أعلن رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي ان تسليم السلطة لحكومته من الاحتلال يوم 30 يونيو الجاري سيصاحبه على الارجح اعلان حالة الطواريء (الاحكام العرفية) لمواجهة حالة الانهيار الامني في البلاد مع اقتراب نقل السلطة، وتوقع علاوي مثل رئيس الجمهورية الجديد غازي الياور «أوقاتاً فظيعة» قبل نقل السلطة وبعده.
ويأتي تلويح علاوي بفرض الطواريء بعد التحديات الامنية المتصاعدة لحكومته والتي كان آخرها مقتل 13 شخصاً بينهم 5 اجانب في تفجير انتحاري ببغداد ومسلسل الاغتيالات الذي يطال مسئولين كبارا في حكومته والتوتر العرقي الذي حصد امس 5 اكراد تم التمثيل بجثثهم والاشتباكات مع قوات الاحتلال التي قتلت امس 5 عراقيين. ومع قرب نقل السلطة طلبت سلطات الاحتلال منح المقاولين الاميركيين الذين استقدموا آلاف المرتزقة للعمل في مجال الامن حصانة قضائية على غرار الجنود الاميركيين.
فقد اعلن علاوي ان حكومته تدرس الان امكانية اعلان حالة الطواريء في اماكن معينة في العراق، وبرر علاوي هذا الاجراء بقوله ان هناك اجراءات كثيرة شديدة ومؤثرة تصب في خانة خدمة الشعب العراقي، مشيراً الى ان المنطقة التي ستعلن فيها حالة الطواريء يتم دراستها من جانب الحكومة العراقية.
مؤكداً أنه سيتم وضعها موضع التنفيذ عند تسلم السلطة نهاية الشهر. واضاف علاوي في تصريحات للتلفزيون العراقي مساء
أمس ان الحكومة العراقية تبحث مجموعة من الاجراءات من بينها تقوية اجهزة الجيش والامن والمخابرات ودعمها بشكل كامل من الجوانب السياسية والقانونية والادارية وتفويضها بشكل كامل للقيام بمهامها الاساسية في حماية الشعب العراقي.وتأتي تصريحات علاوي بعد ساعات من مطالبة مجلس بغداد بفرض الاحكام العرفية لمعالجة التدهور الامني.
وفي وقت سابق توقع علاوي تزايد الهجمات مع قرب نقل السلطة لكنه تعهد بمجابهة «كل من تسول له نفسه الاعتداء على الشعب العراقي» والانتصار على منفذي الهجمات.وتأتي تصريحات علاوي بعد مقتل 13 شخصاً بينهم 5 اجانب واصابة نحو 60 في انفجار سيارة مفخخة في قافلة سيارات في بغداد امس.وقال وزير الداخلية ان منفذ التفجير انتحاري من دولة ليست مجاورة للعراق.
وذكر مصدر بالشرطة ان المهاجم الانتحاري كان يقود سيارة حمراء ذات دفع رباعي وان الانفجار طال ثلاث عربات تابعة لسلطة الاحتلال.ومن بين القتلى خمسة موظفين أجانب هم بريطانيان وفرنسي وأميركي وفلبيني وكان القتلى يعملون بشركة تابعة لشركة جنرال الكتريك الاميركية العملاقة أو متعاقدين أمنيين يعملون بالشركة.
وقال الجيش الاميركي ان عشرة موظفين اصيبوا أيضا في الهجوم الذي ألحق أضرارا بشارع مزدحم وأطاح بواجهة أحد المباني.
والهجوم هو ثاني تفجير انتحاري بالعاصمة العراقية خلال 24 ساعة ويتزامن مع موجة من الاغتيالات تستهدف أعضاء الحكومة المؤقتة المعينة حديثا لتسلم السلطة.
وفي حادث آخر قتل خمسة من الاكراد بالقرب من مدينة سامراء على مسافة 60 كيلومترا شمال وقال رمضان عبد الله المسئول الثاني في الاتحاد الوطني الكردستاني إن القتلى من أهالي كركوك وكانوا متجهين إلى معسكر لتدريب الجيش العراقي في مدينة التاجي على بعد 180 كيلومترا جنوب كركوك عندما تعطلت بهم سيارتهم أمام محل لتصليح العجلات حيث هوجموا من قبل مجهولين وتم قتلهم وإحراق جثثهم.
واتهم جلال جوهر عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني اعداء الاكراد وبقايا النظام السابق بارتكاب الاعتداء مؤكداً انه «لن يوقف مطالبنا بالفيدرالية.وتسود مشاعر الغضب والاستياء في كركوك إزاء الحادث الذي يعتبر الاول من نوعه في العراق.
وفي حادث ثالث نجا معاون قائد شرطة كركوك اللواء حازم محمد أمين من محاولة اغتيال نفذها مجهولون أمام منزله ظهر امس الاثنين بعد عودته من العمل مما أدى إلى إصابة أحد مساعديه ومدني عراقي جراء إطلاق مسلحين النار عليه.كما افاد مصدر طبي في مدينة الرمادي ان خمسة عراقيين قتلوا وجرح سبعة آخرون امس في مواجهات بين مسلحين وجنود اميركيين في الرمادي.
وأمام انهيار الوضع الامني اعتبر الرئيس العراقي غازي الياور أن الحكومة العراقية المؤقتة تحتاج مساعدة القوات متعددة الجنسيات لحفظ الامن في مرحلة ما بعد نقل السلطة.وتوقع الياور أن يبقى الوضع في العراق «فظيعاً بعض الوقت» قبل وبعد نقل السيادة، متوقعاً ان تستغرق عملية احلال الديمقراطية في العراق» على الارجح أكثر من عشر سنوات وربما عقداً ونصف العقد».
وقال الياور في حوارات مع الاعلام الاميركي ان مدة بقاء الاحتلال في العراق «ستتوقف على سرعة اعادة تشكيل اجهزتنا الامنية»، متوقعاً ان يستغرق الامر ما بين ستة اشهر وسنة.من ناحية اخرى قال الياور انه ليست لديه أي خطط لازالة سجن أبو غريب على الرغم من عرض قدمه الرئيس الاميركي جورج بوش بهدم السجن الذي شهد اساءة جنود اميركيين معاملة نزلائه.
واعتبر الياور في مقابة مع محطة تلفزيون «أي.بي.سي» الاميركية انه من الحماقة والرجعية تدمير كل رمز نظام الرئيس المخلوع صدام حسين، مشيراً الى ان السجن تكلف بناؤه اكثر من 100 مليون دولار.
إلى ذلك نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر عراقية قولها ان الحكومة العراقية الجديدة تقاوم مطالب اميركية بمنح الاف المتعاقدين المدنيين الاميركيين الذين جلبوا الاف المرتزقة الاجانب للعمل في مهام وخدمات امنية، الحصانة من السلطة القضائية العراقية مماثلة للحصانة التي تتمتع بها القوات الاميركية حاليا.
وحسب الصحيفة فانه اذا قبلت الحكومة العراقية بذلك الطلب فسيكون للمتعاقدين الاميركيين وضع قانوني خاص بحيث سيكونون خارج السلطة القضائية العسكرية الاميركية والنظام القضائي العراقي.
وحتى بعد تسليم السلطة ، فان القوات الاميركية ستبقى خارج نطاق القانون العراقي بموجب قرار مجلس الامن الصادر في الثامن من الجاري وكذلك بموجب الرسائل المتبادلة بين الحكومة العراقية وواشنطن والتي طلب فيها رئيس الوزراء العراقي استمرار تواجد القوات الاميركية في بلاده.
الا ان قرار مجلس الامن وطلب الحكومة العراقية لا يشملان المقاولين المدنيين. كما ان هؤلاء المتعاقدين لا يخضعون للسلطة القضائية الاميركية رغم ان بعضهم يعمل لحساب وزارة الدفاع طبقاً للصحيفة.ويوجد ما بين 20 و 30 الف متعاقد اجنبي من عشرات الجنسيات في العراق ويعملون حراس امن ومهندسين ورجال اعمال وغير ذلك.
المصدر