[align=center][glint]البنتاجون" تطيح سانشيز وتعين قائداً جديداً لاحتلال العراق
بوش لا يعارض دوراً سياسياً للصدر
كاربينسكي: تلقينا أوامر بمعاملة المعتقلين كالكلاب[/glint][/align]
[align=center][/align]
بغداد، واشنطن - “الخليج”:
قلل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش من شأن إعلان رئيس وزراء العراق اياد علاوي ان الولايات المتحدة ستسلم حكومته المؤقتة الرئيس السابق صدام حسين “بعد اسبوعين”، ورفض إلزام بلاده ذلك المدى الزمني الذي ذكره علاوي، مكتفياً بأن تسليم صدام الى العراقيين سيتم “في الوقت المناسب”. وعزا بوش ذلك الى رغبة بلاده في ضمان وضع أمني ملائم بعد نقل السيادة نهاية الشهر الجاري. وهو ما ذهب اليه الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور. لكنه فتح نافذة جديدة للخلاف مع الاحتلال، إذ أكد ان الحكومة العراقية ستلح في الطلب من الولايات المتحدة ان تعيد اليها “القصر الجمهوري” الذي قالت واشنطن انها تريده ملحقاً لسفارتها الجديدة في بغداد. وقال ان القصر الذي يسمى حالياً “المنطقة الخضراء” رمز للسيادة والعراقيون أحرار ان يبقوه مقراً للرئاسة أو يحولوه متحفاً. وفي حين رهن بوش السيادة بالأمن في شأن تسليم صدام، قال ان السيادة الكاملة تعني إمكان دور للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العملية السياسية المقبلة. وتجدد الجدل حول فضيحة تعذيب السجناء العراقيين، فيما أعلنت وزارة الدفاع (البنتاجون) أمس تعيين قائد جديد لقوات الاحتلال في العراق بدلاً من الجنرال ريكاردو سانشيز. وأقر رئيس أركان الجيش الأمريكي بأن الحرب في العراق لا يمكن كسبها عسكرياً.
وقال الرئيس الأمريكي أمس ان الولايات المتحدة ستسلم صدام إلى السلطات العراقية “في الوقت المناسب”، وقال “سيتم تسليمه ليمثل أمام الشعب العراقي لمحاكمته”، رافضا الكشف عما إذا كان ذلك سيتم قبل تسليم السلطة إلى العراقيين في 30 يونيو/ حزيران الجاري. إلا أن المتحدث باسم سلطة الاحتلال دان سينور أكد أنه لن يتم تسليم صدام قبل نقل السلطة. وقال إنه يعتبر أسير حرب طالما استمرت “الاعمال العدائية” في العراق، وأضاف “لا يمكننا تسليم صدام حسين بحلول 30 يونيو لانه لن تكون هناك حكومة ذات سيادة في ذلك التوقيت”.
وكان رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي قد أعلن أن الحكومة المؤقتة ستتسلم صدام خلال أسبوعين، وقال ان سلطة الاحتلال وعدت بتسليم الرئيس العراقي السابق إلى السلطات العراقية الجديدة، وأضاف ان “صدام والآخرين سيسلمون إلى الحكومة العراقية ومحاكمتهم ستبدأ في أسرع وقت ممكن”. وقال الرئيس العراقي الياور أمس انه بحث مع بوش هذه القضية، مؤكدا أن الولايات المتحدة مصممة على تسليم الرئيس السابق إلى العراقيين، إلا أن الياور قال ان الحكومة تريد أن تكون متأكدة من أنها قادرة على حماية حياة صدام حسين وتأمين محاكمة عادلة له.
وأبدى بوش انفتاحا على دور سياسي لمقتدى الصدر. وقال ان الولايات المتحدة لن تعارض ذلك، وإن الحكومة المؤقتة “ستتعامل مع الصدر بطريقة مناسبة، إنها حكومة ذات سيادة”. وقال الياور أمس ان “الوقت لم يفت كي يلقي الصدر سلاحه ويكون موضع ترحيب في الساحة السياسية”.
من جهة ثانية، أعلن ممثلون لعشائر شيعية في جنوب العراق أمس ان مسلحين في مدينة الفلوجة قاموا بقتل ستة شبان شيعة اعتقلوهم في 5 يونيو الجاري. وفي بيان وزع على وسائل الإعلام خلال تظاهرة احتجاج، اكدت “قبائل ربيعة وعشائر الجنوب” التي وصفت الحادث بأنه “عمل اجرامي”، ان هؤلاء الشبان قصدوا الفلوجة بغرض توصيل بضائع. وقالت العشائر ان رجلي دين بارزين في الفلوجة هما عبد الله الجنابي وظافر الدليمي “اصدرا أمرا بإعدامهم بعد تعذيبهم بوحشية والتمثيل بجثثهم وسلب كل ممتلكاتهم وحتى ملابسهم”. واكدت العشائر ان “السكوت على مثل هذه الاعمال يؤدي الى عواقب وخيمة تهدد أمن البلد والمواطنين”. وقال شمران محمد داوود قريب أحد القتلى ان الشبان الستة “وقعوا على حاجز للمجاهدين بعدما اوصلوا البضاعة لكنهم لم يتوقفوا وتوجهوا على الفور إلى مركز للشرطة”، وأضاف أن “أحد المسؤولين في المركز أوقفهم وسلمهم إلى المجاهدين”.
وأعلن متحدث عسكري أمريكي ان مسلحين أطلقوا النار أمس على قافلة مؤلفة من ثلاث عربات تقل موظفين أجانب، واصابوا سيارة واحدة على الاقل بالرصاص. وقال البريجادير جنرال مارك كيميت انه لا يستطيع بعد تأكيد تقارير من بعض الموظفين الذين استهدفهم الهجوم تفيد بمقتل ثلاثة موظفين.
وعلى صعيد آخر، أعلنت الجنرال جانيس كاربينسكي أمس أن التعليمات التي أعطاها الجنرال جيفري ميلر المسؤول عن مجمل سجون قوات الاحتلال في العراق كانت تأمر بمعاملة الأسرى العراقيين “مثل الكلاب”. وقالت كاربينسكي، التي كانت مسؤولة عن 16 معسكر اعتقال للجيش في العراق، “كان يقول لنا انه تجب معاملتهم كالكلاب، وانه في حال جعلناهم يعتقدون للحظة انهم غير كذلك، لن يكون باستطاعتنا السيطرة عليهم”.
وقال الميجور جنرال بيتر تشياريللي قائد الفرقة الامريكية الاولى في العراق امس ان قوات الاحتلال قررت انفاق نصف مليار دولار على مشاريع البنية الاساسية في بغداد خلال الاشهر الثلاثة المقبلة لكسب ود العراقيين وخفض تأييدهم للمقاومة. واضاف ان تنفيذ عمليات عسكرية على المقاومين ليس كافيا وحده.
وسينفق المبلغ في 100 مشروع للاعمار وبناء الصرف الصحي والمرافق الكهربائية في أحياء في مقدمتها مدينة الصدر الموالية لمقتدى الصدر.
واعترف أمس رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال بيتر شومايكر بأن الولايات المتحدة لا يمكنها كسب الحرب في العراق عسكرياً. وقال ان كسبها سيتم “عندما يصبح العراقيون أسياداً لمصيرهم”. وأضاف: “هذه الحرب سيتم كسبها على الصعيد المعلوماتي والاقتصادي بمساندة العوامل العسكرية والأمنية والدبلوماسية”.
وأعلنت “البنتاجون” البارحة تعيين الجنرال جورج كيسي قائداً للقوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، وهي التسمية التي بدأت واشنطن تفرض استخدامها لتغيير طبيعة احتلالها للعراق. وسيحل كيسي محل الجنرال ريكاردو سانشيز الذي تردد منذ افتضاح تعذيب السجناء في أبوغريب انه سيكون أحد “كباش” الفداء الذين سيضحي بهم الجيش الأمريكي لضمان استمرار قادة البيت الأبيض والبنتاجون.
جريدة الخليج
16/6/2004
http://www.alkhaleej.co.ae/articles/....cfm?val=84727