بيان عن المواجهات الشعبية الأخيرة مع قوات الاحتلال / الشيخ محمد اليعقوبي
بيان رقم (3)
عن المواجهات الشعبية الأخيرة مع قوات الاحتلال
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اثار استغرابي بشدة كلام مسؤول الإدارة المدنية الأميريكية في العراق بول بريمر والذي اعتبر فيه الجماهير الغاضبة التي خرجت لتعبر عن حقوقها بطرق سلمية إنها خارجة عن القانون ولم تسعفه حنكة السياسيين لإحتواء الموقف وترضية الثائرين ولا أدري أي قانون خرج عنه هؤلاء الناس ومن الذي وضعه ولمن سُنّ هذا القانون إذا كانت هذه النسبة الكبيرة من ابناء البلد خارجين عنه ؟ .
إن الكرة الآن في ملعب مجلس الحكم الذي عليه أن ينتخب عدداً من أعضاءه المقبولين لدى الشعب ليكونوا غرفة قرار وطوارئ تتابع هذه القضية فتطلب من قوات الاحتلال وقف اعتداءاته واقتحامها للمدن خصوصاً لمكاتب السيد الشهيد الصدر (قده) التي لها معنى كبير في قلوب محبيه الذين عاشوا حبه لهم وتضحيته من اجل هدايتهم وإنقاذهم من عبادة الطاغوت ، وتعد من الكبائر جريمة قصف مكتب الشعلة واستشهاد عدد من الأبرياء وجرح آخرين ومتابعة هذه القضية أهم من قضاء الوقت بالمناقشات مع الأخضر الإبراهيمي والساحة مشتعلة بهذا الشكل .
وبعدئذ تبدأ غرفة القرار هذه بالنظر في مطالب الشعب وقضاياه الضرورية في حياته التي تجاهلها أعضاء مجلس الحكم وراح يناقش أخرى لا يحس الشعب بأهميتها بل أن بعضها ضد مصلحته حتماً ، ومن تلك المطالب :
1ـ تعديل قانون ادارة العراق للمرحلة الإنتقالية وفق التحفظات التي اعلنتها المرجعية الدينية والسياسية وعلى رأسها عدم جواز تحكم هذا القانون الانتقالي بالدستور الدائم الذي تصدره جمعية منتخبة من قبل الشعب .
2 ـ عدم تجاهل أي شريحة من نسيج الشعب العراقي وإهمال دورها في العملية السياسية ورسم الملامح الجديدة لعراق المستقبل .
3ـ الإعداد الفوري لإجراء انتخابات حرة مباشرة لجميع ابناء الشعب حتى يختار الجمعية الوطنية وما ينبثق عنها من مؤسسات دستورية وإنهاء الإحتلال مباشرة .
4ـ العمل الجاد من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للشعب وإيجاد فرص العمل للخريجين والعاطلين فإن المواطن لا يرى تغيراً نحو الأفضل رغم مرور سنة .
5ـ اطلاق السجناء الذين اعتقلوا من غير ذنب سوى اتهامات زائفة خصوصاً النساء فإن لهن في ديننا وأعرافنا كرامة ومنعة واحتراماً .
6ـ ان لا يتخذ مجلس الحكم الانتقالي أي قرارات ستراتيجية تتعلق بمصير العراق فإنها من شؤون برلمان منتخب .
7ـ احترام الحريات العامة والرموز الدينية ومقدسات الشعب العراقي .
إن القمع بقوة الحديد والنار ليس حلاً بل أنه يؤدي الى عنف اشد وهذه حقيقة لا ينكرها أحد ونؤكد هنا ما قلناه في بياننا السابق إن هذا الإنفجار الشعبي الهائل ليس وليد اغلاق صحيفة او اعتقال شخص وإن كانا هما الشرارة التي اشعلت فتيل التحرك وإنما هو تعبير عن شعور عميق بالحيف والظلم والإهمال والإحتقار وما دامت الاسباب هذه قائمة فإنه سوف لا يكون هناك استقرار وإنما الحل في اعادة النظر والتأمل بعمق في العملية السياسية ، وإذا قام مجلس الحكم بهذه الخطوة فإنه يوفر الأرضية للخيرين لكي يعملوا على إعادة الأمن وبسط النظام وهو أمل الجميع .
إن الولايات المتحدة أمام تحدٍ كبير في العراق اليوم فهي رمز حضارة الغرب وهذه الحضارة كلها أمانة في أعناقهم فأما أن يثبتوا للبشرية مصداقيتهم في حملها وإعطاء صورة مقنعة عنها للشعوب وأما أن تتهاوى هذه الحضارة وسوف لا تقوم لها قائمة ((بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)).
محمد اليعقوبي
الاثنين
14 صفر 1425
[foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
الامام علي (ع)
السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]