إيلاف السبت 01 مايو 2004 13:43
مواقع متصلة
في ايلاف
لا اعتراض على العلم.... بـل على الشعار

د. حسين ابو سعود





ان الحديث عن العلم العراقي الجديد سيطول و لن يتوقف بسهولة، ومن حق اي مواطن ان يوافق او يعترض عليه بالطريقة التي تناسبه، وانا لن اتحدث عن العلم ولااقول بانه شبيه بالعلم الاسرائيلي وانه اهمل الاقليات الاخرى ولم يخصص لها اي لون ولو كان لونا رماديا باهتا كدليل على عدم الاهمية،ولا اقول بانه لايمثل الطموحات وان هلاله يرمز الى دين لا يُــعمل به اطلاقا كونه دين الناس وليس دين الدولة، لااقول شيئا عن العلم لاننا فعلا بحاجة للتخلص من علم يذكرنا بالفترة الصدامية، ويكفي العلم الجديد انه يمثل مرحلة جديدة لا هي ملكية فيصلية ولا جمهورية قاسمية ولاانقلابية عارفية ولا دموية صدامية، وكل ما استطيع قوله عن العلم هو انه كان من الاجدر ان يسمى بالعلم المؤقت نسبة الى مجلس الحكم ( المؤقت ).
وما يهمني في هذا الامر هو الشعـــار وكيف ان المتناقضين اتفقــــوا على اختياره؟ وكــيف ان الفنــــــــانين والمصممين العراقيين فشلوا باجمعهم في وضع شعار يناسب المرحلة الراهنة؟ و ولماذا لم يحاول الجادرجـي وضع شعار جديد يتلائم مع شكل العلم الجديد؟، وكيف لم يتم تبني شعار جديد لايمثل اي مرحلة سابقة كأن يحتوي على سعف اونخلة او ربابة او حتى لقلق بدلا من شعار الصقر ذو الملامح الحادة والمتوثب للانقضاض على الفريسة وتمزيق اوصالها، وكم مزق هذا الصقر اجسادا وكم دمر من منازل لمجرد انه كان يتوسط بصمت اعلى الورقة الرسمية التي تحمل الاوامر الصارمة الصادرة من ارباب الحل والعقد لايذاء وقتل وتهجير المواطنين.
ولااريد في هذه العجالة ان اقارن بين الشعارات السابقة لالفت الانظار الى شعار المملكة العراقية وهو عبارة عن اسد وحصان يرمزان الى العز والفخار والمنعة والرفعة يحيطان بخارطة العراق وفيها دجلة والفرات رمز النماء والخير والطهر، دون ان يكون في تلك الفخامة والسمو اي ايحاء بالتعالي على الدول الاخرى او ازدراء للشعوب الاخرى و والشعار الملكي بهيبته كان يعكس الموقع الطبيعي للعراق بين الدول الاخرى وتاريخه الحافل بالاحداث.
وفيما يخص الاتيان بشعار الانقلاب الدموي الذي حدث في الرابع عشر من تموز عام 1958 فان فيه اهانة واضحة لمشاعر شريحة كبيرة من الشعب العراقي تحلم بعودة الشرعية المتمثلة بالملكية الدستورية لان هذا الشعار يذكرهم بذكريات اليمة من قتل وسحل وابادة، كما ان ذلك يعكس تاييد اعضاء مجلس الحكم وعلى راسهم السيد بول بريمر لانقلاب 1958 لان الشعار يحتوي على عبارة (14 تموز 1958) بين مقبضي السيفين، ولونه الاحمر يرمز الى ذلك الانقلاب.
ونحن نفهم ان يقوم الانقلابيون في عام 1958 بالغاء شعار الدولة والاتيان بهذا الشعار الذي صممه الفنان المرحوم جواد سليم ولكننا لا ولن نفهم ان ياتي اعضاء مجلس الحكم بهذا الشعار في هذه المرحلة، حيث اننا نعيش في دولة ليست بالملكية ولا بالجمهورية، وينتظر الشعب اجراء استفتاء عام لتحديد نوع النظام المستقبلي للدولة.
ثم ماذا يريد مجلس الحكم من الاتيان بهذا الشعار الذي يحتوي على آلتين للقتل احدهمــا سيف عربي والاخر خنجر كردي، و؟ وهل يرمز هذان السلاحان الحادان الاّ الى التقاتل الذي جرى بين الاخوة لسنوات طوال ذهب ضحيته الالاف من ابناء الشعبين العربي والكردي ومازال هذان السيفان ينضحان بالدماء.
وهل يحتاج العراقيون بعد نصف قرن من الحروب العبثية واراقة الدماء الى سيف عربي منزوع الغمد يقف قبالة الخنجر الكردي لتزيين شعارهم الجديد.
وقد اعجبني نبرة الانصاف في عبارة كتبها الاستاذ عزيز الحاج في احدى مقالاته ونصها: ( ويمكن عند الضرورة القصوى العودة الى العلم المختار في بداية تاسيس الدولة العراقية الحديثة مادام كل شئ مؤقتا، بدلا من علم يثير كثيرا من الخواطر والانطباعات السلبية ).
ولتسمحوا لي ان اقول هذا الكلام عن الشعار ايضا اذ يمكن عند الضرورة العودة الى شعارا لدولة العراقية الاولى مادام كل شئ مؤقتا بدلا من شعار يثير كثيرا من الاشجان والذكريات الاليمة.
وكان على اعضاء مجلس الحكم الانتقالي ان يحثوا السفير بريمر على اعادة الشرعية المتمثلة بالملكية الى العراق اولا كادانة قاطعة لجميع اشكال الانقلابات ومن ثم اجراء استفتاء شعبي عام لتحديد نوع نظام الحكم الذي يرتضيه الشعب لنفسه ملكيا كان ام جمهوريا، وهذا ابسط قواعد الديمقراطية ان كانت الدعوة الى الديمقراطية مخلصــــة..

aabbcde@msn.com

خاص بأصداء