 |
-
اهتمامات كبيرة لفتاتين صغيرتين
اهتمامات كبيرة لفتاتين صغيرتين ..
جاسم المطير
j.almutair@wanadoo.nl
الفتاة الاولى اسمها زينب الطريحي ..
هولندية من أصل عراقي في السادسة عشرة من عمرها ، محجبة ، طلعت من مدرستها الهولندية بقوة أفكارها لتغزو ، بأصرارها المتوهج ، قلوب الناس الطيبين في هذا البلد ، فملأت بصورها صفحات الصحف الهولندية خلال الشهر الماضي كله مؤكدة للرأي العام الهولندي : الاسلام دين السلام والتسامح . كانت البداية في مؤتمر نظمته احدى منظمات الشباب الهولندية تحدثت في فضائه عن الاسلام كدين انساني حر يمنح الانسان حريته في العلاقات مع المجتمع الذي يعيش فيه ومع الانسانية جمعاء .. كانت زينب أبرز ناشطة اسلامية في الندوة الشبابية الهولندية الخاصة مبرهنة ان النفوس ترتقي دائماً باتجاه بناء حياة أكثر سمواً وأكثر أنسانية كلما نال الانسان حريته.. الاسلام بطبيعته هكذا يرتقي بالنفوس وبالحرية .
هذه الفكرة هزت اوساطاً إعلامية وبرلمانية في هولندا الليبرالية المبنية على نظرة متعمقة في افكار بعض الناس وعقولهم المحشوة بإعلام صهيوني استعماري مشوهاً ان الإسلام دين العنف والارهاب الدولي والتخلف والظلام .
من هنا ظهر الاهتمام الهولندي بهذه الفتاة .
أستدعيت زينب العراقية الى البرلمان فقوبلت حيويتها الفكرية بالتقدير .
وأمام حشد من الشباب والمسؤولين أصّلت زينب مباديء عقيدتها في الصحافة والاعلام وأثناء مقابلاتها التكريمية مع أكثر من وزير هولندي .
أكثر من مرة آجرى التلفزيون الهولندي حديثاً معها فظهرت أمام المشاهدين كفتاة بمستوى الكبار .
زينب أكدت في كل تلك الفعاليات جذورها وتراثها معبرة عن الشخصية الإسلامية المنسجمة مع ثقافة الانسان في كل مكان من أجل صالح البشرية المحبة للعدل والسلم والحرية .
زينب الصغيرة خرجت من اهتمامات مراهقة صغيرة نحو طرح قضية كبيرة من منظور حضارة الاسلام وانسانيته فكانت كبيرة في كل قول وموقف ونالت احترام الكبار في المجتمع الهولندي .
كانت زينب بأصرارها المتوهج قد حققت مجداً عراقياً أصيلاً .
الفتاة الثانية اسمها رائدة غازي ايطالية من أصل مصري .
عمرها خمسة عشرة عاماً .
فاجأت أهلها والادب الايطالي بنشرها رواية أنطبقت عليها جميع مواصفات الفن الروائي حسب نظرات النقاد اليها وهي مكتوبة ليس فقط من قبل فتاة صغيرة بل لأنها مكتوبة باللغة الايطالية متناولة أكثر القضايا إثارة على المستوى الدولي ، أعني القضية الفلسطينية .
نشرت الرواية من قبل دار نشر ايطالية كبيرة . وهي تتناول موضوعاً من أكثر الموضوعات حساسية في الغرب حيث الاعلام يخضع للصهيونية .
في فرنسا احتجت منظمات يهودية وصهيونية على نشر وتوزيع الرواية لأنها تكشف عن فضائح الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني المكافح من اجل حريته . ولم تكن جريمة أغتيال محمد الدرة بعيدة عن مجريات أحداث الرواية .
لم تكن حقوق الانسان العربي غائبة لا عن عيني زينب ولا عن عيني رائدة . فقد شتلتا شجرة عميقة الجذور ، إسلامية العقيدة ، عربية الأصول ، حضارية العطاء ، في مجتمع ينظر إلينا نظرة خاصة فيها الكثير من التجني .. لقد زرعتا ، بجدارة ، نظرة تقدير عالٍ أمام أنظار الايطاليين والهولنديين .
بل كان المفهوم والممارسة لكليهما مرتبطين الى درجة كبيرة بالجذور الثقافية التي نشأت في بيئتهما الأولى هاتان الفتاتان الصغيرتان .
ان هاتين الفتاتين اعطيتا لقلب اوربا مثالين سخيين لتأكيد حقيقة أن شبابنا العربي ما زال مؤهلاً أن يكون الى جانب صفوف الطليعة المناضلة من أجل إقامة الحرية وإقامة قواعد المجتمع المدني في بلداننا و بما فيها مساهمات طلائع الشباب المسلم النيّر الذي ينمو عوده في المجتمع الغربي .
هاتان زهرتان متفتحتان وعلامتان من علامات شمس الشرق تسطع في الغرب .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |