النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow السيد هاني فحص : الشيعة أمام مأزق لا سابق له إذا غاب الحل العقلاني

    [align=center]السيد هاني فحص[/align]

    [align=center][glint]الشيعة أمام مأزق لا سابق له إذا غاب الحل العقلاني[/glint][/align]




    بيروت ـ من مصطفى ياسين:

    الرأى العام

    اعتبر السيد هاني فحص ان «الاميركيين صعّدوا الوضع في الفلوجة لانهم يريدون إضعاف الجانب العراقي خلال عملية نقل السلطة، وقد حولوها فخاً ومدخلاً لفعل مماثل في الجانب الشيعي», ومع إقراره بأن الاعمال العسكرية أضرت بهم، استبعد ان يكونوا مجبرين على تنازلات كثيرة، لافتاً الى انهم سيستخدمون اي تسوية «لمزيد من تصديع الصف العراقي».

    ورأى في حديث الى «الرأي العام» ان لجوء مقتدى الصدر الى النجف هو «نوع من الاحتماء بالمرجعية وقد يكون توريطاً لها، فإذا اصرّ على رفض التسوية فإنه يضع الشيعة جميعاً في حالة حرج، واذا لم يكن هناك حل معتدل وعقلاني فإن الشيعة امام ورطة كبيرة لا عهد لهم بمثلها».
    واذ اشار الى ان الصدر «لم يؤسس ولم يستقطب بل ورث من والده من دون ان تؤهله علومه الى المرجعية»، وصفه بأنه «شخصية قلقة يميل مناصروها الى الحراك المتوتر في الشارع ولا يصبرون على العملية السياسية».

    وكرّر ان «المقاومة السلمية هي الوسيلة الأمثل لتحقيق المطالب ومقدمة منطقية لكل اشكال المقاومة»، محذراً من القتال داخل المذهب الواحد لأن «لا ضوابط له ومن الصعب حصره», وأوضح ان منع التجزئة «يفترض برنامجاً وحدوياً من دون اوهام يسير من الادنى الى الاعلى وبالعكس», ولاحظ ان «التدويل على الطريقة الاميركية يعني إشراك الامم المتحدة في أمن العراق لا سياسته»، مؤكداً ان «الامبراطور الاميركي الذي تخلص من الدب السوفياتي لن يسمح للغزال الاوروبي بمشاركته».

    وفي ما يأتي وقائع الحوار:
    كيف تقرأ الاحداث الجارية في العراق قبل شهرين من موعد تسليم السلطة الى العراقيين؟
    ـ مدى شهرين وأسابيع من موعد نقل السلطة الى العراقيين كان لا بد من حراك عراقي لتأهيل الطبقة السياسية للإمساك بالمقدار الأوسع الممكن من الامور، وكان لا بد للطرف الاميركي من الحراك في الاتجاه المعاكس اي التقليل من حجم السلطة والسيادة المنقولة, هذا اقتضى تصعيداً مع الفلوجة ومثيلاتها لجرها الى مزيد من التصعيد وتدميرها لجعلها عبرة لأي قوة شيعية تتحرك بناء على الاعتراضات التي سجلتها المرجعية على قانون إدارة الدولة وشرعت قوات الاحتلال في استدراج عروض التصعيد في الساحة الشيعية .

    فأوقفت جريدة مقتدى الصدر واعتقلت احد القريبين منه والمؤتمن على ملفات سرية مالية وأمنية (مصطفى اليعقوبي) وصعدت قوات التحالف ووصلت الى قرارها باستسلام مقتدى الصدر او قتله، فضلاً عن حل جيش المهدي، ومع تصلب مقتدى الصدر وضعت مرجعية السيستاني القوية والوازنة والمعتدلة والميالة الى التسوية وإعطاء الجهد للعملية السياسية في موقع حرج، لان رفض مقتدى الصدر حل جيش المهدي سوف يرد عليه الاميركيون بقتله، اي عمل عسكري ضد النجف، وهذا سوف يستثير موقفاً شعبياً غاضباً يؤدي الى عنف عشوائي غير مسيطر عليه وليس بالضرورة ان يصل الى نتيجة محمودة، وفي هذه الاثناء يصبح السيستاني مضطراً لعدم التناقض مع الموقف الشعبي من دون اقتناع بذلك, هذا يعني في النهاية إضعاف الجانب العراقي في اثناء عملية نقل السلطة ومزيداً من احكام قبضة الطرف الاميركي على الوضع العراقي, الى ذلك يكون الطرف الاميركي قد قام بدوره في تدمير العمود الفقري للتحالف بين السلفيين العرب وفدائيي صدام وأضعف صدقية مجلس الحكم الانتقالي.

    الوراثة لا التأسيس
    كيف تفسر حركة السيد مقتدى الصدر، وكيف تصف شخصية هذا الشاب الذي استطاع ان يستقطب جزءاً واسعاً من الجمهور الشيعي؟
    ـ حركة السيد مقتدى الصدر لم يؤسسها وإنما ورثها عن والده، اذاً فقد تأسست على حالة مرجعية في ظرف استثنائي (بعد تحرير الكويت والانتفاضة الشعبية العام 1991) وحاجة النجف المحاصرة الى مرجعية قادرة على الحركة وحاجة النظام البعثي الى مرجعية ما, وكان السيد محمد الصدر المتكئ على تراث علمي كبير هو الذي بادر وامتد أثره الى المناطق المهمة التي كان ممنوعاً ان يكون لها اي علاقة مع المرجعية مدى ثلاثين عاماً، وهكذا تكونت حالة شعبية واسعة حاول والد مقتدى ان يستخدمها في تصحيح بعض الاوضاع مع السلطة بالضغط السياسي فبادرت اجهزة الدولة الى اغتياله .

    مقتدى إذاً لم يؤسس ولم يستقطب ولكنه ورث من دون ان يكون مستواه العلمي يؤهله الى المرجعية، وجاء سقوط النظام ليحول الاستقطاب الى حالة شعبية ميليشياوية على شيء من التنظيم من دون ان تشكل القوى السياسية الاخرى التي كانت مطاردة ومقموعة حالة موازية لها, وكان يمكن مقتدى الصدر ان يكون اقوى لولا انه مال في البداية الى التفرد والوقوف في وجه الحوزة والمرجعية وكأنه انشقاق، معتمداً على حجم جماهيري معين وعدد من الكوادر من رجال الدين الذين لم يعدوا إعداداً كافياً بحسب الشروط الحوزوية, الى ذلك فإن شخصية مقتدى شخصية قلقة، بمعنى ان معرفته وخبرته اقل بكثير من حجم الجمهور الذي يواليه وهو جمهور فقير يصعب عليه ان يصبر على العملية السياسية المعقدة والبطيئة، ومن هنا ظهر ميله الى الحراك المتوتر واليومي في الشارع، وكان لتجاهل المحتلين سياسياً لمقتدى الصدر وعدم إدخاله في اي صيغة، من دون ان يكون لديه خطاب واضح وبرنامج محدد.

    ما هو مدى ارتباطه بالمرجعية، وألا ترى في لجوئه من الكوفة الى النجف محاولة للاحتماء بالمرجعية؟
    ـ بحث مقتدى الصدر من البداية عن غطاء مرجعي بعيد عن مرجعية السيستاني والحكيم، فاختار السيد كاظم الحائري بناء على توصية تروى عن ابيه في هذه المسألة، والسيد كاظم الحائري كان فقيه حزب الدعوة ثم انشق عنه وانقلب عليه وهو مقيم في قم منذ استشهاد السيد محمد باقر الصدر، واندفع السيد الحائري في البداية ثم اجرى حساباته مع ناصحيه فتردد عندما وجد انه سوف يكون تحت عباءة مقتدى الذي يمسك بالارض، فخفف اندفاعه، وفي الايام الاخيرة وعندما طرح الوفد الحوزوي على مقتدى امر حل جيش المهدي وأصر على ان يكون ذلك بأمر من المرجعية، وجد الوفد ان في ذلك إحراجاً للسيد السيستاني واقترح ان يأتي الموقف الفقهي ـ الفتوى ـ من السيد الحائري فرفض الصدر ذلك وعودة مقتدى الى النجف من الكوفة فيها شيء من احتمال الاحتماء بالمرجعية التي يضايقها جداً ان تهاجم النجف ويقتل الصدر فيها، ولكنه في الاساس احتماء بالنجف، اي وضع جميع الشيعة في حالة حرج اذا اصر مقتدى على رفضه للتسوية وأصر الاميركيون على مطالبهم بمهاجمة النجف وأسره او قتله بعدما قدموا صورة لعدم وقوفهم أمام اي اعتبار في الفلوجة.

    هل تعتبر حركته مجرد همروجة وعمل انفعالي أم انها تشكل حالة يمكن ان تفرض نفسها على الحالة الشيعية؟
    ـ لم يكن هناك وهم من البداية في ان حركة الصدر مسألة إشكالية معقدة وخصوصاً ان احداً لم يستطع قراءة أفكاره الغامضة وسلوكه المتوتر والمتقلب، وهذا الاحتمال اصبح الآن أمراً واقعاً وهو الابرز في علامات المشهد الشيعي والعراقي, واذا لم يكن هناك حل معتدل وعقلاني وواقعي فإن الشيعة أمام ورطة لا عهد لهم بمثلها, ولكن هذا لا يمنع من الاعتقاد ان حالة مقتدى الصدر ليست مرشحة للاستمرار على زخمها، بل اذا استمرت فسوف تضع الشيعة وتضع نفسها امام حائط مسدود, المشكلة في حالة الصدر انها كقطعة من الحديد الحاد جداً تؤذي إذا وقعت على احد وتؤذي اذا وقع احد عليها, وربما كان ذلك ما يريده الاميركيون ليتخلصوا من الموقع التاريخي والرقابي الوازن للنجف ولمرجعيتها في العراق.

    فخّ وذريعة
    برأيك هل تزامن أحداث الفلوجة مع الهجوم على انصار الصدر محاولة من قبل المحتل الاميركي لإنهاء «المقاومة العراقية» قبل تسليم السلطة الى حكومة عراقية, من استدرج من: مقتدى الصدر او الاميركيين؟
    ـ تقديري ان الاندفاع السلفي الجهادي الى العراق والمشاركة في الاعمال العسكرية جعلا الاميركيين يفكرون بتحويل العراق عموماً والفلوجة خصوصاً فخاً يجهزون فيه على القوة الاساسية ويتخذونه ذريعة ومدخلاً لفعل مماثل في الجانب الشيعي فيكونون قد ضربوا عصفورين بحجر واحد.
    اما عن الاستدراج فيمكن ان يكون مشتركاً ولكن غير متكافئ، اي ان الطرف الاقوى هو الذي يستدرج اولاً، ومقتدى الصدر كان دائماً قابلاً لان يستدرج الاميركيين ولكن قابليته على الوقوع في استدراجهم له أكبر وأقوى لان يقع تحت سيطرة الاستنفار الإيديولوجي والتعميم والاستشعار المبالغ فيه لقوته ولإمكان استمرار الحالة الشعبية حوله الى النهاية، غير ان الوقائع عادت فأقنعته الى حد ما بأنه يخاطر.

    فلذلك قرر ان يستدرج النجف والمرجعية والشيعة عموماً الى أطروحاته، إما للتوريط وإما للاحتماء والبحث عن حل وسط.
    ماذا تقول عن اضطرار الاميركيين الى التفاوض على وقف اطلاق النار مع المدن والتيارات؟ وهل يعني ذلك بداية سقوط «القبضة الاميركية» تدريجياً عن العراق؟
    ـ حتى القوي يسعى الى التسوية ويقدم تنازلات من اجلها، لانه قد يحقق بها اكثر أهدافه مع تقليل خسائره، ولكنه دائماً يكون لديه بديل جاهز, وان كان معقداً ومكلفاً, ولا شك في ان الاعمال العسكرية قد آذت الاميركيين ولكني اشك في انهم يجدون انفسهم مجبرين على تنازلات كبيرة, ويصح فيهم القول الشعبي انهم يتمسكنون حتى يتمكنوا، واي تسوية يحصلون عليها يمكن ان يستخدموها في مزيد من تصديع الصف العراقي بهدوء اكثر وخسائر اقل.
    الى متى سيبقى الشيعة يراهنون على المقاومة السلمية لتعديل الخيارات الاميركية في العراق؟

    ـ من دون موافقة ان الشيعة، بهذا التبسيط، قد راهنوا على المقاومة السلمية، فإني اتمنى ان يراهنوا على ذلك، والمقاومة السلمية هي الوسيلة الامثل لتحقيق المطالب الممكنة، فإن لم تتحقق تحولت المقاومة السلمية مقدمة منطقية مقبولة لكل أشكال المقاومة، وخصوصاً ان العراق التعددي كان في حاجة الى عملية سياسية تعيد بناء اجتماعه وتقارب بين مكوناته التي لا يكفيها التضامن الصراعي الميداني مؤونة لتحقيق وحدتها بعدما فعله النظام مدى ثلث قرن من التشتيت والتفتيت، والعدو المشترك وحده لا يكفي، ولا بد من رؤية مشتركة، والحالة العسكرية الميليشياوية لا تنجز هذه الرؤية، بل هي تخبئ مزيداً من الانقسام على المغانم ان تحققت، وعلى الهزيمة والمسؤولية عنها ان وقعت.

    الفتنة يصعب حصرها
    المخاوف انتقلت من حدوث فتنة سنية ـ شيعية الى حدوث فتنة شيعية ـ شيعية، هل هذه المخاوف واقعية؟
    ـ عندما انقسم الواحد الى اثنين لا يبقى ضمان لعدم انقسام كل واحد من الاثنين الى اثنين او ثلاثة, ولنأمن غائلة التجزئة ونمنع استشراءها لا بد لنا من برنامج وحدوي من دون أوهام ومبالغات، يسير من الادنى الى الاعلى ومن الاعلى الى الادنى, لقد تقاتل الشيعة وتذابحوا على السياسة في اكثر من مكان، من افغانستان الى لبنان، وتقاتل السنة على السياسة في اكثر من مكان من افغانستان الى مصر والجزائر، وكان قتال السنة مع الشيعة اقل بكثير من قتال الشيعة مع ذاتهم والسنة مع ذاتهم, واذا كان الاقتتال السني ـ الشيعي محتملاً فإن له بعض الضوابط، اما القتال داخل المذهب الواحد فضوابطه اقل، ودائماً كانت هناك عدوى، وبعيداً عن التقوى في دين الله والامة، فإذا بدأ القتال او الفتنة في مكان ما، فمن الصعب حصره, ألا نلاحظ ان السلفية السنية اخذت تنتج مثيلها الشيعي؟ لست في صدد الإدانة، واذا كانت السلفية السنية عقيدية وذات طابع مرجعي، فإن السلفية الشيعية ولوجود المؤسسة المرجعية، سوف تكون مزاجية، اي متفجرة وقابلة للانقسام تماماً كما حدث للسنة في افغانستان وفي مصر وغيرها، أعني السلفية الجهادية.

    غالباً ما كانت النجف كمرجعية تحاذر التعاطي المباشر بالسياسة، وتكتفي بوضع ضوابط عامة, هل تتعرض تلك المرجعية لضغوط تهدف الى التخلي عن هذا الموقع بعد حركة الصدر؟
    ـ اذا افترضنا ان حركة الصدر استمرت على توترها واندفاعها وانهزمت فسوف ينعكس ذلك مزيداً من إضعاف دور النجف والمرجعية, فإن انتصرت حركة الصدر، ولا ادري كيف فإن المرجعية بمعناها الديني والفكري الذي يطل على السياسي من دون ان يختزل نفسه فيها سوف تنتهي، وتحل محلها حالة مرجعية سياسية خالصة ومتطرفة لن تتوقف دون السعي الى تحقيق دولة دينية قد لا تتوافر لها نقطة مركزية وارثة لها، وان صعبة كولاية الفقيه، بل سوف نكون امام حالة تشبه حالة «الخمير الحمر» في كمبوديا نسبة الى التجربة الشيوعية العامة، وفي احسن حالاتها سوف تكون كنموذج «طالبان» الذي شرع في انتاج فكرة الديني وفقهه على معايير سياسية محضة, وهذا سوف يؤدي الى صراع مذهبي حاد جداً وعنيف ويستدعي ان تقيم السنة حالة مماثلة في العراق فيدخل وندخل معه في دورة عنف لا تنتهي إلا باحتلال أبدي.

    القبضة الاميركية
    اثبتت الاحداث الاخيرة وجود مأزق اميركي في إدارة الملف العراقي هل المخرج يكون بتدويل الملف؟
    ـ هناك تدويل بمعنى وضع المسألة في عهدة الامم المتحدة وإطلاق يدها فيها بنسبة تحفظ النفوذ الاميركي وهيمنته من دون ان تصل الى حد الاستيلاء الكامل والمصادرة.

    وهناك تدويل بمعنى إشراك اعضاء من الامم المتحدة في الشأن العراقي الامني اكثر من السياسي، كما هو حاصل الآن، مع إبقاء القرار بكامله في القبضة الاميركية, وهذا هو الارجح حتى الآن، لان التوجه الامبراطوري الاميركي الذي يتخذ من العراق قاعدة مركزية له، لن يسمح بالمشاركة الا في حدود ما يقتضيه نظام مصالحه، والامبراطور الذي تخلص من الدب السوفياتي ليس من السهل عليه ان يسمح للغزال الاوروبي بمشاركته بشكل فاعل, ومن هنا كان الاميركيون سعيدين بما حصل للامم المتحدة في بغداد او عندما طرحت عودتها على خلفية مسألة الانتخابات من السيد السيستاني رفض بريمر في البداية واستشاط غضباً, ثم قبل بشكل مفاجئ، لان الادارة الاميركية وجدت طريقاً الى جعل الامم المتحدة تحت ظلها ويدها, وهكذا تحولت مسألة الانتخابات الى مساهمة الامم المتحدة في إمرار قانون الادارة رغم كل الاعتراضات عليه, بلى يمكن ان يكون هذا النوع من التدويل عاملاً مساعداً لتحويل الموقت دائماً في العراق, هناك مأزق اميركي، ومأزق اوروبي، ومأزق روسي، ومأزق عربي، ومأزق اسلامي، ولكن من هو الاقدر على حل مأزقه او التخفيف من وطأته؟ أشك في اننا قادرون على ذلك، وفي فلسطين عبرة لمن يعتبر.

    هل ترى صيغة مجلس الحكم الانتقالي كتركيبة اصبحت مهددة؟
    ـ اذا كان السؤال مطلقاً من كون مجلس الحكم قد اصبح اكثر ضعفاً فإن ذلك لا يعني ان صيغته مهددة بل ربما كان يعني ان ضعفها هو الحالة الامثل لاستمرارها, والسؤال الحقيقي كيف يفكر الاميركيون؟ هل يعتبرون ان سلطة عراقية قوية نسبياً وتحت ظلهم ولها صدقية اكثر فائدة لهم من سلطة ضعيفة وفاقدة للصدقية؟

    وتقديري ان الجواب عراقي اولاً، فهل يرقى الاداء السياسي العراقي الى مستوى من القوة والتماسك بحيث يفرض نفسه ولو تدريجاً على المحتل؟ هذه مسألة مركبة تحتاج الى حركة واسعة وعميقة وحذرة وواقعية وعقلانية وتعددية ووحدوية، تستبعد فيها ذهنية المحاصصة لتسود ذهنية التسوية التاريخية التي تقوم على التنازلات المتبادلة داخلياً من اجل حفظ الجميع بالجميع, طبعاً، كل تسوية تحتاج الى تسوية لأن الحالة الإشكالية تولد تعقيداتها سواء تقدمت او تأخرت، نجحت او فشلت, اما ان العراق ضعيف فإن الضعف أحياناً ينتج حكمة، بينما تنتج القوة غير المقدرة بدقة ووعي، الفوضى والأخطاء القاتلة.

    http://www.alraialaam.com/17-04-200...national.htm#02




    [align=center][glint]هل لديكم تعليق ؟[/glint][/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    يقول السيد هاني فحص

    مقتدى إذاً لم يؤسس ولم يستقطب ولكنه ورث من دون ان يكون مستواه العلمي يؤهله الى المرجعية، وجاء سقوط النظام ليحول الاستقطاب الى حالة شعبية ميليشياوية على شيء من التنظيم من دون ان تشكل القوى السياسية الاخرى التي كانت مطاردة ومقموعة حالة موازية لها, وكان يمكن مقتدى الصدر ان يكون اقوى لولا انه مال في البداية الى التفرد والوقوف في وجه الحوزة والمرجعية وكأنه انشقاق، معتمداً على حجم جماهيري معين وعدد من الكوادر من رجال الدين الذين لم يعدوا إعداداً كافياً بحسب الشروط الحوزوية, الى ذلك فإن شخصية مقتدى شخصية قلقة، بمعنى ان معرفته وخبرته اقل بكثير من حجم الجمهور الذي يواليه وهو جمهور فقير يصعب عليه ان يصبر على العملية السياسية المعقدة والبطيئة، ومن هنا ظهر ميله الى الحراك المتوتر واليومي في الشارع، وكان لتجاهل المحتلين سياسياً لمقتدى الصدر وعدم إدخاله في اي صيغة، من دون ان يكون لديه خطاب واضح وبرنامج محدد.

    ـ بحث مقتدى الصدر من البداية عن غطاء مرجعي بعيد عن مرجعية السيستاني والحكيم، فاختار السيد كاظم الحائري بناء على توصية تروى عن ابيه في هذه المسألة، والسيد كاظم الحائري كان فقيه حزب الدعوة ثم انشق عنه وانقلب عليه وهو مقيم في قم منذ استشهاد السيد محمد باقر الصدر، واندفع السيد الحائري في البداية ثم اجرى حساباته مع ناصحيه فتردد عندما وجد انه سوف يكون تحت عباءة مقتدى الذي يمسك بالارض، فخفف اندفاعه، وفي الايام الاخيرة وعندما طرح الوفد الحوزوي على مقتدى امر حل جيش المهدي وأصر على ان يكون ذلك بأمر من المرجعية، وجد الوفد ان في ذلك إحراجاً للسيد السيستاني واقترح ان يأتي الموقف الفقهي ـ الفتوى ـ من السيد الحائري فرفض الصدر ذلك وعودة مقتدى الى النجف من الكوفة فيها شيء من احتمال الاحتماء بالمرجعية التي يضايقها جداً ان تهاجم النجف ويقتل الصدر فيها، ولكنه في الاساس احتماء بالنجف، اي وضع جميع الشيعة في حالة حرج اذا اصر مقتدى على رفضه للتسوية وأصر الاميركيون على مطالبهم بمهاجمة النجف وأسره او قتله بعدما قدموا صورة لعدم وقوفهم أمام اي اعتبار في الفلوجة.

    ـ لم يكن هناك وهم من البداية في ان حركة الصدر مسألة إشكالية معقدة وخصوصاً ان احداً لم يستطع قراءة أفكاره الغامضة وسلوكه المتوتر والمتقلب، وهذا الاحتمال اصبح الآن أمراً واقعاً وهو الابرز في علامات المشهد الشيعي والعراقي, واذا لم يكن هناك حل معتدل وعقلاني وواقعي فإن الشيعة أمام ورطة لا عهد لهم بمثلها, ولكن هذا لا يمنع من الاعتقاد ان حالة مقتدى الصدر ليست مرشحة للاستمرار على زخمها، بل اذا استمرت فسوف تضع الشيعة وتضع نفسها امام حائط مسدود, المشكلة في حالة الصدر انها كقطعة من الحديد الحاد جداً تؤذي إذا وقعت على احد وتؤذي اذا وقع احد عليها, وربما كان ذلك ما يريده الاميركيون ليتخلصوا من الموقع التاريخي والرقابي الوازن للنجف ولمرجعيتها في العراق.

    الكلام به الكثير الكثير من الصحة. ولا استبعد أن يبدأ مقتدى في إتهام هاني فحص بأنه عميل وماسوني ويساري ومتعاون مع الأميركان !!

    وإن كنت أختلف مع السيد هاني فحص في أن إحتجاب سيستاني وغيابه عن الواقع، إضافة إلى التغلغل الإيراني من خلال كاظم حائري وغيره أثرا على مسيرة هذه الحركة الغريبة الأطوار وعلى أسلوب تعامل الواقع الشيعي العراقي مع الظروف بعد إنهيار النظام والدولة في العراق. كما أننا يجب أن لا ننسى الفراغ القيادي الذي كان ومازال يعاني منه الواقع الشيعي العراقي والذي أدى إلى بروز هذه الحركة الهوجاء والغير عقلانية. هنالك عامل أخير يضاف هو دخول التنظيم الأقوى-سابقا-َ والأكثر عقلانية وإستقلالية -حزب الدعوة الإسلامية- إلى العراق وهو منهك القوى، خائر البنيان، لا يمتلك إلا تاريخاَ و عقلية تنظيمية. وكان يمكن لهذا التنظيم أن ينطلق بقوة مع هذه الحركة االتي كنا نحسبها واعدة وتحولت إلى التطرف والإقصاء، أقول كان يمكن أن تحدث عملية عقلنة لهذا للتيار المقتدائي ، وعملية تحميس لحزب الدعوة عن طريق نوع من التفاهم والتجانس بينهما. ولكن غلواء مقتدى وإصابته بالذهان سد كافة الطرق على أية عملية تنسيق أو تفاهم معه. مشكلة مقتدى وحركته ومستعمميه أنهم يريدون أن يجروا كافة أطياف الواقع الشيعي إلى أن يتبعوهم في مسيرتهم ، سواء أكانوا مقتنعين بالقيادة تلك أم لا، وسواء أكانوا مقتنعين بالتحرك المسلح ضد الإحتلال أم لا، دون أن يعطوا برنامجاَ واضحاَ يطمئن الذين يريدون أن يتحركوا معهم، ولهذا نرى أن أكثر المتحمسين لهذا التيار هم الذين يستفيدون من تثوير الوضع في هذه الظروف، هم من البعثيين، والمتطرفين السنة، ومن هم خارج الحدود من محترفي القتل وسفك الدماء. الذي أثار إستفزازي حقاَ رفع مظاهرة في بيروت كان بها معن بشور وغيره من أزلام النظام ومرتشيه صور مقتدى الصدر مع أعلام جزب النقاط الثلاث.

    مع أن معن بشور هذا لن يفكر يوماَ أن يرفع صورة محمد باقر الصدر. أظن يا إخواني الأعزاء أن تشبيه مقتدى بمحمد باقر الصدر جريمة، بل هي إهانة لرمز من رموز الإسلام العظيم الذي تميز بالتواضع والعلم والتصميم. وأن توضع صور وصور وصور مقتدى وغيره في كل شارع وحي والمطبوعة على نفقة الفقراء كما وصف الأخ اب المعظم. الرموز المستخدمة من هذه الحركة اليوم لا تبشر بخير، لأنها تعبر عن عقل ميليشياوي غير متعقل.

    هل سمعتم مقتدى أمس، وقد مسه طائف من الشيطان أثناء خطبته وهو يصيح " إن الذين أتوا من الخارج، يجب أن يرجعوا إلى الخارج، ويجب ألا ينبسوا ببنت شفة" وهي كلمة تنم عن عقل إقصائي خطير، وقد سمعت هذا الخطاب من أكثر من تناقشت معهم من اتباعه.

    من المؤسف حقاَ أن نرى مناطق الأكراد وهي تنمو وتزدهر إقتصادياَ وإجتماعياَ وعلمياَ، بينما نرى مناطقنا وقد ملأتها القمامة، والخرائب، ومجاميع كثيرة من الشباب المتحمس والعاطل عن العمل وهي تلبس الملابس الرثة تستعرض السلاح في المناطق المدنية الآمنة.

    أتصور أن الكثير من هذه الأمور يتحمل مسؤوليتها الأميركان المحتلون ، ولكن هنالك خللاَ داخلياَ فينا لا ينبغي السكوت عنه ورميه على شماعة المحتل والإحتلال. وهذا الخلل ينبغي إصلاحه قبل فوات الأوان.

    نسأل الله أن يقينا شرور الفتن، خاصة إذا لبست العمائم.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    مقتدى الصدر الآن أصغر سنا بكثير من السيد هاني فحص في السبعينات من القرن الماضي .. حينما كان الفلسطينيون ينفخون فيه والسيدعبد الله نعمة في مواجهة السيد موسى الصدر .. وقد ركب جناح التطرف واليسارية والثورة حتى النصر .. والجنوب اللبناني مقبرة الصهاينة .. وغيرها من تلك الشعارات ..
    ربما هي العمامة التي تعطي لحاملها او واضعها امتيازات بغير حدود .. والا لكان هاني فحص مثلما يريد لمقتدى الصدر الآن بدون اي قيمة .. ومجرد وارث لتراث .. هل كان فحص سيكون اكثر من كثير من الاسماء التي لمعت في دنيا الشعارت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي ثم انتهى بريقها بكساد البضاعة السائدة آنذاك ..
    قد يكون توصيف فحص للأوضاع صحيحا .. اي وصف المرض .. وهو حتما جزء منه .. ولكن اذ ترفض نهجا ما .. او طريقة ما .. او تشطب على جهة ما .. فعليك ان تقدم الحل والعلاج .. وليس بطريقة الحلول الجاهزة .. والتي لاشك تقف وراءها المصلحة .. وليس ميزة النجاعة التي تتميز بها .. ولأن التجربة الحياتية اعطت هاني فحص ربما بعضا من الخبرة .. او انها روضته .. او انه تقلب معها حسب اتجاهاتها .. فكان يعرف كيف يتكيف معها .. ولكن .. سنجد الجواب عنده هو اقرب الى التعويذة .. او حبة ( عراق مجانا ) التي يصفها الاطباء والممرضون وحتى الفراشون .. لكل مريض في مستشفيات العراق ايام زمان .. المرجعية .. الواقعية .. العقلانية .. وغيرها من الكلمات التي ان كانت بلامعنى محدد .. فإنها غامضة وملتبسة .. وتترك سؤالا مهما بدون جواب .. من هي المرجعية .. وماهو دروها .. ماهو مشروعها وبرنامجها .. ماهي اهدافها .. ماهي خطتها للوصول الى تلك الاهداف .. ماهي بدائلها اذا فشلت تلك الخطة .. ماهي علاقتها بالناس .. بالشيعة .. بمختلف فعالياتهم الدينية والسياسية والاجتماعية .. ماهي علاقتها بمختلف الاطياف العراقية .. هل انها موجودة وفاعلة حقا .. ام انها مجرد واجهة تستفيد منها جهات كثيرة داخلية وخارجية .. ولنسأل سؤالا عابرا .. في النجف اربعة من المراجع لايبعد بيت الواحد منهم عن الآخر عشر دقائق .. هل سمعتم مثلا ان هؤلاء المراجع اجتمعوا يوما وراجعوا وتراجعوا .. وقرروا امرا ما .. هل سمعتم مثلا ان المراجع منفردين ماخلا الحركة المكوكية التي قام بها بعض اعضاء مجلس الحكم بين بغداد والنجف ولتمرير امور ارادها الاحتلال حصرا .. هل رأيتم هذه المرجعية مثلا قامت بإلتقاء العراقيين وسؤالهم عن حاجاتهم وغاياتهم .. وقدراتهم وماذا يريدون .. وحتى لو اخذنا الشعارات التي رفعتها المرجعية وفشلت في تحقيق حدها الأدنى .. ماذا تملك المرجعية لو ان كل مطاليبها سقطت بالتدريج وبالنقاط وليس بالضربة القاضية .. وضاعت حقوق العراقيين وهي كذلك .. بعد الثلاثين من حزيران ..
    ليس من المبالغة ان المرجعية صناعة شاركت في تضخيمها عدة اطراف .. لأنها تمثل المخرج للكثير من المآزق .. ابتداء من المحتل الامريكي وحتى مقتدى الصدر مرورا بأعضاء مجلس الحكم وقادة القوى السياسية واطراف دولية وعربية كثيرة ..
    يريد هاني فحص ان يشطب على مقتدى الصدر .. او لنقل على قوة سياسية عراقية .. لان فحص صار جزءا من المؤسسة .. ومن مصلحته الحفاظ عليها وعلى امتيازاتها ودورها وانفرادها .. لكنه لايقدم حلا للعراق .. او انه يعبر على الكثير من معاناته بشعارات عمومية براقة .. يراد منها مسخ مايمثله الصدر لصالح مرجعية هي الأخرى لاتعرف ولانعرف الى اين ستمضي بالعراق والعراقيين في خطتها .. بل واستحواذها على حقوق العراقيين السياسية بالدرجة الاولى .. نعود الى المشكلة الاساسية في الوضع العراقي .. فراغ القيادة هو الذي يفرز هذه الظواهر الطبيعية .. وهو المسؤول عن بروز ظاهرتين كالسيستاني ومقتدى الصدر معا ..
    وبالمناسبة فإن هاني فحص حينما يساجل دفاعا عن تجربة حزب الله في مواجهة تيار يسمي نفسه عقلانيا وواقعيا يريد ان يكتفي حزب الله بما تحقق من انتصار .. بطريقة مختلفة عن رأيه هنا بالصدر وحركته مع الفارق النوعي بين هذه التجربة وتجربة حزب الله .. لكن فحص يركب مطية اخرى حينما يتعلق الأمر بالشأن اللبناني ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    أنا لا أفهم لماذا هذه المزايدات ؟ ولمصلحة من ؟
    هناك بلد مُحتل أسمه العراق
    وهناك دولة محتلة هي التي بدأت بالاعتداء
    وهي التي تصعد من الموقف
    السيد مقتدى الصدر الى الامس كان يؤمن بالمقاومة السلمية - هل في هذا تجاوز على الذات الالهية ؟
    بالرغم من كل التصريحات الامريكية الاستفزازية وشتمها لمقتدى الصدر وشتمها للتيار الصدري بوصفهم مجرمون وغوغاء وخارجين عن القانون ولصوص سارقين لأموال الخمس .. وكل هذا الطعن بشرف العراقيين....

    السيد مقتدى الصدر يتنازل لهم لكي ينهي هذه المهزلة التي صنعتها أمريكا وأذنابها ولكن الامريكان مصرين على قتله بوضعهم شروط تعجيزية هدفها ذل العراقيين .

    ثم يخرج لي هاني فحص ليقول مقتدى الصدر هو الخطأ بعينه !!


    أريحونا من هذا الحقد والكره
    هل كل هذه الهوسة علمود صلاة الجمعة ؟ علمود السيد مقتدى أخذ شعبيته تتزايد ؟ علمود الناس التي صارت تهتف ( عاش عاش عاش الصدر ) ؟ علمود صور مقتدى صارت معلقة في أغب شوراع مدن الوسط والجنوب ؟

    والله العطيم أتمنى من الله أن يتنازل مقتدى الصدر لهم عن كل شيء ويلزم داره ويعتكف
    خذو كل شئ ، خذو الاضواء والشهرة والكراسي والمناصب التي باتت تؤرقكم
    أخذهوها حتى تفوخون

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني