--------------------------------------------------------------------------------


موقفنا

محـاولات يائـسة

الحملة المغرضة التي تتعرض لها الحركة الاسلامية وبعض رموزها لم تكن امراً جديداً فقد تعرضت الحركة الاسلامية في العراق وتحديداً حزب الدعوة الاسلامية الى حرب استئصال عبر قرار شهير قضى بحكم جميع من يشتبه بانتمائهم اليه او حتى من يروجون افكاره الاسلامية او يتعاطفون معه بالاعدام ولم تقتصر حفلات الاعدام الجماعية على الاعضاء الحاليين وانما امتدت في سابقة قانونية لم يعرفها العالم كله على من سبق له الانتماء للدعوة الاسلامية وتركها يوم لم يكن هناك قانون يحرم الانتماء لهذه الحركة ويوم لم يكن حزب [البعث] حاكماً في العراق وامتدت حملات المطاردة الى ذوي الدعاة حتى الدرجة الخامسة وترافق مع حملات الاعتقال والمطاردة والاعدام الجماعي حملة تشويه حاولت الساق شتى التهم بالدعاة الابرار وبالدعوة المباركة. واتخذت صوراً مختلفة تارة سياسية وثانية دينية وثالثة اخلاقية.. ولكن لاحمامات الدم افلحت في استئصال الدعوة، ولا حملات الدعاية وجيش المهرجين استطاعوا ان ينالوا من مكانة الدعوة والدعاة في قلوب العراقيين.. فالدعوة ليست وجوداً طارئاً يمكن اقتلاعه، والدعاة ليسوا مجهولين حتى يتم تشويههم بسهولة، وخرجت الدعوة الاسلامية من تلك المعركة الشرسة والظالمة، والتي لم تقتصر على نظام [البعث] الفاشي وانما شاركت فيها دول واجهزة مخابرات خارج العراق، خرجت من كل ذلك بيضاء اليد والجبين، صاحبة القرار المستقل الذي لم تفلح قوة في احتوائه، وصاحبة الموقف الشجاع الذي يرهبه الموت، وصاحبة التاريخ المشرق الذي لم يتلوث بالتعامل مع طغاة بغداد او اجهزة المخابرات الاجنبية..

ولم يدر في خلد الدعوة والدعاة انها ستخلد الى الراحة، وان فلول [البعث] المنتشرين هنا وهناك وغيرهم الكثير من الحاقدين او الحاسدين سيتركون الدعوة الاسلامية وشأنها او يتركون الدعاة يمارسون دورهم الرسالي والوطني في بناء عراق الكرامة والعدالة والمواطنة الصالحة والمساواة والأمن والاستقلال الكامل، فهؤلاء لابد ان يوجهوا سهامهم الحاقدة التي تتخذ صوراً شتى باسم الحرص على العراق او حتى على الدعوة نفسها.. ولكن هؤلاء لم يستفيدوا من الفشل طوال العقود الماضية، ولم يعرفوا ان الدعوة داخلة في ضمير كل مواطن عراقي شريف، وان الدعاة امل العراقيين من شمال العراق الى جنوبه، ولم يقرأ هؤلاء التاريخ فعلي عليه السلام الذي قتل في محراب صلاته ولعنته السلطات على منابر المسلمين عشرات السنين مازال علي عليه السلام مناراً يستضيء به الاحرار في العالم كله، وليس غريباً ان نلقى مالاقاه فنحن امتداده والسائرون على خطه.



البيان