 |
-
مستقبل العراق العسكري
تحليل: مستقبل العراق العسكري
نيل هارون بي بي سي نيوز اونلاين
بينما توحي موجة الهجمات البشعة والاغتيالات في العراق بمشهد كارثي تدرس بي بي سي نيوز اونلاين المشهد العسكري خلاف ما تخطط له قوات التحالف بتسليم السلطة لحكومة عراقية مؤقتة في 30 يونيو/حزيران.
وعلى الرغم من أن غزو العراق جاء مدفوعا بدعاوى بشأن ترسانة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين المحظورة فإن مخاوف احتلال العراق خيمت على حل الجيش.
ومع مكافحة قوات التحالف وقوات الأمن العراقية التمرد يقول المراسلون إن القرار الذي اتخذ العام الماضي والذي يقضي بحل الجيش العراقي المهزوم قد يكون أكبر خطأ فردي يرتكبه الاحتلال.
وتشكل القوات العراقية، المؤلفة من 400 ألف عراقي يقاتلون في صفوف صدام حسين، واحدة من أقوي القوات في الشرق الأوسط.
وقد تم استبدالهم ب 160 ألف جندي من تحالف مكون من أكثر من 30 دولة.
وتشارك القوات الأمريكية العاملة في العراق بنصيب الأسد حيث يصل عددهم إلى 138 ألف جندي يشكلون العمود الفقري لقوات التحالف.
يدعم هذه القوات مجموعات صغيرة من الجنود من دول مثل بريطانيا وإيطاليا وبولندا واوكرانيا وتايلند ومنغوليا والبانيا وازربيجان.
وتقاوم هذه القوات مجموعة من المقاتلين من مناطق مختلفة مثلها في ذلك مثل قوات التحالف.
وقد ازدادت الهجمات من قبل مسلحين وميليشات من السنة والشيعة ومجاهدين أجانب ربما يكونون مدفوعون من تنظيم القاعدة ومجرمين نفعيين وموالين لصدام حسين علاوة على أولئك الذين يدعون أنهم مجرد مقاتلين مدافعين عن الوطنية. مسلحون مدفوعون بالحقد
وتزداد وتيرة العنف في الوقت الذي يتأهب فيه التحالف لتسليم السلطة لحكومة عراقية مؤقتة.
ويعيق التمرد أيضا جهود بناء جهاز أمن عراقي جديد يتمكن في النهاية من توفير الراحة للقوات الأجنبية في مهامهم.
ويقول المحللون إنه يمكن تجنب معظم هذه المشكلات في حالة الحفاظ على جيش صدام حسين وعدم حله.
قرار حل الجيش قد يوحد المسلحين العاطلين المشتتين في العراق ويحمل معظمهم الحقد لقوات التحالف.
وقد يأتي هذا القرار أيضا على جهاز الأمن الجاهز من النوع الذي تحاول أمريكا حاليا بنائه لكن دون جدوى.
وطبقا لأكثر التقديرات تفاؤلا فإن التحالف تمكن حتى الآن بشكل جزئي من تدريب ثلثي قوات الأمن المؤلفة من 260 ألف جندي ويعتقد أن العراق يحتاجهم.
لكن مراسلنا يقول إن ثمة شكوك خطيرة لاحت في الأفق حول ما إذا كانت القوات العراقية الجديدة مستعدة أو متأهبة للاضطلاع بعمليات القتال ضد المعارضة المحلية المفوضة. فيلق التحالف للرد السريع
لقد أصبح من الواضح مؤخرا أن العراق يحتاج إلى مزيد من القوات الأجنبية أكثر مما كان متوقعا.
لكن الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" لايزالان يناقشان امكانية إرسال قوة دولية إلى العراق.
وعلاوة على ذلك فإن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يريد تجنب اقحام مزيد من القوات الأمريكية في منطقة حرب - وهي خطوة هامة بالنسبة للناخبين حيث يحتاج لدعمهم في الانتخابات الرئاسية هذا العام ومع المخططين العسكريين الذين يشتكون من إرهاق كبير للجنود.
ويقول المراسلون إن بريطانيا ستكون مصدر زيادة الدعم العسكري على الأرجح حيث أن لديها بالعراق 8 آلاف جندي بالفعل بما يجعلها أكبر قوة عسكرية بعد الولايات المتحدة في قوات التحالف العاملة بالعراق.
وقد يتضاعف الانتشار قريبا. وترأس القوات البريطانية العاملة خارج البصرة حاليا في القطاع الجنوبي الشرقي من العراق.
وسيسمح مزيد من القوات لأن تتوسع المنطقة التي تقع تحت قيادتها والتي تتضمن القطاع الجنوبي المركزي الذي يعد موطن المدن الشيعية المقدسة كربلاء والنجف والكوفة.
البريطانيون حريصون أيضا على جلب القيادة المتقدمة للعراق المعروفة باسم (Arrc) أو فيلق الرد السريع للتحالف طبقا لما ذكره مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية بول آدمز.
ويتمركز الفيلق حاليا في ألمانيا كجزء من تركيبة الناتو. حصص متفاوتة
وعلاوة على ذلك فإن بولندا قد تقدم هي الأخرى الدعم في أعداد القوات - وهي بالفعل تعد ثالث أكبر قوة في قوات التحالف بعد أمريكا وبريطانيا بواقع 2400 جندي يتواجدون حاليا في قيادة القطاع الجنوبي المركزي من العراق.
وأوكرانيا تعد هي ألخرى مرشحا محتملا لزيادة تمثيلها العسكري في العراق - وتتمركز قواتها في القطاع الجنوبي المركزي تحت القيادة البولندية.
ووعدت كوريا الجنوبية من جانبها إرسال 3 آلاف جندي لاكمال جنودها البالغ عددهم 465 الموجودون فعلا بالعراق. ولم يتم تحديد موعد بعد لرحيلهم لكن من المحتمل أن تكون وجهتهم مدينة الموصل الشمالية.
ومن غير المتوقع أن تحدث الدول الأخرى في القائمة الأصلية، المكونة من أكبر 10 دول مشاركة في التحالف غير الولايات المتحدة، تغييرا كبيرا في أعداد القوات.
ولدى كل من إيطاليا وهولندا 2700 و 1400 جندي على التوالي في العراق يعملون تحت القيادة البريطانية في القطاع الجنوبي الشرقي.
وتشارك استراليا ورومانيا واليابان بقوات يتراوح قوامها ما بين 250 و 700 جندي في العراق تحت القيادة الأمريكية البريطانية.
وقد سحبت إسبانيا التي تشارك ب 1300 جندي في المنطقة المركزية الجنوبية قواتها في وقت سابق من هذا العام.
وبين الدول الباقية في قوات التحالف نجد أن لا أحد يشارك بأكثر من 500 جندي في العراق ومعظمهم يشاركون بأقل من 100 جندي.
وتعد مولدوفيا التي أرسلت فرقة من 24 جندي لتسجل دعمها "للحرب على الإرهاب" أصغر مشارك في قوات التحالف.
ومن المحتمل أن تسترد الولايات المتحدة القيادة الكلية للقطاعات الثلاث في الشمال وفي الشمال الشرقي وفي غرب العراق وفي بغداد أيضا. طموحات المليشيات
وربما ينظر إلى المتمردين وقوات التحالف على أنهم السبب في معظم أعمال العنف التي يشهدها العراق - لكنهم ليسوا المسلحين الوحيدين في المشهد العراقي.
ويجب أن يأخذ أي حل سياسي للأزمة العسكرية في العراق في حسبانه تعدد المليشيات التي لا منها تقاتل ولا تساعد قوات التحالف في الوقت الحاضر.
ويعد فيلق بدر المؤلف من 10 آلاف جندي واحدا من بين أكثر الفيالق أهمية - وهو متفرع عن حزب سكري الشيعي السياسي.
ويسيطر حزب الدعوة الاسلامي على قيادة ميليشياته التي تقدر بنحو 1500 مسلح.
وهناك أيضا نحو 50 ألف من عصابات البشمرجة الكردية شمالي البلاد.
ويأمل بعض المسؤولين الأمريكيين أن تتحد هذه القوات المتباينة في النهاية تحت مظلة جيش عراقي جديد.
حصار الفلوجة وضربت قوات التحالف حصارا على الفلوجة في أبريل/نيسان بعد أن أظهرت صور تليفزيونية سكان المدينة وهم يحتفلون فوق بقايا متناثرة لقوات أمريكية بعد تعرضهم لكمين.
وتلى هذه الواقعة أزمة دموية طويلة. وازداد القلق حول حصيلة القتلى المدنيين.
وقد أدهش ضعف المقاومة الواضح الولايات المتحدة - وتقع الفلوجة فيما يسمى بمثلث السنة وتتعرض لهجمات كبيرة من قبل الجيش العراقي القديم.
وبعد رفض وحدة من الجيش العراقي الجديد تقديم الدعم للحصار المفروض ركز الأمريكان على حل عصري.
حيث قاموا بتجنيد جنرال من جيش صدام القديم للم شمل 600 جندي من الجنود الرسميين للسيطرة على المدينة. تركيبة الفلوجة
تتقدم القوات الجديدة بينما يتأخر الأمريكان. وأشيد في شوارع الفلوجة بوصولهم على اعتبار أنه نصر.
ويعتقد أن معظم الرجال الذين كانوا في القوة الجديدة متمردون تاجروا فقط بأوشحتمهم الحمراء مقابل اللون البني الذي يمثل لواء الفلوجة.
لقد كان حلا سريعا كما يقول مراسل بي بي سي بول آدمز لكنه لم يكن صائبا - فالفلوجة الآن تعد منطقة خطرة على الأمريكان.
وحذر آدمز من أن الاختبار الحقيقي للحل سيأتي عندما تحاول الحكومة العراقية الجديدة أن توسع من قبضتها على المدينة.
وفي حالة نجاحها فإن تركيبة الفلوجة سينظر إليها كطريقة مبتكرة لتصحيح خطأ جوهري للاحتلال - الحل السريع للجيش العراقي.
أما في حالة فشلها فإن التركيبة سوف لا تعدو كونها تسوية على اعتبار أنها مجرد خضوع.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/...00/3838415.stm
منشور 2004/06/25 02:53:57 GMT
-
شيك بلا رصيد
الاعلانات الاميركية والبريطانية المخففة عن زيادة عدد جنود البلدين في العراق هي انعكاس مباشر لاكتشاف واشنطن ولندن سريعا ان قرار مجلس الامن الرقم 1546 الخاص بنقل السيادة الى العراقيين والذي اعتبراه شيكا رابحا، هو في الواقع شيك يصعب صرفه وخصوصا في تخفيف الاعباء الامنية عنهما.
اراد جورج بوش، ومعه طوني بلير، غطاء دوليا للبقاء في العراق في موازاة عملية نقل السيادة يجعل مشاركة دول اخرى في الائتلاف مسألة جذابة. وحصلا على القرار بالاجماع بعد مفاوضات طويلة وتنازلات اميركية امام مطالب دول مثل فرنسا وروسيا والمانيا، وظنّا ان الائتلاف سيقبض الثمن. لمَ لا ومجلس الامن بارك وجود قوات الائتلاف في العراق وغيّر اسمها لتصير قوة متعددة الجنسية وطلبت الامم المتحدة من دولها الاعضاء دعم العراق ومساعدته.
واستبشر بوش خيرا اذ كانت عينه على حلف شمال الاطلسي عله يقوم بدور اساسي يخفف العبء عن القوات الاميركية ويسمح لها باعادة بعض جنودها الى اميركا. لكنه فهم سريعا من فرنسا وتركيا والمانيا ان ما يريده لن يحدث، فاستبق اي رفض رسمي باعلانه في قمة مجموعة الثماني ان توقع دور كبير من الاطلسي امر غير واقعي.
ولم يكن الاطلسي وحده الذي قرر عدم المشاركة. فدول عديدة رحبت بالقرار واكدت وقوفها الى جانب العراقيين لكنها لم تشعر بأي حاجة الى ان توقف جنودها الى جانب جنود الائتلاف هناك. اما قرار كوريا الجنوبية نشر جنود فسابق لقرار مجلس الامن وكذلك فان قرار اليابان المشاركة له وضع خاص ان في قيادة جنودها ام في مهمتهم. واكثر من ذلك، تسمع واشنطن كلاما من دول في الائتلاف او مطالبات بسحب جنودها بعد 30 حزيران منذ سحبت اسبانيا قواتها وتلتها هندوراس.
ولأن الكلفة الامنية تتزايد كثيرا في العراق، لم يكن امام واشنطن ولندن الا ان تمدا يديهما الى جيبيهما. البنتاغون اعلن انه سيزيد عدد جنوده خمسة الاف من المارينز كان مقررا ان يحلوا في الخريف محل عدد مماثل من عناصر الجيش. ولكن تقرر تقديم موعد الاتيان بهم الى آب ومن دون ترحيل الآخرين. وهكذا سيرتفع عدد الجنود الاميركيين الى 145 الفا. وللتذكير فقط ان نية واشنطن كانت خفض العدد هذا الصيف الى 105 آلاف، وطبعا من دون التذكير بالخطة الاساسية التي كانت تتوقع بقاء اعداد رمزية في هذا الوقت.
اما بريطانيا، فاعلنت زيادة ثانية في اقل من شهر لعدد جنودها تبلغ 270 رجلا بعد 370 ليرتفع العدد الى .9200 وهي في طور اتخاذ قرار في شأن ما اذا كانت ستلتزم مهمة اضافية في جنوب العراق مما سيحتم زيادة اكبر في قواتها.
صحيح ان الحكومة العراقية الموقتة ابدت عدم رغبتها في مشاركات صغيرة من دول عديدة لئلا يبدو الامر "مثل الكرنفال" كما قال الرئيس العراقي غازي عجيل الياور، بل تفضل الاطلسي والاتحاد الاوروبي، وابلغت الى الدول العربية انها لا تريد مشاركة من دول الجوار في القوات المتعددة، ولكن صحيح ايضا ان اي دولة لم تظهر حماسة حتى الان للمشاركة.
وهذا انما يضاعف العبء على الاميركيين في الدرجة الاولى ثم على البريطانيين وخصوصا مع تصاعد وتيرة الهجمات وتركيزها على مراكز التسجيل لانضمام عراقيين الى قوات الامن. ولا يخفف العبء الاعلانات الدعائية عن ارتفاع عدد الراغبين في التسجيل، ذلك ان امام هؤلاء طريقا طويلا، كما لا يخففه ان تكون أميركا وضعت وجها عراقيا على جوانب عديدة من الشؤون الحياتية هناك او جعلت قوى الامن العراقية حاجزا بينها وبين المهاجمين، ذلك ان مثل هذا الحاجز قد يخفف عدد قتلى الائتلاف لكنه لا يحقق الاستقرار. وكل المـؤشرات ستكون كبيرة جدا.
سحر بعاصيري
النهار 19 - 6 - 2004
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |