رسالة الشيخ الناصري الى رئيس الوزراء العراقي



بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ …) سيادة الدكتور أياد علاوي المحترم رئيس مجلس الوزراء العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ …) سيادة الدكتور أياد علاوي المحترم رئيس مجلس الوزراء العراقي تحية طيبة – تسلمت في الأسبوع المنصرم رسالتكم التي عبرتم فيها عن ارتياحكم لمسودة الدستور الدائم والتي كتبناها ووزعناها في العراق استعداداً للعهد الدستوري الذي تنتظره الأمة بعد قرون وعقود طويلة … آملين أن يكون دور وزارتكم ووزراءكم المحترمين هو دور الإعداد ومساعدة الشعب العراقي العظيم على العودة لمسار الحياة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لإنصاف المظلومين في العراق من جميع الشرائح والفئات والقوميات وان من أهم ما يلزم العراق اليوم هو الأمن الذي هدره المقبور صدام حسين وعصاباته المجرمة وحرموا الأمة من خيراتها وبددوا المليارات التي جوعوا الشعب من ثرواته ليحولوها إلى آلات حربية ومدمرة وخلفت ركاما من الجرائم والمجرمين وتتضح بشاعة جرائمهم عبر المكتشف من المقابر والمستجد من الإرهاب ولهذا فان محاسبة المجرمين ووقوفهم في أقفاص العدالة من أهم ما تصبوا الأمة له ، وان دعوة المصالحة الوطنية هي دعوة كريمة إلا أنها تصطدم بعوائق كبيرة ولكي لا تتحول المصالحة إلى (كلمة حق يراد بها باطل ) ولا يمكن أن يتسلل المجرمون الملوثة أيديهم بدماء الشعب والمشاركة لصدام بجرائم المقابر الجماعية المروعة وبقية جرائم النظام ومآثمه بل لا بد من إقامة العدالة والتمييز بين المجرمين الملوثة أيديهم بدماء الشعب حتى بعد سقوط النظام والى اليوم والذين يعملون اليوم بنفس طائفي لزعزعة لنظام وترويع الآمنين …. كما أننا نحيي مشروعكم الشجاع في تصفية المليشيات وحلها تأكيداً لهيبة الدولة وصيانة أمن البلاد وكرامة أبنائه وللتعجيل بخروج المحتلين وتنجيز الاستقلال وحماية لمستقبل البلاد والديمقراطية المنشودة والعدالة المطلوبة … كما أننا نناشدكم بضرورة وضع مشاريع عاجلة لإنصاف المتضررين من النظام المقبور وسياساته الطائفية المشبوهة وأجهزته و ايتامه … وقد أكدنا بأكثر من مذكرة لمجلس الحكم المنحل ولجميع المسؤولين ونؤكد لكم اليوم على ضرورة قيام وزارة اعمار الجنوب العراقي لتلافي ما مر بأبنائه من الظلم والغبن في الميادين العلمية والصحية والإنسانية والعمرانية والوظيفية وغيرها ..ولا اعرف سببا لإصرار الاخوة في مجلس الحكم بصم أسماعهم عن نصيحة قيام وزارة اعمار الجنوب ويمكن اليوم ولو بتكليف بعض وزراء الدولة في وزارتكم من أبناء الجنوب المعذبين ممن لم يتلوثوا مع النظام ليتولى الاهتمام باعمار الجنوب والارتفاع به إلى مستوى المحافظات الأخرى ورفع الغبن الذي لا زال مستمرا للجنوب وابنائه ومستهدفا بكل إقصاء وحرمان …وإلا فما معنى أن تبقى محافظات الجنوب محرومة حتى ممن يمثلها ولو بأعضاء لجان الإعداد للمؤتمرات الوطنية أو للانتخابات أو للإعداد لمستقبل العراق والعراقيين وتحسم الأمور في غيابهم ولا يعرفون عنها إلا عبر الصحافة والإعلام وهناك أسئلة حائرة يطلقها أبناء الجنوب وينتظرون جوابها : لماذا نسمع عن لجان الدستور والمؤتمر الوطني ومقدمات الانتخابات بعد ان يقرر المجهول مصير هذه اللجان وأعضائها وحتى رئاستها … وكان الأحرى أن تتجول لجنة في كافة محافظات العراق وخاصة الجنوب والذي لحد الان هو مظلوم ومحروم ، ويجمعوا المعلومات ويطلعوا ميدانيا ليقرروا المناسب ولماذا يختصر العراق كله في بغداد في الأصدقاء والأسر دون الرجوع لاهل الجنوب الذي ضجت بهم المقابر الجماعية والسجون والتغييب والتهجير …ولم يتحرك ضمير أحد لمعالجة مشاكلهم ولعل الملايين المهاجرة والمنبثة في العالم اغلبها من أبناء الجنوب .. كما انهم كانوا الوقود الأكثر احتراقا في انتفاضة صفر1977 وانتفاضة رجب1979 وانتفاضة شعبان 1991 واخيرا في حركة الإطاحة بنظام صدام وهم الذين سارعوا لخلع النظام وتنظيف البلاد من حكمه وعصاباته المجرمة فيما بقي النظام في أجزاء عديدة من المثلث ولا زالوا يرفعون صور المجرم صدام ويهتفون له … اكرر شكري لرسالتكم المعبرة عن اهتمامكم بالمشروع الدستوري العنيد داعياً الله تعالى لكل عامل وطني مخلص بالتسديد والتوفيق لما فيه خير البلاد والعباد ،ووجوب التصدي بحزم لاقامة العدل والأمن في البلاد فانه اليوم الهاجس الأول والألم الموجع المتجدد لكل يوم بالقتل والتدمير المتعمد حتى اصبح المجرمون يتباهون بجرائمهم ، وكل يوم يطلق المئات من المجرمين والقتلة ليطلق صراحهم دون أي محاكمة أو محاسبة عن جرائمهم نعم أنكم ووزارتكم في أوج الامتحان العسير والاختبار الخطير لتأخذوا بيد الأمة والبلاد نحو عراق الغد المشرق (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) ،والحديث الشريف ( اغتنموا الفرص فإنها تمر عليكم مر السحاب ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . الناصرية مدينة الرفض والجهاد والأولى في تقديم الشهداء والحرمان والتدمير … ورابع محافظة عراقية في عدد السكان في 25ربيع الثاني 1425ه 14/6/2004 محمد باقر الناصري