بوش: ليس كل العراقيين ارهابيين
ولو كنت مكانهم لقاومت الاحتلال
أقر الرئيس الاميركي جورج بوش بأن ليس كل العراقيين الذين يقاومون احتلال بلادهم "ارهابيين"، وأن "أحداً لا يريد أن يكون مكانهم". وقال في مقابلة مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية تنشرها اليوم، قبل يومين من وصوله الى فرنسا للمشاركة في احياء الذكرى الـ60 لانزال قوات الحلفاء على شاطئ النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية: "أقول ذلك كل الوقت، اقوله في كل مكان. انا نفسي لن احتمل ان يكون بلدي محتلاً... ليسوا جميعاً إرهابيين... المهاجمون الانتحاريون هم (كذلك)، لكن المقاتلين الآخرين ليسوا (إرهابيين). لا يطيقون أن يكونوا محتلين. لا انا ولا أي شخص كان يمكن ان يوافق على ذلك لو كان مكانهم. لهذا نعيد السيادة إليهم" في 30 حزيران. واكد ان السيادة ستكون "كاملة".
وقارن الرئيس الأميركي بين تدخل بلاده في الحرب العالمية الثانية وعمليتها العسكرية في العراق، ومن المتوقع أن يثير هذه النقطة مجدداً في خطابه الأحد في النورماندي. ورداً على تزايد الانتقادات للتدخل الأميركي في العراق، لفت الى ان العديد من الناس ظنوا ان اليابان وألمانيا لن تكونا أبداً أمتين ديموقراطيتين، ولكن "كان هناك أشخاص يؤمنون بالمبادىء ويقدرون الأنظمة القائمة على تطبيق القانون، الديموقراطية والعدالة... كانوا محقين. لقد انتصروا. لحسن الحظ انتصر رأيهم. وألمانيا واليابان الآن هما من أفضل أصدقائنا في هذه الحرب".
واعترف بوش بأن مهمة القوات الأميركية في العراق كانت في بعض المراحل أكثر صعوبة مما كان يُعتقد قبل سقوط نظام صدام حسين. وأوضح ان "ما حدث هو أننا تقدمنا في البلاد بسرعة كبيرة حتى أن العديد من أنصار صدام اختبأوا وقد عادوا اليوم للتشويش على التقدم في اتجاه الحرية". وأضاف ان مهمة قواته لا تزال صعبة، وانه يتعين على دول العالم ان تعمل "معاً" لتحقيق الاستقرار في العراق.
وأسف لأن "الشرف" الأميركي "تلطخ" بسبب تعذيب جنود أميركيين معتقلين عراقيين في سجن أبو غريب.
شيراك صديق
وعن العلاقات الفرنسية-الأميركية، قال أنه يريد ازالة آثار الخلافات بين باريس وواشنطن، واصفاً الرئيس الفرنسي جاك شيراك بأنه "صديق". ورداً على سؤال عن امكان دعوته اياه الى مزرعته في كراوفورد بولاية تكساس والتي يدعو اليها اصدقاءه من زعماء العالم، اكد ان شيراك سيكون موضع ترحيب هناك. وأضاف ضاحكاً :"اذا اراد المجىء لرؤية ابقار، فعلى الرحب والسعة. يمكنه المجيء لرؤية ابقار".
واضاف في الموضوع عينه: "لم اكن قط غاضباً على الفرنسيين... فرنسا حليف قديم... اتخذت قرارات صعبة ولم يكن الجميع موافقين على هذا القرار"، لافتاً الى ان "الاصدقاء يمكن ان يختلفوا... شيراك قالها لي بوضوح. انه لا يعتقد ان استخدام القوة كان ضرورياً. ناقشنا ذلك كأصدقاء". وخلص الى ان "الوقت حان للعمل معاً من اجل ترويج القيم التي نؤمن بها: حقوق الانسان والكرامة الانسانية وتطبيق القانون والحرية والعدالة".
وشدد على انه من خلال "مجتمع حر يمكن حل مشكلة الارهاب على المدى البعيد. اليأس يذكي التعصب والارهاب. الحرية تساهم في تضييق اليأس".
(أ ب، و ص ف)
النهار 3 - 6 - 2004