السيستاني بين الانتخابات و الخط الأحمر

كثيرا" من الكتاب دأب على انتقاد مواقف مرجع الشيعة الأول السيد السيستاني خصوصا بالنسبة إلى موضوعي الانتخابات و الخط الأحمر:

ألانتخابات:

الكل يعرف إن السياسة هي فن الممكن و ليس بمقدور أي سياسي أن يحصل دائما" على كل ما يريد و لكنه يحاول أن يحقق أكثر مطالبة بأقل ثمن، هذا ير جعنا إلى موقف السيد السيستاني فسماحتة لم يحصل على الانتخابات التي كان يطالب بها في ذلك الوقت لكنه فرض موضوع الانتخابات على الجميع و أخذا اعترافا" دولي و أممي بذلك و لكن في وقت متأخر من هذا العام و هذا في رأي المتواضع إنجاز كبير يحسب له خصوصا إذا عرفنا ان الدوائر السياسية في واشنطن كانت قد بدأت تتحدث عن عدم جدوى أجراء انتخابات في ظل الانفلات الأمني في العراق. القوى السياسية الأخر كانت تعمل بكل طاقتها من أجل إلغاء الانتخابات و كانت أجندتها الاستراتيجية هي الاحتكام إلى تقسيمة الاحتلال معتمدة في ذلك على عدة أوراق أهمها الدعم العربي الكبير لطائفة السنية، الإرهاب الذي هو بحد ذاته ورق تفاوضية قوية و مثال الفلوجة خير دليل على ذلك و ليت السيد مقتدى الصدر يفقه ذلك فالمسالة بالنسبة إلى الطائفة السنية ليس الاحتلال و لا الإسلام و لا تطبيق الشريعة بل النسبة التي تريد الحصول عليها هذه الطائفة من الكعكة العراقية هذا على الجانب السني أما على الجانب الكردي فهي أيضا" تمتلك الكثير من الأوراق أهمها أن المنطقة الكردية مستقلة منذ حرب الخليج الثانية و تمتلك الكثير من مؤسسات المجتمع المدني أضف إلى ذلك ولعل هذه أقوى الأوراق و أهمها أن الجانب الكردي مستعد للتعامل حتى مع العدو الإسرائيلي و هو فعلا" يتعامل معه من اجل أجنده و استراتيجية واضحة و محددة المعالم. الشيعة الورقة الوحيد و القوية التي يمتلكونها أنهم يشكلون الغالبية ألعظمه و إن أي حل في العراق غير ممكن بدون موافق الشيعة.

إن قبول المحتل الأمريكي و الأمم المتحدة بمبداء أجراء الانتخابات و لو كان في غير الموعد الذي طالب به السيد السيستاني يعد اختراقا" مهما" لا يجب التقليل من شئنه و مع ذلك فالمؤامرات مازالت مستمرة لحرمان الشيعة من حقها الطبيعي في السلطة و آخر هذه المؤامرات هو مطالبة البعض أن لا يكون الاستفتاء على أساس طائفي و ذلك من أجل عدم تثبيت الشيعة كغالبية و هذا الموقف أيده ألأخضر الإبراهيمي. أن أي حل في العراق لا يوافق عليه الشيعة غير قابل لتطبيق هذا إذا كان الشيعة صوت واحد.


ألخط الأحمر

كثير من الكتاب بذؤ يستهزئون بتصريح ممثل السيد السيستاني بأن المدن المقدسة خطا" احمر لا يمكن تجاوزه وهم بذلك وقعوا في خطأ جسيم حيث اعتقدوا إن السيد السيستاني قادر على مواجهة الأمريكان إذا هم قرروا اقتحام المدن المقدسة ان السيد السيستاني بهذا التحذير استطاع كسب التالي:

•أعطاء وقت إلى الأطراف (الشيعية) لمزيد من المناقشات ووضع الحل المقبول
•محاولة منع سيناريو الفلوجة من الحدوث مع فارق إن الفلوجة كانت تقاتل و تفاوض و السيد مقتدى يسعى إلى الشهادة كما يقول
•الحفاظ على حياة السيد مقتدى الصدر و درء" الفتنه

لدي بعض الأسئلة و التي أود الإجابة عليها:

هل يستطيع السيد السيستاني منع الهجوم على المدن المقدسة إذا قرر المحتل ذلك؟
إذا أفتى السيد السيستاني بالجهاد هل ستقف جميع شيعة العراق معه؟ و هل سيجبر هذا المحتل على الرحيل؟
ماذا سيكون موقف أهل ألسنه و هل سيشاركون في الجهاد أم أنها ستكون الفرصة الذهبية لاسترجاع السلطة؟
هل ستوافق الدول السنية حينذاك على إرسال قوات و ما الثمن الذي ستطلبه؟

ماذا و هل و كيف و .. و.. ؟؟؟؟ كثير من الأسئلة التي يعرف الإجابة عليها السيد السيستاني و يعرف أن الأعداء كثيرون و أنهم ينتظرون الفرصة للأنقظاظ والله المستعان