الجنود الأمريكان و الهروب من العراق
كل يوم أقوم بفتح بريدي الإلكتروني لكي أطلع على كمية مرعبة من الرسائل التي تحتوي بعضها رسائل الشكر أو الاستفسار بشأن مقالاتي أو رسائل من أحد الأصدقاء الذي يزيد عددهم عن الخمسين شخص لأن شبكة الإنترنت ربطتني بصداقات كثيرة من عراقيين أو من عرب و حتى أجانب و أصبت بالمفاجأة عندما وصلتني رسالة من صديق قديم لي و لكن يجب أن أخفي أسمه لأنني أخاف عليه إذا ذكرت أسمه في هذا المقال و لكنه شخص لبناني الجنسية كان يدرس معي ذهب إلى أمريكا بعد انتهاء دراسته مثل عدد كبير من العرب الذين يتوقعون بأن أمريكا بلد الفرص و المعجزات و المال الوفير الذي ينزل كالمطر بدأت رسالته غريبة فهو يكتب لي بأنه عانى معاناة شديدة في أمريكا لأنه كان يجهل اللغة الإنكليزية و بعد أن وجد عمل في أحد المطاعم استطاع أن يجيد التحدث باللغة الإنكليزية ثم بعد ذلك التحق بالجيش الأمريكي طامع بالخيرات و المكاسب كالتأمين الصحي و الضمان الاجتماعي و راتب ضخم يستطيع أن يجمع منه لكي يستطيع الزواج و يرتبط مع فتاة تكون له معيل و حافز لتطوير حياته إلى الأفضل و من هنا تبدأ القصة المضحكة و المبكية في نفس الوقت لهذا الشاب البسيط و الطامح في حياة أفضل يكتب لي في رسالته أحداث مرت عليه و على غيره من الجنود الذين يرافقونه بعملية ما تسمى بتحرير العراق و دعوني أروي لكم بعض السطور من رسالته

عزيزي حسين دعني أعبر لك عن أسفي فلقد بقيت مدة طويلة و لم أقم بالاتصال بك و أنت تعرف مشاغل الحياة أن دخولي في الجيش الأمريكي كان غلطة عمري و يا ليت لو بقية في عملي في المطعم أقوم بقلي البطاطا و أكل جزء منها لم أكن أتوقع بأن أصبح هنا مثل ما يقولون أبناء بلدك (قشمر) أنا و الجنود كل يوم أحداث تمر و كأن اليوم سنة صوت الرصاص لا يتوقف منذ مجيء إلى العراق و بدأت أشعر بالخوف من كل شيء أمامي أحد الجنود الذين أعرفهم يقول لي بأن نظرات العراقيين لنا مخيفة و إذا كنا محررين فلماذا لا ينظرون لنا بنظرات أفضل من هذه النظرات و أمور أخرى يجب أن أذكرها لك يا حسين أحد الجنود الذين أعرفهم يصرخ فجأة عندما يذهب للنوم لأن هناك حلم يراوده كل يوم هذا الحلم هو أنه يتخيل نفسه في قبر يا حسين أنت عراقي فهل يمكنك إنقاذي أريد الهرب من هذا الجيش فأنا أعاني و الله العظيم أعاني خذ نقودي كلها و أعطيها لناس أعتقد أنتم تسمونهم (قجغ) و هؤلاء أعتقد أنهم يقومون بأخذ كل شيء و يخرجونه من العراق فضعني بصندوق أو ضعني مع الحيوانات المهم أخرجني

هذا جزء من رسالته و رسالته طويلة جدا و تطول عن عشر صفحات و لذلك قدمت لكم شرح بسيط عن الجيش الأمريكي الذاهب للعراق
الشاعر و الصحفي حسين علي غالب
babanspp@gawab.com