[align=justify]
تمر علينا هذه الايام الذكرى الثامنة والعشرون لأول جريمة جماعية وحشية يرتكبها النظام البعثي المقبور ، ألا وهي جريمة التهجير التي قام بها الطاغية المقبور ضد ابناء شريحة عراقية اصيلة ألا وهم (الكرد الفيليون) ..
ففي مطلع نيسان من عام 1980 وبعد ساعات قليلة من قيام الشهيد البطل (الكُردي الفيلي) سمير نور غلام بعملية المستنصرية البطولية التي حاول فيها قتل المجرم طارق عزيز ، قام الطاغية المقبور باطلاق كلابه السائبة من رجال الامن والمخابرات والفرق الحزبية ضد العوائل الفيلية المنتشرة من بغداد الى البصرة وبدأ عمليات تهجير وحشية ضد مئات الالاف بعد مصادرة اوراقهم الثبوتية ، واموالهم المنقولة وغير المنقولة وتم رميهم خارج الحدود ، بل لم يراعي المجرم وحدة العائلة الواحدة اذ اصدر قرار فريد من نوعه ، يدفع بموجبه للزوج (العربي) مبلغ 4000 دينار اذا قام بطلاق زوجته (الفيلية) !
وليت الامر وقف عند هذا الحد ، إذ قام الجلاد بحجز الالاف من ابناء هذه العوائل بدون ذنب الا المولاة لأهل بيت العصمة والطهارة (وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد) ..
قضى هؤلاء الشباب الاشهر الاولى في سجن (ابو غريب) وهناك قاموا بأروع اضراب وعصيان ضد الطاغية ، وقد اشرف (مقطوع الرأس) برزان على اخماد انتفاضتهم بعد ان اعدم منهم ما يقارب الالف معتقل من خيرة ابنائهم .. تم نقلهم بعدها الى سجن قلعة السلمان (في الصحراء الممتدة من السماوة الى السعودية) وهناك قضوا الى عام 1986 .. لم يخرج من هؤلاء الا قلة قليلة لا يزيدون عن (الخمسين معتقلا) وذلك عا 1986ـ 1987 ، فيما قضى البقية شهداء تحت تجارب علي كيمياوي ، والارسال الى جبهات القتال للسير على الالغام ..
هؤلاء (الشهداء المنسيون) لم يعثر لهم على اسم ولا رسم بعد سقوط النظام .. رحلوا ولم يصل الينا الا القليل من اخبارهم وصور قليلة تم التقاطها لهم في فترة زمنية محدودة ..
المصيبة الكبرى .. بأن قضية هؤلاء واسرهم المهجرة لم تحل لحد الان بالرغم من مرور خمسة سنوات على زوال الصنم .. فلا زالوا يعاملون كـ (البدون) في العراق الجديد .. اغلب املاكهم المصادرة لا زالت بيد البعثيين .. ما يسمى بهيئة منازعات الملكية (وانظروا الى الاسم .. منازعات) وكأن القضية قضية نزاع بين عشيرتين !! انها حقوق يجب ان تعاد لأصحابها .. وكرامة يجب ان تعطى لأهلها .. وقوانين بائسة اصدرها النظام المباد ضد هذه الشريحة يجب أن تباد معه ..
يكفي الكرد الفيليون فخرا انهم كانوا و لا زالوا يفخرون باخلاصهم ووفاءهم تجاه شعبهم وتربة وطنهم حتى صار اخلاصهم مضربا للامثال ، أنهم اعطوا انفسهم وأرواحهم وبكل رضا وسعادة للعراق وتجدهم وهم منتشرون في كل دول العالم سواء كانوا سعداء ام تعساء فان قلوبهم تخفق للعراق وارواحهم ترنو اليه. فسلام على (المنسيون) من شهداء الكُرد (الفيليون) .. و سلام على المضحين الفاقدين لأعزاءهم من الامهات والاباء والابناء والاخوة والاخوات .. وسلام على الخالدين في القلوب ، والخالدين عند الله في جناته الوارفة .[/align]