمرار احتياجاتنا والجنرال ابي زيد مجبر في هذا الاطار على دراسة اسوأ السيناريوهات". وسيشكل قرار ارسال قوات اضافية الى العراق في حال اتخاذه، نكسة كبيرة لادارة الرئيس جورج بوش الذي يؤكد منذ انتهاء اعلان انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق في الاول من ايار/مايو الماضي، ان عدد العسكريين الاميركيين كاف لضمان استقرار العراق.

ماهو تعليقك؟