 |
-
هل أصبح أحمد جلبي هو المشكلة، بعد أن كان هو الحل في العراق؟
اليوم غدا
هل أصبح أحمد جلبي هو المشكلة، بعد أن كان هو الحل في العراق؟
يبدو ان الأمر كذلك.
فالسياسة “الجديدة” التي تنوي سلطة الاحتلال تنفيذها، تصب كلها لغير صالح رجل الأعمال السياسي، الذي كان طيلة السنة الماضية المرشح الأبرز ليكون رجل العراق القوي وربما رئيسه أيضاً.
فالقرار بإعادة مئات آلاف البعثيين المدنيين والعسكريين الى مناصبهم، سينسف اللجنة التي يرئسها هو لطرد كل البعثيين من مؤسسات الدولة العراقية.
واحتمال قطع المساعدات المالية الأمريكية عن حزبه (المؤتمر الوطني العراقي)، والتي تبلغ 340 ألف دولار شهرياً، ستجعله يقف عارياً في بلاط السياسات العراقية الخطرة خلال أدق مراحلها الانتقالية.
وأخيراً، فإن فرص انتصار الاخضر الابراهيمي في المجابهة الراهنة معه، والتي تزايدت بعد الدعم العلني الذي تلقاه الأول من الرئيس الأمريكي بوش مؤخرا، قد تعني تشكيل حكومة انتقالية جديدة لا يهيمن عليها جلبي كما هيمن في السابق على مجلس الحكم الذي يكاد الآن يلفظ أنفاسه الاخيرة.
(II)
هل هذه الغيوم السلبية السوداء التي تحوم الآن فوق رأس جلبي، ستكون بشائر إيجابية بيضاء بالنسبة للعراق؟
الأمم المتحدة والولايات المتحدة (أو بالأحرى بعضها) والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، كلها تأمل ذلك.
فالرجل بالنسبة لكل هذه الهيئات، كان التجسيد الأكبر لهيمنة المحافظين الجدد على كل مفاصل السياسة الأمريكية في العراق. فهو طفلهم المدلل. وهو مستشارهم الاول منذ أكثر من 20 سنة. كما أنه الخيار الأبرز لصقور البنتاجون، الذين وجدوا فيه أداتهم التنفيذية لوضع نظرياتهم حول أولوية القوة على الدبلوماسية في الشرق الأوسط موضع التطبيق.
لكن هذا الأمل لا يزال ممزوجاً بالحذر.
إذ ان جلبي، وبدعم من لوبي البنتاجون والمحافظين الجدد القوي، لا يزال قادراً على اطلاق النار بكثافة على السياسة الأمريكية الجديدة. وهو لم يتردد عن إثارة حنق بوش نفسه، حين قال قبل أيام ان عملية إعادة البعثيين الى مؤسسات الدولة العراقية، أشبه بإعادة النازيين الى هيئات الدولة الالمانية.
كما في وسع جلبي أيضاً الرهان على التناقضات في واشنطن حيال السياسة التي يجب اتباعها في بغداد، حيث لا تزال هناك سياسات عدة لا سياسة واحدة، وحيث قرار وزارة الخارجية في الصباح تلغيه تدابير وزارة الدفاع في الليل.
لا بل أكثر: لا يستبعد أن يلجأ جلبي وداعموه في البنتاجون الى مغامرات خطرة لتغيير المنحى الراهن للتطورات قد تشمل، من ضمن ما تشمل، الاعتداء على حياة الاخضر الابراهيمي نفسه.
وهذا لن يكون أمراً غريباً أو مستغرباً. فالمصالح التي يمثلها جلبي وصحبه الأمريكيون ضخمة للغاية، وهي تشمل في رزمة واحدة متماسكة الأرباح الاقتصادية الضخمة للشركات الأمريكية ذات الحظوة لدى البنتاجون، والاهداف الاستراتيجية والعسكرية العليا للمحافظين الجدد في الشرق الاوسط الكبير.
(III)
معركة إطاحة جلبي أو تحجيمه لن تكون، إذاً، نزهة بسيطة، لا للأخضر الابراهيمي ولا لكولن باول.
والمؤشرات على ذلك لا تني تتوالى، وأبرزها الحرب المذهبية التي فتحها جلبي على الاخضر، متهما إياه بالانحياز الى السنّة ضد الشيعة. وبرغم ان الابراهيمي وصف هذه التهمة بأنها سخيفة، إلا انه، وبحكم خبرته المديدة بالحروب الأهلية الطائفية خاصة في لبنان، يعرف مدى فعالية الأسلحة المذهبية حين يكون الصراع الثقافي السياسي منفلتاً من عقاله.
لكن حتى لو فرضنا أن الابراهيمي سيحقق أهدافه، فيشكّل الحكومة المؤقتة الجديدة ومعها البرلمان الاستشاري، فهل سيحل ذلك أزمة العراق، أو بكلمات أدق أزمة الاحتلال في العراق؟
سعد محيو
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |