دخل صيهود ذات دورة تدريبية في أفضل معاهد تدريس لف العمامة وبعد أنهى الدورة بنجاح , لبس جبة واشترى مداسا أصفرا (حسب الرواية) , وضع عمامته على يافوخه ونزل الى سرداب في بيته وبعد سنين من الدرس والتدريس والبحث والتمحيص وتوالي موت زملائه واساتذته وصل الدور اليه حسب الاصول المتفق في العقد الحوزوي وتجمهرت الناس حول سرداب صيهود .
عين ابنه بمرسوم صيهودي مديرا عاما لادارة السرداب وما يصل اليه من أموال الامام الحجة واصدار البيانات وختمها بالمهر الشريف . أصدر مرسوما مرجعيا بتعيين صهريه وكيلين عامين مطلقين واعطى لهم مهمة تعيين الوكلاء بالمفرد و(الكوترة) . وبينا هو كذلك والأمور على ما يرام , وكل شيء في السرداب وخارجه تمام , وظل صيهود وارف على الأنام , غزت أمريكا الكافرة بلاد الاسلام , ومسقط رأس من هو للعصر إمام بعد أن أطاحت بالطاغية صدام .
ومرت الليالي و الأيام , لا أمن ولا أمان وحدث مالم يكن بالحسبان , ومنعت أمريكا الكلام فأغلقت صحيفة المعدان . تظاهر المساكين , هاتفين لاطمين , صارخين نائحين , معدان سمر كالحين كادحين . ردت عليهم قوى التحرير بما يستحقون فأكلوها مدبسة . تطورت الاوضاع , بعد أن قرر المعدان رد الصاع بالصاع واظهر يالمهدي واصفيها .
وصلت الانباء الى مسامع المرجع صيهود ورأى واجبه الشرعي أن يهدأ الاوضاع فليصرح أو يفتي أو يوجه نداءات صيهودية الى أمة المعدان الخالدة . أفتى للمتظاهرين أن لا تردوا على الأمريكان حتى لو ضربوكم (التوقيع مهر صيهود الخنياب الشريف) .
أخذت صيهود اغفاءة وهو وسط نسيم سردابه المتخم بالرطوبة فنام كعادته 22 ساعة باليوم جرى فيها حوارا بينه وبين رجل جاءه على هيئة سيد يلبس كوفية خضراء ذي وجه كأنه فلقة قمر ملامحمه كملامح الخضر (أكيد ليس عضوا في حزب الخضر) وسأله يا صيهود كيف أفتيت بهذه الفتوى وعلام اعتمدت ؟
المرجع صيهود : بما يناسب الواقع مولانا
الأخضر (وليس الابراهيمي طبعا) : ماهو دليلك مرجع صيهود فنحن أبناء الدليل أينما مال نميل
المرجع صيهود : دليلي ألواوه
الاخضر بعد ان رآى حرارة صيهود مرتفعة قليلا حاول أن يدخل هو في الادلة عسى يتذكر صيهود الدليل فقال : يا مرجع صيهود : الله تعالى يقول في سورة النساء آية 141 (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) فما أنت قائل في هذا النص القرآني الذي تخالفه فتواك ؟
المرجع صيهود : إن شاء الله لن يجعل واذا تقصد بالكافرين جنود الاحتلال فهنا شبهة مولانا لأن البعض ينظر اليهم جنود تحرير فتركت هذا النص
الأخضر : طيب هلا قرأت الآية 104 من سورة البقرة (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) فكيف وفتواك تخالف هذا النص القرآني مولانا الأجل
المرجع صيهود : هذه الآية تحدد القصاص ورد الاعتداء اذا كان في الشهر الحرام ونحن في شهر صفر وهو ليس من الاشهر الحرم .
الأخضر (عاضا على أسنانه) : طيب كيف بالحديث (حرمة المؤمن عند الله أكبر من حرمة الكعبة) وأمريكا انتهكت حرمة المؤمنين بالقتل وهل أكثر من هذا الانتهاك ؟
المرجع صيهود : هذوله معدان مولانا وينهم وين الإيمان , شلون تريدني أقارن حرمة معيدي بحرمة الكعبة , شوفلك غير دليل .
الأخضر يائسا : طيب أنا قلت أدلتي التي تثبت خطأ فتواك فكيف تدافع أنت وتعطي دليلك عليها ؟
المرجع صيهود : مولانا استندنا الى النص القرآني الوارد في آسة 28 من سورة المائدة (واحنا أدلتنا أكثر من المائدة) قوله تعالى (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) أفهمت يا أخزر ؟
الاخضر : مولانا هذه الآية بين قتال الاخوة المؤمنين كما هو مورد نزولها في قصة هابيل وقابيل إبني آدم عليه السلام ولا تصح في موردنا بين المحتل الامريكي وبين المؤمن الشيعي
صيهود فقيه عصره : كله واحد مولانا وهذه فتوانا والله العالم
الأخضر : اذا كله واحد مولانا فهذه فسوى وليس فتوى يا آية الله العظمى صيهود الخنياب
نهض مرجعكم صيهود الخنياب من نومة عميقة كان فيها حوارا فقهيا مفعما بالأدلة حتى انتهت النومة الى ما انتهت اليه وتحولت الفتوى الى فـ.....وى والله العالم .فقال : هذه اضغاث أحلام !