 |
-
حراك سياسي أم عراك سياسي يا سيد محمد عبد الجبار
حراك سياسي أم عراك سياسي يا سيد محمد عبد الجبار ..*.. زهير الزبيدي
Wednesday, August 04, 2004
--------------------------------------------------------------------------------
حراك سياسي أم عراك سياسي يا سيد محمد عبد الجبار
كتب السيد محمد عبد الجبار رئيس تحرير جريدة الصباح البغدادية في (هذا الصباح) من جريدته الصباح، التي أستلم رئاسة تحريرها، بعد السيد اسماعيل زاير رئيس تحريها الأول قال:( النخب السياسية كالماء تأسن اذا لم تتحرك) وهو تشبيه، وإن كان فيه نوع من المقاربة الجزئية،إلا أنه لايصلح مع كل سياسي، بدليل أن الماء لايمتلك إرادة حركته، بينما السياسي يمتلك كامل الأرادة، مع التفاوت في تفننها وتلونها حسب قدرة السياسي، ونوع مرجعية تعاطيه مع الحدث.
فليس السياسي العلماني كالسياسي الأسلامي، وليس السياسي التقدمي كالرجعي، ولا النفعي المصلحي، كالعقائدي الواقعي. إذن لايمكن قياس الأسن المائي، بالجمود السياسي. ولكن يمكن موافقة التشبيه على المجتمعات، إن هي فقدت إرادتها وخمدت. سوف تأسن وتتعفن، لا بارادتها، بل بارادة من تحكم بمصيرها. أما الحكام فمن الظلم وضعهم بنفس مستوى المعارضة، بدليل أن الحاكم يملك كل مصادر القوة والسلطة، في حين يفقدها المعارض إلا من الأرادة في الصمود والتصدي، والثقة بالنفس.هنا المعارض يصبح أقوى من الحاكم. لذلك تجد الحكام ينتهون وإن طال زمنهم، ويذهبون الى مزابل التأريخ. والمعارضات تبقى وتتطور وتسكن قلوب جماهيرها، وتترك في القلوب ذكرى طيبة، وقد يكون على مر الزمن. وبتسميتك له معارض فقط، رفعت عنه الأسن . لأنه لو كان آسن لما استمر بالمعارضة والعطاء عقود. ولو كان آسن، لباع واشترى بمعارضته في سوق النخاسة السياسي الدولي والأقليمي، ومن هنا تكتشف نظافة المعارض من أسنه.( وهنا نقصد المعارضة الأصيلة وليست المصنوعة)
فالحكام أسّنوا شعوبهم ولم يأسنوا هم. فتراهم يتلونون ويتغيرون ما استطاعوا ذلك من أجل بقائهم بالسلطة. لكنك ترى الأسن والتعفن في شعوبهم.
وعلى أساس ما تقدم، يكون من الظلم أن تساوي بين المختلفين ، بالمستوى، والمعتقد، و العراقة. عندما قلت ( وهذا ينطبق على د.اياد علاوي ود.احمد الجلبي ود. ابراهيم الجعفري) في حين أن الدكتور ابراهيم الجعفري لايجمعه أي شبه بين الدكتورين أياد علاوي وأحمد الجلبي. فالجعفري اسلامي كما تعرفه أنت. ويمتلك من الأصالة والعراقة، ما لم يمتلكه أي سياسي عراقي اليوم. أما الإثنان الآخران د.علاوي ود.الجلبي ، هما شخصيتان علمانيتان ليس لديهما عقيدة فكرية، ولا انتماء غير الوطن. وهما يعملان بشكل مغاير تماما للجعفري. وليس لديهما استراتيجية ثابته بالتعاطي مع الوضع السياسي . فعلاوي كان بعثياً اختلف مع نظام صدام في منتصف السبعينات وترك العراق، وظل غير مرتبط مع أي جهة سياسية. إلا أنه بعد انتفاضة الـ91 شكل حركته الوفاق، وأنقسمت أكثر من مرة رغم صغرها. وهي لا تملك حضوراً شعبياً، ولا امتدادات جماهيرية. فهي ليست معروفة داخل العراق، إلا بعد السقوط. وليس لها فكر محدد، فأعضائها معدودون، ومختلفون بالفكر، مجتمعون على العمل الوطني، فهم ليس لديهم ثوابت. يتغيرون بتغير الظروف المحيطة بهم. ولهم تعاملهم مع المؤسسات الأستخباراتية. والدكتور الجلبي رجل علماني مستقل يعمل مع كل الأطياف العراقية التي تلتقي معه في النظرة الوطنية . ومؤتمره تشكل على اساس مجموعة من الحركات والأحزاب السياسية العراقية، ليس لها نظام داخلي ومؤتمرات خاصة بها، وسرعان من انفرط عقد هذا المؤتمر الجامع للحركات بالأنسحاب منه، حتى صار كيان خاص وأنت كنت أحدهم، وفي فترة ما ترأست تحرير جريدتهم المؤتمر.
ومن التجني على الحقيقة أن تقول:( ولم تشهد قيادات هذه الاحزاب والقوى تغييراً في الوجوه والاشخاص لأسباب تخصها.) وأنت العارف بتنظيم الدعوة الذي أفنيت زهرة شبابك فيه. فهو له مجلس قيادي ومكتب سياسي ، وهو الوحيد بين الأحزاب العراقية،إن لم نقل الأقليمية. ليس له أميناً عاماً، ولا زعيماً أوحد، أو قائد أوحد. وأن القرارات تصدر جماعية في مجلس القيادة على طريقة الشورى. والسيد الجعفري لايمثل إلا ناطقاً رسمياً، ليس له حق اتخاذ القرار إلا بعد العودة للمجلس القيادي. وحتى الناطقية التي يمثلها لم تتجاوز الخمس سنين أو أقل. وقد رشح لها بالأنتخاب بعد ترك الشيخ الآصفي لها، وخروجه من حزب الدعوة الأسلامية، بضغط إيراني قاسي جداً. وكل الأحزاب التي ذكرتها من لبنانية وغيرها فهي لاتمثل إلا عشائر ورؤسائها . وقيادات تسمي نفسها بالتأريخية . بل وبعضها أقرب للعصابة منها للحزب أو الحركة أو المنظمة.
أما التكلس السياسي ، الناتج من الجمود هو ليس ببقاء الأصلح مدة أطول، إن افتقدنا بديله ألأفضل بالفكر، وأمكن بالقيادة. إنما الجمود الذي ينتج التكلس ثم الضمور، هو الأنتقال بين الأحزاب والحركات ، وعدم الثبات في الحزب الواحد، الذي تربى بين أحضانه، ونمى وتطور فكره فيه. والوقوف بوجه الأخطاء وتشخيصها، ثم العمل على القضاء عليها من الداخل، طال الزمن أم قصر. أما الأنشقاق والتلون والأنتقال هو الذي يؤدي بالسياسي الى التكلس، ثم الضمور والنهاية الحتمية .
لهذا، أنا أرى مقالك فيه ظلم، ناتج عن يأس، أدى بالكثيرين الى العراك السياسي المدمر، والمشتت للكلمة الطيبة، والقول السديد. فكلما وقف السياسي في موقعه، وتلاقحت أفكاره مع رفاقه في الحزب العريق، كلما زاد الحراك، وأنتج الأبداع بالعمل ،الذي يحقق الأهداف المرجوة. وكما يقول المثل ( العافية بالدرجات). ويكتسب المناعة الكافية ضد التكلس والجمود. فكثير من الأحزاب، أو الحركات، تلقت هجمة شرسه أفقدتها لكل عناصر البقاء. إلا حزب الجعفري لاقى هجمات، أشرس من أن يلاقيها أي فصيل سياسي عبر التأريخ، من أعدائه ومن حلفائه على حد سواء . لكنه بقي ثابتاً، قوي العزيمة . بل ومن الأرقام الصعبة بين الحركات والأحزاب العراقية، التي لايمكن تجاوزها. لكنه يبقى بحاجة الى دعم أبنائه ومحبيه، وأصحاب الفكر الأسلامي النير، فالحزب في الأسلام هو وسيلة من وسائل الطاعة والعبادة، وليس للكسب السياسي التجاري وحسب.
زهير الزبيدي
-
الأخ محمد عبدالجبار أصبح يخلط الكثير من الأمور. وربما نسي هذا الأخ أن تياره الإسلامي الديمقراطي يحوي عدداً غير قليل من الآسنين، ينبغي تصريفهم قبل فوات الأوان. ولا أستطيع أن أفهم ما هي الوظيفة الموكلة إليه في هذه المرحلة.
للعلم والإطلاع يعتبر محمد عبدالجبار أحد مؤسسي كوادر في بداية التسعينات.
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |