بيان السيّد كاظم الحائري بمناسبة انتقال السلطة إلى الحكومة المؤقتة
بيان سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسيني الحائري "دام ظلّه" بمناسبة انتقال السلطة إلى الحكومة المؤقتة في العراق
بـسم الله الـرحمن الـرحيم
( وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَـهَدتُّمْ وَ لاَ تَنقُضُواْ الاَْيْمَـنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) صدق الله العليّ العظيم
أيّها الشعب الغيور، يا أبنائي وأعزّائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لطالما تلقّينا وعوداً عريضة بالحرّيّة الكاملة لتقرير مصيرنا بأنفسنا وإدارة بلدنا بأيدي أبناءنا المنتخبين ولم يف أحد بشي منها بل ربّما يتخلّون عمّا وعدوا به من انتخابات بعد طول التأجيل بذريعة الانفلات الأمني الذي هو بفعل نفس الأمريكان فلو كانوا قد تركوا الاُمّة بحالها بما تمتلك من قدرات ومن الإيمان بالإسلام العظيم لما كان هناك انفلات في الأمن.
وإنّنا لانرى للمعضلة حلاًّ في الاُفق القريب إلاّ بتكاتف الاُمّة تكاتفاً حقيقيّاً وتوحيد كلمتها في وجه من يريد الاستمرار في العبث بمقدّراتها وكرامتها وتجاهل رأيها ولاشكّ في أنّ جهات ممّن لايريدون الخير للعراق وشعبه يريدون لانتقال السلطة وإرجاع السيادة; أن يكون شكليّاً وشعاراً يُرفع بوجه المخلصين من أبنائنا.
إلاّ أنّ الاُمّة ستكون بمستوى المسؤوليّة إن شاء الله وتخيّب آمال الطامعين والمغرضين وتجعل من هذه المحاولة واقعاً ملموساً يرى فيه العراق سيّد نفسه يمارس الشعب فيه السلطة خارجاً عن نير عبوديّة المحتلّين.
ومن الجدير بالذكر أنّ الحكومة لا تمثّل إرادة الشعب المسلم الغيور ضمن المعادلات المفروضة عليها من القوى الخارجيّة التي لا تمثل مصلحة الشعب العراقي والمعادلات المفروضة على الاُمّة العراقيّة من ناحية اُخرى من قبل نفس تلك القوى وعليه فنحن غيرمستعدّين لإضفاء الشرعيّة عليها لأنّنا نشكّ تمام الشكّ في قدرتها ضمن ما أشرنا إليها من المعادلات المفروضة فى إقامة الانتخابات الحرّة والنزيهة.
ولكن مع ذلك ستكون الفرصة الآتية أمامها لإثبات مدى إخلاصها لشعبها وحبّها لوطنها ومدى قدرتها على تحقيق طموح الاُمّة العراقيّة.
وبمناسبة مايسمّى بتسليم السلطة وإرجاع السيادة نرى لزاماً على هذه الحكومة أن تعمل لتحقيق الاُمور التالية:
1 ـ تطهير العراق من دنس الإحتلال فإنّ السيادة أمر لايمكن المساومة عليه ولايجوز أن يكون منقوصاً بأيّ حال من الأحوال ولايمكن أنّ تتحقّق إلاّ بتطهير العراق من دنس المحتلّين.
2 ـ استعادة أموال العراق وتحصيل عائداته النفطيّة وتشكيل لجان من المختصّين لتحصيل مانُهب منها في برامج النفط مقابل الغذاء وما وهبه النظام السابق، وتشكيل لجان اُخرى من ذوي الخبرة والاختصاص للبحث عن تراث العراق الأثري النفيس الذي طالته يد العابثين بفعل الاحتلال وإعادته إلى المتاحف العراقيّة ليبقى شاهداً حيّاً على أصالة هذا الشعب وعراقته وعمق حضارته ونقاء ثقافته.
3 ـ إنّ مهامّ الحكومة المؤقتة منحصرة في تصريف الأعمال الحاليّة ولاتتعدّاها إلى عقد الإتفاقيّات الأمنيّة لصالح العدوّ المكـبّلة للعراق والمذلّة لشعبه.
4 ـ على الحكومة استلام جميع السجناء والأسرى وبلا استثناء وإطلاق سراح الأبريآء منهم وتعويضهم وردّ الاعتبار إليهم والحيلولة دون إفلات المجرمين قبل أن ينالوا جزآءهم العادل لما ارتكبوا بحقّ هذا الشعب المظلوم.
5 ـ لابدّ من توفير الأمن ووضع حدٍّ لمايجري من تعدٍّ على دماء الناس وأعراضهم وقطع الطريق على العصابات الإجراميّة التي تُشيع الرعب في المجتمع وملاحقة القتلة وقطّاع الطرق وعدم التسامح في ذلك لتأمين سُبُل المسلمين و مُدُنهم.
6 ـ يجب أن تكون من أولويّات الحكومة توفير فرص العمل للعيش الكريم لعموم المواطنين ـ وعلى رأس أولويّاتها ـ .
7 ـ يجب التحرّك بجدّيّة تامّة لترتيب كلّ المقدّمات للانتخابات العامّة لضمان ممارسة جميع المواطنين حقوقهم في العمليّة السياسيّة حتّى تجري الانتخابات في موعدها وتكون حرّة نزيهة.
وأعلموا أنّ الله عزّوجلّ امتحنكم في ما أنتم عليه ليرى ما أنتم صانعون، والاُمّة تكون عليكم رقيباً تحصي عليكم الأنفاس، وتسجّل المواقف، وتثبث التصرّفات، ولاتغفل عن ذلك أبداً لأنّه حقّها ومسؤوليّتها.
ولاحول ولاقوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
10 / جمادي الاولى / 1425 هـ. ق
كـاظم الحسـيني الحـائري
http://www.alhaeri.org/bayanat/bayan36.html
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
صدق الله مولانا العلي العظيم
سورة الفرقان آية رقم 43