أعادت محطة العالم الفضائية الايرانية بث اللقاء الاخير الذي اجرته مع المرحوم السيد عز الدين سليم..
وقد بدت على الرجل المرارة وهو يتحدث. قال انه يشعر بان المجتمع العراقي لا يقدر ما يبذله المجلس من جهود. بل ولا يشعر بها لان الكثير منها يحدث خلف الكواليس. وان الهجوم القاسي على المجلس غير مبرر، لان صلاحياته محدودة، والامريكان يمسكون بكل الخيوط المهمة من الامن الى الاقتصاد.
قال: نحن في مجلس الحكم اتينا بعد ثلاثة شهور من الفراغ السياسي في العراق، حين تحكم الاحتلال في الامور بشكل كلي بدون ان يمثل اي احد الجانب العراقي. وقال انهم لا يمثلون وجهة الامريكان للعراقيين، بل وجهة النظر العراقية للاميركان.
ذكر مثلاً وجود الكثير من الخلافات بين مجلس الحكم والقوات الامريكية المحتلة للعراق. قال ان الطرف العراقي دوماً شعر بان الامريكان غير قادرين على التعامل مع الملف الامني. وان مجلس الحكم طالب الامريكان اكثر من مرة باعادة هذا الملف للجانب العراقي.
وذكر ايضاً الخلاف الذي تفجر وسمع به الناس لاحقاً بين مجلس الحكم والامريكان بشأن قضية الفلوجة. قال انه يعرف الكثير من الشخصيات المهمة وقيادات القبائل والعشائر في هذه المدينة. وكان يفضل ان تُحل القضية عن طريق التحادث معهم. وهو يؤكد في هذا السياق وجود بعض المتطرفين من الدول العربية المختفين في الفلوجة، ربما بعلم قلة من اهلها، وبتواجد بعض العناصر الشماغبة من النظام السابق هناك. ولكنه يؤكد على ان الاسلوب الامريكي في التعامل مع المشكلة لم يؤد لحل هذه المشاكل البتة.
واخيراً، ذكر السيد عز الدين سليم انه وزملائه في مجلس الحكم حاولوا البحث عن حل لمشكلة السيد مقتضى الصدر مع الامريكان.
وقد كان اللقاء طويلاُ. وربما اكثر ما يحزن فيه هو ان الرجل ذهب ضحية لرفض الامريكان تسليم الملف الامني للحكومة العراقية. فهو في الواقع كان من ضحايا الانفلات الامني في وطننا الحبيب.
رحم الله عز الدين سليم. وعساه ان يرحم شعبنا في الوضع الصعب الذي يعيشه.
المحجوب.