من المواضيع المهمة لمن يعنيهم الشأن العراقي قضية الوحدة الوطنية.. وهذا يعني الا يسمح اهل العراق لاعدائهم بتفرقتهم حسب منطق فرق تسد.. ولكن الكتب الهدامة التي تشعل النار بين العراقي والعراقي تباع في مكتبات بغداد.. ومنها كتاب للشيخ عبد الله بن محمد السلفي.. يقول فيه فض الله فوه: "نسال الله ان ينصر دينه، وأن يخذل الشيعة، وان يجعلهم غنيمة للمسلمين..
وهذا القول يعني ان الشيعة كفار، لذلك هم غنيمة..
وانا هنا اتسائل عن توقيت نشر هذه الفتاوى في بغداد؟ لماذا اشتدت الموجة التكفيرية الآن، حين يجتاج الشعب العراقي لرص الصفوف؟
السؤال هو: لماذا هذه الكراهية للشيعة؟
ترى هل حان الوقت لتعترف باننا عنصريين.. نحتقر الهندي، وهو ينتمي لدولة تستطيع انتخاب رئيسها. نقول لاطفالنا حين نغضب منهم: هل انت كردي؟ ومن المؤكد اننا حين نختار الموظف للعمل، نختار من ينتمي الى ذات الفئة التي ننتمي لها ، حتى لو كان اقل قدرة..
وانا بصراحة لست من المتخصصين في الشؤون الدينية، ولكني اعرف ان الشيعي يصلي ويصوم، ويذهب للحج..ويقدم الزكاة. وشيعة العراق غالبيتهم العظمى من الاثنا عشرية، مما يعني انهم - حسب كتاب د. مصطفى الشكعة اسلام بلا مذاهب مسلمين. اي انهم ينطقون بالشهادتين مثل بقية المسلمين. ولماذا اذاً هذا التكفير؟
من الضروري ان نلاحظ في هذا السياق العدد الكبير من ائمة الشيعة الذين قتلوا في عصر صدام البغيض، وفي عصر العدالة الوهمية. وكما تعلمون، لقد قتل الناس وهم يخرجون من الجامع بعد صلاة الجمعه. بالنسبة لاي شيعي، هذا وضع في غاية البشاعة. وحتى الساعة، لا تزال الجريمة مقيدة ضد مجهول.
وقد نتج عن عنصرية البعض ضد الشيعة، ان بينهم اليوم من صار يدعوا للاستقلال عن العراق. وان يكون لهم دولتهم. وستكون دولة ثرية جداً. ولكني اتمنى ان يبقى شيعة البصرة مع السنة في الفلوجة وحتى قرية العوجة في تكريت ننتمي لوطن واحد. فقد كنا هكذا منذ ايام السومريين. ومرحلة صدام لم تكن اول مرة يحكمنا فيها دكتاتور انتج نظامه كراهية الناس لبعضهم البعض. ولذلك اعتقد انه لابد من محاربة هذه العنصرية.
اعرف ان هناك من سيغضب مني لاني اتحدث بشأن لكل شخص رأي لن يغيره فيه. ولكني اشعر ان الشيعة جزء من العراق. وسيبقون معنا لزمن طويل. كما عاشوا معنا لاكثر من الف وثلاثمائة عام.
اختم هنا بمقولة ليزيد بن المهلب، وهو شخصية اسلامية ثارت على الحجاج في زمن لا ادرى متى سنتجاوزه:
يا اهل العراق يا اهل السبق والسياق ومكارم الاخلاق. في افواههم لقمة دسمة تسيل لها الاشداق وقاموا لها على ساق وهم غير تاركيها لكم بالمواء والجدال فالبسوا لهم جلود النمور
والسلام.