النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي عقدة الألقاب عند الشرقي ..


    في أول وظيفة لي في هذا البلد النائي كنت أعمل تحت "إمرة" مدير المشاريع ، و هو رجل كبير و مخضرم في مجاله ، حرت باديء الأمر .. بماذا أناديه؟ مستر؟ أستاذ؟ دكتور؟ مولانا ؟ سيدي المدير؟ حتى أراحني الرجل و قال سمني ((كَرانت)) ! هكذا حاف بدون ألقاب! تصورت أنها مكرمة و تواضعاً من عنده ، لكن اتضح أنه العرف السائد في هذه البلاد ، حيث البساطة و العملية هي السمة المميزة لهم ، و كنت أظن أننا نحن أمة التواضع و البساطة ! على كبر سنه و مركزه ، لكنه كان إذا أرادني في مسألة ما أتاني بنفسه و لا يطلبني عن طريق الهاتف أو يرسل أحداً بطلبي ، و إذا لم يجد كرسياً بجنب مكتبي جلس على الأرض و أفترشها بأوراقه يسألني عن بعضها ، و أنا مبتديء للتو و غض على هذا العرف ! لم تكن له غرفة خاصة مكتوب على بابها "مدير المشاريع" مع ثلاث سكرتيرات و فرّاش كالخادم متخصص بتحضير الشاي! لم تكن مهمته توقيع الكتب الإدارية و شرب الشاي و تدخين السكاير كما هي الحال في بلادنا التعيسة ، بكل كان مثابراً دؤوباً و أغزرنا إنتاجاً.

    ثم انتقلت إلى مكان آخر و قلت لعل الرجل كان فلتة ، و في المكان الجديد كان لي زميل آخر يعمل بنفس وظيفتي ، أقسم بالله العظيم أني لستة أشهر لم أعرف أنه يعمل أيضاً أستاذاً في الجامعة و يحمل شهادة الدكتوراه في إختصاصه لمعقد حتى وقفت على بطاقته الشخصية بتقدير الله يوماً ما ، فلم يناديه أحد ٌ يوماً ما بـ "أستاذ" أو "دكتور" كما نفعل نحن لأصغر طبيب لا يعرف من الدواء سوى الباراسيتول!

    و الحالة تستمر عندنا لتشمل المهندس و الطبيب و الضابط ، و بطل الألقاب كلها بدون منازع ... " السيد" ! فنجد أن هذه الظاهرة – النداء بالألقاب – مستفحلة في مجتمعنا بشكل كبير بحيث يحس أحدهم بالحرج إذا ذكر شخصاً ما بدون أن يأتي على ذكر إحدى ألقابه المسبغاة عليه ، و هذه هي عقدة الدونية ، و قد يحس صاحب اللقب بالمهانة إذا تجاوز أحدهم لقبه إلى إسمه مباشرة ، و هذه عقدة التفوق و التعصب النرجسي. وصلت حد مناداة أصغر شرطي مرور بـ "سيدي" !

    تتبع كتبنا و منتدياتنا و "مفاخرنا" ! و ستجد أننا أكثر أمة تستخدم ألقاباً بألفاظٍِ رنانةٍ أكثرها فارغ و في غير موضعه ، مثل الجهبذ العلامة و الحبر الفهامة و العبقري وارث علوم الأولين و الآخرين و آية الله و المرجع و شيخ الإسلام ...الخ ، حتى ليخيل للمراقب أننا أمة يتفجر العلم من جوانبها و تنطق الحكمة من نواحيها و جمعت الفضل من أطرافه!!

    مجتمعنا هذا تنخر في نفسه الطبقية و يقيم بعضه بعضاً بالماديات ، فالدكتور و المهندس و العلامة و السيد هي الألقاب التي يهيم بها و تهيم به و تنتشر في مفردات كلامه ، و بها يُقيّم الشخص ، لا بسلوكه و كفاءته!
    أليس الله بكاف عبده ؟

  2. #2

    افتراضي

    الاخ الاستاذ، السيد المحترم، الرفيق الفاضل، الباشا ابو الحارث، حفظهما الله:
    وبعد.. نحن، كما تلاحظ، فعلاً نحب ان نلقي الالقاب على الاخرين، وان حبذنا ان ياتينا المزيد منها في المقابل.
    وما يحدث مع الاسف، ان بعضنا يصدق الالقاب التي نطلقها عليه.. ويصير هناك غرور وكبرياء لا داع لها.
    اتذكر ان الرئيس الاول، عبد الكريم قاسم رحمه الله، في يوم بعد حفلة كبيرة، قال لرئيس وزرائه: اخشى ان يصيبني الغرور من كل ما القاه من مدح ومجاملات.
    واعتقد ان الرئيس المخلوع - صدام -صدق بالفعل انه "الرجل الضرورة" واصيب بغرور نرجسي مريض بسبب كل ما كان يهال عليه من مدح ومجاملات.
    وربما يكون ما يحدث في الغرب، من احترام للطرف الآخر، بدون الكثير من المجاملات، اسلوباً افضل.. اما نحن الان، فاعتقد اني - حين استمع للشباب يتحادثون، اجد بدلاً من الكلمات المجاملة الكثير من الشتائم البذيئة. وربما تكون هذه النقلة الى الجانب المضاد تدل على اننا سنصل يوماً الى الوسطية التي تتطلب احترام الآخر بدون الكثير من المجاملات الزائدة.
    المحجوب.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    اذكر مرة حضرت متأخر لدرس عملي في احد المختبرات بالجامعة في بداية السنة الدراسية و للاسف فقد وصلت متأخرا ساعتين بسبب اشتباهي بوقت الدرس و عادة ما يعطينا الدرس العملي ديمونستراتير و هو طالب ماجستير او دكتوراه , و وجدت في المختبر شخصا كبير السن ذو لحية بيضاء فسالته هل انت الديمونستراتير فقال لي (can I help you ) شرحت له الوضع فقام باعطائي الدرس العملي بكل رحابة صدر , و بعد فترة اكتشفت انه رئيس قسم البيولوجي و نائب عميد كلية العلوم بالجامعة
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة المحجوب

    اتذكر ان الرئيس الاول، عبد الكريم قاسم رحمه الله، في يوم بعد حفلة كبيرة، قال لرئيس وزرائه: اخشى ان يصيبني الغرور من كل ما القاه من مدح ومجاملات.

    .
    مع ان عبد الكريم قاسم ترك ذكرى طيبة لأن من تلاه لم يكن أفضل منه .. بل من خلفه ترك اسوأ الأثر في حياة العراقيين .. ونفخ الشيوعيين الدائم في صورته .. الا أن مظاهر عبادة الشخصية التي رأيناها في عهد صدام .. لم تكن أقل في عهد عبد الكريم قاسم .. ولم يكن هو بعيدا عن هندسة هذه المظاهر .. مع انه لا بد ان نشير الى خاصة في الشعب العراقي وهي تأليه الاشخاص .. والمبالغة في تعظيمهم .. ولدينا اليوم شاهد .. الناس لاتعرف غازي الياور .. ولم يمض على رئاسته سوى يوم واحد .. وتعال وانظر المديح الذي يكال له ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    المشاركات
    252

    افتراضي

    الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة نصير المهدي
    مع ان عبد الكريم قاسم ترك ذكرى طيبة لأن من تلاه لم يكن أفضل منه .. بل من خلفه ترك اسوأ الأثر في حياة العراقيين .. ونفخ الشيوعيين الدائم في صورته .. الا أن مظاهر عبادة الشخصية التي رأيناها في عهد صدام .. لم تكن أقل في عهد عبد الكريم قاسم .. ولم يكن هو بعيدا عن هندسة هذه المظاهر .. مع انه لا بد ان نشير الى خاصة في الشعب العراقي وهي تأليه الاشخاص .. والمبالغة في تعظيمهم .. ولدينا اليوم شاهد .. الناس لاتعرف غازي الياور .. ولم يمض على رئاسته سوى يوم واحد .. وتعال وانظر المديح الذي يكال له ..

    اخي الكريم
    انما نعرفه هو ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان هو رئيس الوزراء اما رئيس العراق فكان الفريق الركن نجيب الربيعي لكن كانت الزعامه لقاسم والامر والنهي منه اما الفريق نجيب فكان رئيسا فخريا

    مع شكري لك
    [foq1]قل جاء الحق وزهق الباطل .. ان الباطل كان زهوقا



    نصر من الله وفتح قريب[/foq1]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    افتراضي

    الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أسلامي
    اخي الكريم
    انما نعرفه هو ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان هو رئيس الوزراء اما رئيس العراق فكان الفريق الركن نجيب الربيعي لكن كانت الزعامه لقاسم والامر والنهي منه اما الفريق نجيب فكان رئيسا فخريا

    مع شكري لك
    محمد نجيب الربيعي كان رئيسا لمجلس السيادة الذي يضم الشيخ محمد مهدي كبة وخالد النقشبندي .. ومجلس السيادة كان فخريا لايمارس اي وظيفة بل انه في كثير من الزيارات التي كان يقوم بها زعماء الدول للعراق كان يستقبلهم عبد الكريم قاسم في مكتبه بحضور الربيعي وكأنه وزيرا عنده وليس رئيسا .. وفي النصف الثاني من زعامة قاسم كان الربيعي لايمارس اي وظيفة وقد استقال النقشبندي بعد اندلاع ثورة الاكراد عام 1961 .. بينما اعتكف الشيخ محمد مهدي كبة في بيته وأعتزل السياسة ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني