صراعات داخلية بين فروع المقاومة ..
اشتدت حدة الخلافات بين فروع المقاومة العراقية مؤخراً.. بل وصدر هذا الاسبوع اكثر من شريط فيديو للمقاومة العراقية تهدد الزرقاوي بالقتل.. فالمقاومة البعثية - القريبة من العلمانية- غالباً ما ترفض منهج الزرقاوي المتشدد دينياً.. وفي ذات الوقت، صدر شريط على موقع اسلامي في الانترنت يشجب فيه الزرقاوي بعض القيادات الدينية السنية لانها توسطت لقبول دفع جزية لاخراج نيكولاس برج، رجل الاعمال الامريكي الذي قُتل في مايو. قال الزوقاوي: بعضهم عرضوا علينا مالاً نحتاجه للاستمرار في حربنا المقدسة، ولكنا رفضنا."
المقاومة العراقية تقول: لا نحتاج للزرقاوي - ولا نريد مساعدة القاعدة في مقاومة الاحتلال..
يقول د. ظهاري رشيد، المدرس الجامعي، الهدف من الخلاف والشجب للزرقاوي هو الدفاع عن سمعة المقاومة العراقية التي سائت بسبب السيارات المفخخة، والعمليات التي تسببت في قتل المئات من العراقيين..
وقد قال السيد عبد الستار السامري، وهو من القيادات الدينية المتعاطفة مع المقاومة مؤخراً: "نعم للمقاومة التي لا تقتل رجال الشرطة والمدنيين الابرياء، بل تحاول اخراج الاحتلال.." وبالفعل نلاحظ حالياً تغير في اسلوب المقاومة، ونزعتها نحو مواجهة الاجانب، والابتعاد عن المدنيين...

بالطبع ان السيد العلاوي يسعى جاهداً لاستغلال هذا الخلاف، عن طريق تذكير الشعب العراقي بان من يقتلون افراده اجانب، اتوا بافكار ومنهج متطرف لا يوافق الشعب العراقي عليه. بل والتقى السيد العلاوي مؤخراً بقيادات بعثية وعشائرية من اجل اقناعهم بمقاومة المجرم والقاتل والارهابي..وهناك كما هو معروف محاولات جادة لاعادة البعثيين الى وظائفهم.. ربما يكون السبب وراءها الرغبة في انهاء او على الاقل شق صفوف من يقاومون..وقد قالت السيدة رند الرحيم، سفيرة العراق في الولايات المتحدة: "لابد ان يشعر الجميع بانهم سيستفيدون من العراق الجديد.."
ولكن الوقت لا يزال باكراً لمعرفة ما سيلقاه السيد العلاوي من نجاح. فالكثير من المقاومين ينوون الاستمرار في المقاومة حتى يخرج اخر جندي غربي من البلاد.. وهناك افراد مثل السيد الشلبي الذي شجب اعادة البعث الى الدولة، وقال: "هذا مثل اعادة النازية الى المانيا بعد الحرب العالمية الثانية."
ما يتمناه السيد العلاوي هو ان تتحول المقاومة المسلحة الى منافسة على صناديق الاقتراع..

المصدر: مقالة اين فيشر، في نيويورك تايمز

تعليق:
ذكر بعض الاخوة في شبكة العراق الثقافية وجود انواع مختلفة من المقاومة.. ومن الطبيعي جداً ان ترفض المقاومة العراقية اساليب الزرقاوي الدموية، وافكاره المتطرفة العنصرية.. وان كان هناك من لا يزال يشكك في وجود هذا الشخص..
يعجبني تعليق السيدة رندا، السفيرة العراقية في الولايات المتحدة، اذ تقول: نريد ان يستفيد اكبر عدد ممكن من الناس من العراق الجديد.. وهي فكرة صائبة.. وفي وضع العراق نبقى لا نعرف سوى القليل..ولذلك ندعو لبلدنا وشعبنا بالخير والتوفيق..

المحجوب.